"رواد الأعمال الشباب, رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)    مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية        ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44211 والإصابات إلى 104567 منذ بدء العدوان    الجزائر العاصمة: دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    فترة التسجيلات لامتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق يوم الثلاثاء المقبل    العدوان الصهيوني على غزة: فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    الكاياك/الكانوي والباركانوي - البطولة العربية: الجزائر تحصد 23 ميدالية منها 9 ذهبيات    أشغال عمومية: إمضاء خمس مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    "كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    قرعة استثنائية للحج    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    المخزن يمعن في "تجريم" مناهضي التطبيع    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف
نشر في النصر يوم 31 - 05 - 2013

من بينهم ضحايا الزواج العرفي و ليست لديهم وثائق تثبت هوياتهم
استغلال 25 طفلا في التسول بوسط مدينة قسنطينة
كشف المكلف بالإعلام و الاتصال بمديرية التضامن و النشاط الاجتماعي لولاية قسنطينة للنصر، بأن الطاقم المتعدد الاختصاصات المتكون من نفسانيين و مربيين و مساعدات اجتماعيات التابع لمصالح المديرية قد رصد في الفترة مابين شهري جانفي و ماي من السنة الجارية، حالات استغلال 25 طفلا بقسنطينة في التسول من قبل راشدين يدعون بأنهم أولياءهم و يتخذون من التسول حرفة لتحقيق الربح السريع دون بذل أي جهد و طريقة للغش و الاحتيال.
من بين أكثر الحالات المسجلة غرابة حسب محدثنا تسول أفراد عائلة كاملة بصغارها و كبارها بشارع بلوزداد و حجز 10 علب حليب رضع في حقيبة متسولة بشارع عبان رمضان، كانت تستعمل رضيعا للتأثير على المارة و اتضح لاحقا بأن ثمن كل علبة 400 دج و كانت تقنع ضحاياها بشراء الحليب من الصيدلية المجاورة لإرضاع الصغير و بعد ذلك تبيع كل علبة لنفس الصيدلية ب300 دج، فأصبحت تحترف علنا المتاجرة بالحليب و التسول، و كذا استعمال راشدين لتوأمين في الثامنة من عمرهما في التسول بحي فيلالي و حرمانهما من دخول المدرسة.
وشرح المربي الرئيسي محمد الأمين رحايلية بأن طاقم المديرية ليست له سلطة فرض العقاب و الردع، بل يبادر لسؤال هذه الشريحة عن احتياجاتها و مشاكلها و يقترح عليها الايواء بديار الرحمة و وضع الصغار بهدف حمايتهم بالمراكز المتخصصة مؤقتا، إلى حين معالجة مشاكلهم،لكنهم يرفضون و يلوذون بالفرار ،مشيرا إلى أن العديد من الأطفال يتبين بأنهم ليسوا أبناء أو أقارب هؤلاء المتسولين الراشدين و بعضهم ضحايا الزواج العرفي و بالتالي ليست لديهم أية وثائق تثبت هوياتهم .
و ذكر بأن القانون ينص على محاربة جنحة التسول و يعاقب من يستغل الصغار و يعرضهم للخطر و يعتبر ذلك جنحة ثانية ،لكن سيان بين الجانب التشريعي و التطبيقي.
و أضاف بأن الفريق الذي ينظم كل أسبوع خرجات لمكافحة التسول و التشرد ،يبلغ عادة عن الحالات التي يرصدها قاضي الأحداث عن طريق إرساليات خاصة، فيأمر فرقة حماية الأحداث بمديرية الأمن الولائي بالتدخل السريع لإنقاذ البراءة و ضبط و إحضار مستغليهم الراشدين.
لكن في معظم الحالات لا يجدون لهم أثرا فقد أصبح المتسولون يعرفون كل أعضاء الفريقين و حافلة التضامن و ما أن يلمحها أحدهم حتى يبلغ زملاءه.
لهذا اقترح محدثنا تشكيل فرقة تنشط سريا تتكون من ممثلي العدالة و الأمن و البلدية و مديرية النشاط الاجتماعي للقضاء على التسول و استغلال البراءة في ذلك، بتطبيق إجراءات رادعة.
أحد الضباط النشطين بفرق حماية الأحداث دعا من جهته، إلى عدم الاكتفاء بتوبيخ و تحذير مستغلي الأحداث في التسول لدى مثولهم أمام العدالة أو تسليط عقوبات لا تتجاوز الغرامة و الحبس غير النافذ كما هو مطبق حاليا، فمن الضروري تشديد العقوبة لتصل إلى الحبس النافذ، لكي يكون قناصو البراءة عبرة لغيرهم و تتقلص الظاهرة تدريجيا. إلهام.ط /تصوير عبد الكريم عمور
يستغلون كطعم لاصطياد المارة و انتزاع تعاطفهم و نقودهم
النصر تغوص في خبايا عالم التسول بالأطفال الرضع على الرصيف
تشهد شوارع وسط مدينة قسنطينة هذه الأيام الحارة تزايدا ملحوظا في أعداد المتسولين الذين يستعملون أطفالا و رضعا يدعون بأنهم أبناءهم أو أحفادهم لجلب تعاطف المارة و دغدغة أحاسيسهم العميقة و إقناعهم بالتصدق عليهم بعد أن استنفدوا كل الحيل و الاستعراضات للحصول على النقود دون بذل جهد، فالتسول لا يزال مهنة و صنارة طعمها الأكثر تأثيرا البراءة.
«النصر» قطعت شوارع المدينة صباحا و التقت بحالات كثيرة لأطفال و رضع مستلقين على الأرصفة أو بين أحضان راشدين يمدون أيديهم لطلب الصدقات من المارة بإلحاح بحجة شراء الحليب و الخبز لهؤلاء الأبرياء و العودة بهم سريعا إلى بيوتهم، قبل أن يحترقوا بأشعة شمس بعد الظهر.
اقتربنا من بعضهم و عرضنا المساعدة و الصدقات، مدعين بأننا نمثل جمعية خيرية ،فتجاذبنا أطراف الحديث معهم و جمعنا هذه الافضاءات التي نأخذ بعضها بتحفظ ، لكنها تقدم لنا صورا حية لمعاناة البراءة التي تتم المتاجرة بها و تهدر كرامتها و تعرض لشتى المخاطر في الشوارع في انتظار التطبيق الصارم و الرادع لترسانة القوانين التي تحميها و تعاقب كل من تسول له نفسه استغلالها في التسول و غيره من النشاطات المحظورة و الخطيرة.
أم بدر الدين:أعمل في البيوت و أتسول لإعالة أبنائي الستة
كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة ال11 و 30 دقيقة و أشعة الشمس ملتهبة عندما وصلنا إلى شارع ديدوش مراد بوسط المدينة لفتت انتباهنا شابة سمراء في العقد الثالث من العمر،جالسة بمنتصف رصيف شارع ديدوش رمضان بوسط المدينة بملابسها الرثة البالية و المتسخة تمد كفها بإلحاح للمارة و كان يتوسد ركبتيها طفلان صغيران لم يمنعهما الاكتظاظ و الضوضاء من الاستغراق في نوم عميق،اقتربنا منها و قدمنا لها ما تيسر من النقود و سألناها عن الصغيرين البريئين فتنهدت و ردت:»أنا مطلقة و أسندت حضانة أبنائي الستة إلي ،أكبرهم عمره 14 سنة و أصغرهم بدر الدين النائم الآن إلى جوار أخيه أمامكم ،الأول عمره سنتين و نصف و الثاني ثلاث سنوات و نصف.انهما قرتا عيني اضطررت لإحضارهما معي لأنني لم أجد من يعتني بهما في غيابي.أتسول لكي أتمكن من توفير بعض النقود لدفع مصاريف تعليم أبنائي الآخرين المتمدرسين، فما أحصل عليه من عملي في البيوت لا يكفي لتلبية احتياجاتهم الكثيرة جدا».سألناها عن مقر سكناها و عن نفقة الصغار التي من المفروض أن يسددها والدهم لتغنيهم عن التسول.احمرت وجنتاها و صوبت نحونا نظرات مليئة بالحزن و الغضب وردت:»طليقي طعنني بسكين و تقدمت بشكوى ضده كما تقدمت بشكوى أخرى ضده لأنه لا يدفع أي سنتيم كنفقة لأبنائه وهو الآن بالسجن. أقيم مع والدتي في كوخ بحي القماص و أعمل دائما و أتسول من حين لآخر و يساعدني المحسنين لكي أعيل سبعة أشخاص في رقبتي الله غالب هذا هو نصيبي في الحياة.»
التسول لشراء حليب الرضع
طيلة الفترات الصباحية تفترش ثلاث متسولات على الأقل أرصفة شارع عبان رمضان كل واحدة منهن تصطحب عادة طفلا رضيعا أصغرهم في شهره الثامن أو التاسع و أكبرهم في الثانية و النصف من عمره،و جميعهن يستعرضن هؤلاء الصغار أمام المارة لتحريك مشاعرهم و يطلبن بإلحاح نقودا ،مدعيات بأنهم جائعون و بحاجة ماسة إلى ما يكفي لاقتناء علب حليب لهم.
قبالة الأقواس و تحت أشعة الشمس الحارقة جلست على الرصيف مراهقة تلف جسدها الصغير و النحيف في عباءة سوداء و تحاول دون جدوى إسكات طفل رضيع في الشهر الثامن تقريبا كان يبكي و يصرخ و يتخبط بين ذراعيها.جذب المشهد انتباه بعض المارة فأغدقوا عليها بالصدقات تقدمنا إليها و سألناها عن أسباب بكاء الصغير المسكين،فردت بأنه جائع و مريض و لم تجد أين تتركه فأحضرته معها.
و سألناها:» أين والدته و والده؟»فنظرت إلينا نظرة شزراء و ردت:»هذا الطفل ابني أنجبته و أنا في السابعة عشر من عمري و تخلى عني والده و كل الناس و أتسول لكي أشتري له الحليب و لن أفرط فيه.»و حملت كيسا كان أمامها و انصرفت مسرعة.
و بين الأقواس و قرب محل تجاري كانت تجلس شابة سمراء جميلة في زهرة العمر ترتدي أيضا عباءة سوداء و هي تداعب طفلا صغيرا مبتسما ذي عينين زرقاوين و بشرة بيضاء.لم تكن تمد كفها لأحد لكن العديد من المارة كانوا يقدمون للصغير ما تيسر من القطع النقدية.قالت لنا بحرقة:»عمري 24 عاما تزوجت في سن صغيرة و أنجبت طفلين الأكبر في الثالثة و قد تركت أمي معه في كوخنا بحي البوليغون .و الصغير محمد هذا الذي يرافقني أينما ذهبت و عمره الآن حوالى سنتين.أتسول لأشتري الحليب له و لأخيه و لكي أعيش .زوجي الآن يقضي عقوبة الحبس... سيطلق سراحه بعد أربعة أشهر، حينها لن أخرج و لن أتسول و سيعمل لكي يلبي احتياحاتنا» .
و في أعلى الشارع كانت تجلس سيدة أكبر منهما سنا و خبرة في التسول ترتدي نفس النوع من العباءات السوداء و تردد بإلحاح دون انقطاع بأنها بحاجة إلى مساعدة المحسنين لشراء نوع خاص من الحليب لابنها الرضيع المريض الممدد على الرصيف.و قبل أن ترد على سؤالنا بخصوص الصغير قالت بحزم و ثقة بأنها ترفض الذهاب إلى ديار الرحمة و ترفض أن تسلم حمزة لأية مؤسسة أو مركز ما دام هناك محسنون يساعدونها في توفير قوته و قوت إخوته اليتامى.
أضافت:»هذا أصغر أبنائي ولد مريضا و ضعيفا.إن أمومتي هي كل ما أملك بعد أن توفي أهلي و زوجي و بقيت وحيدة دون مصدر رزق. سألناها إذا لم تفكر في البحث عن عمل أو التوجه إلى الجمعيات و مديرية التضامن و النشاط الاجتماعي لطلب مساعدات.ردت بانفعال:»الجميع يريدون أن ينتزعوا مني صغاري و أخذهم إلى المراكز لن أذهب إليهم.»و واصلت تسول ثمن الحليب لتنهي حوارنا على طريقتها.بينما تتخذ سيدة في منتصف العمر بساحة أول نوفمبر من بيع المناديل الورقية و ابنها المعاق ذهنيا البالغ من العمر 13 عاما تقريبا طعما لاصطياد نقود المارة.
مسن يتسول ثمن تذكرتي حافلة و أدوية و غذاء لطفل صغير
التقيناه بشارع بلوزداد يفترش الرصيف رفقة طفل في العاشرة تقريبا من عمره إنه شيخ في العقد السابع يمد كفه للمارة ليطلب منهم المساعدة لشراء تذكرتي حافلة له و لطفل يجلس أمامه ليتمكنا من العودة إلى بيتهما ببلدية عين عبيد قبل أن تهاجمه ذروة حرارة الظهر و كذا ثمن شراء أدوية و وجبة غذاء للصغير إن أمكن .الشيخ كان يضع أمام ساقيه المتورمتين عكازين و مجموعة من الوصفات الطبية .
اقتربنا منه فقال لنا بأنه يعاني من عدة أمراض مزمنة من بينها السكري و ارتفاع الضغط و كذا التهاب المفاصل و يحتاج للكثير من النقود لشراء الأدوية و إعالة أحفاده الخمسة اليتامى و أمهم.مشيرا إلى أن الطفل الذي يرافقه حفيده .و تدخل الطفل ليقول لنا بكل عفوية:»أنا تلميذ مجتهد أدرس في السنة الخامسة و أريد أن أصبح طبيبا عندما أكبر لأعالج عمي بشير». إلهام .ط //تصوير عبد الكريم عمور
الأولياء أصبحوا حريصين على مراقبة ومتابعة أبنائهم خوفا عليهم
هيسيريا الاختطاف التي عرفتها الجزائر في الأشهر الأخيرة قلصت جرائم القصر
أكد أول أمس رئيس فرقة حماية الطفولة بأمن ولاية البليدة أن جرائم القصر عرفت تراجعا خلال الخماسي الأول من السنة الجارية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية ، وربط هذا التراجع بهستريا الاختطاف التي عرفتها البلاد خلال الأشهر الأخيرة وهذا ما جعل الأولياء حريصين أكثر من أي وقت مضى على مراقبة ومتابعة أبنائهم خوفا من اختطافهم وذلك مع رواج إشاعات الاختطاف والبلاغات الكاذبة بشكل كبير في مختلف المدن .
وقد ساهم ذلك رغم ما له من آثار سلبية في المجتمع في تقليص جرائم الأحداث ،مشيرا في السياق ذاته على هامش محاضرة ألقاها بمناسبة عيد الطفولة بمركز التكوين والتحضير بأولاد يعيش أن ولاية البليدة لم تشهد أي ظاهرة اختطاف في حين تلقى عناصر الأمن عشرات البلاغات الكاذبة المتعلقة باختطاف أطفال ، ليتبن بعد التحري أنها بلاغات كاذبة ، مشيرا في هذا الإطار إلى تلقي مصالح الأمن منذ أسابيع بلاغا باختطاف طفل من طرف والده وبناء على ذلك شرعت مصالح الأمن في عملية بحث واسعة بالولاية من الساعة الثامنة صباحا إلى السابعة مساء ليتبين أن الطفل كان متخفيا بحديقة جاره خوفا من والدته التي قامت بضربه ضربا مبرحا عدة مرات .
وبلغة الأرقام كشف رئيس فرقة حماية الطفولة عن تسجيل تعرض 32 قاصر ذكر و35 أنثى لخطر معنوي خلال الخماسي الأول من السنة الجارية في حين خلال نفس الفترة من السنة الماضية تم تسجيل تعرض 38 قاصر ذكر و41 أنثى لنفس الخطر ، أما فيما يخص اغتصاب القصر فقد تم تسجيل حالتين خلال السنة الجارية بالنسبة للإناث و04 بالنسبة للذكور في حين في السنة الماضية من نفس الفترة تم تسجيل 04 حالات بالنسبة للإناث و16 حالة بالنسبة للذكور ، وفيما يخص الفعل المخل بالحياء تم تسجيل 04 حالات بالنسبة للذكور و 15 حالة بالنسبة للإناث خلال السنة الجارية.
أما خلال نفس الفترة من السنة الماضية فقد تم تسجيل 16 حالة بالنسبة للذكور و 18 حالة بالنسبة للإناث ، أما فيما يخص الجرائم المتورط فيها القصر فقد عرفت هي الأخرى انخفاضا محسوسا خلال السنة الجارية بحيث تم تسجيل 41 قضية في حين خلال نفس الفترة من السنة الماضية تم تسجيل 60 قضية متورط فيها قصر ،و يشير نفس المتحدث في هذا السياق إلى أن أغلب الجرائم التي يرتكبها القصر تتراوح أعمارهم ما بين 16 إلى 18 سنة وعن أنواع الجرائم التي يرتكبها هؤلاء فتتركز أغلبها في السرقة.
التكنولوجيا أحد أهم أسباب انحراف القصر
أما عن العوامل التي تؤدي إلى انحراف القصر يؤكد نفس المتحدث إلى أن أهمها تتمثل في تكنولوجيا الاتصال خاصة الهواتف النقالة والانترنت ، مستغربا في نفس الإطار سماح الأولياء لأبنائهم القصر استعمال هواتف نقالة ذات تكنولوجيا عالية ،ويؤكد بأن مثل هذه الوسائل هي التي تفتح الطريق للانحراف وخاصة نحو ممارسة الفعل المخل بالحياء والدعارة ، إلى جانب استخدام القصر للانترنت دون مراقبة الأولياء وأشار في هذا السياق إلى أن مصالح الأمن تنظم دوريات مستمرة لمقاهي الانترنت ، وفي حالة وجود قصر بداخلها سيتعرض صاحب المقهى لعقوبات ، والأمر ذاته بالنسبة لأماكن الترفيه والملاهي .
من جهة أخرى أكد رئيس فرقة حماية الطفولة بأمن ولاية البليدة أن القصر الذين يرتكبون جرائم معاملتهم من طرف مصالح الأمن يكون هدفها وقائي أكثر منه قمعي مشيرا إلى أن العديد من القصر الذين ارتبكوا جرائم لأول مرة تكون خطأ ، ومع ذلك تقوم مصالح الأمن بمساعدتهم في الإدماج والكثير منهم ابتعدوا عن عالم الإجرام والانحراف على عكس من هم معتادي الإجرام الذين يكون التعامل معهم بشكل مختلف ، ويؤكد نفس المصدر على ضرورة مساعدة الأولياء في حماية القصر لأن الأسرة بحسب نظره تمثل 50 بالمائة في حماية القاصر أو انحرافه . نورالدين -ع
فيما يؤكد الأطباء امكانية تجنبه عن طريق الإختبارات قبل الزواج
أطفال «بيتا- ثالاسيميا» حياتهم متوقفة على قطرات دم
يخضعون لعمليات نقل الدم بشكل متكرّر، و يبقون لحوالي ساعتين و نصف يترقبون انتهاء العملية بوصول آخر نقطة دم من الكيس المعلّق فوق رؤسهم ، ووجوههم الشاحبة، إلى أجسادهم الصغير المتعوّدة على وخز الإبر الذي لا يفارقهم بعد اكتشاف أعراض المرض الخطير بيتا- ثالاسيميا لديهم ، في وقت تضاعف فيه عدد المصابين من سنة إلى أخرى، و عجز الطب في بلادنا في الحد من انتشار المرض عكس الكثير من دول البحر الأبيض المتوسط التي تتراجع فيها نسبة الإصابة بهذا الداء سنويا.
النصر زارت قسم طب الأطفال بالمستشفى الجامعي بن باديس و تحدثت إلى عدد من الأطفال المصابين بداء البيتا ثالاسيميا و نقلت معاناتهم و أمانيهم كما سلطت الضوء على معاناة أوليائهم الذين يموتون في اليوم مائة مرة و هم يرون فلذات أكبادهم يتعذبون و يتألمون بسبب مضاعفات المرض المتزايدة و التي تدخل أغلبهم إلى قاعات الجراحة.
أطفال يتحدثون عن ساعتين من المعاناة
كان السكون سيّد الفضاء بقاعة نقل الدم التي تم استحداثها مؤخرا بمصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي، رغم وجود عدد من الأطفال رمز الحيوية و الحركة لدرجة الشغب، لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للأطفال المصابين بمرض البيتا ثالاسيميا الذين كان كل واحد منهم جالس فوق سريره يترّقب بلهفة انتهاء عملية نقل الدم التي يخضع لها الأكثرية مرة كل 15يوم في أفضل الظروف، حيث شدنا منظر بنت بوجه شاحب و شفاه تكاد تكون زرقاء كانت تحدّق في باب الغرفة، كمن يترّقب وصول شخص عزيز على قلبه، فاقتربنا منها و سألناها إن كانت في حاجة إلى شيء فردت بصوت منخفض، و ملامح منهكة بأنها تريد التحدث إلى والدها و لما أطل الوالد و لوّح لها بيده على عتبة الغرفة، قالت له «أنا جائعة»فطمأنها بنبرة حزينة « لم يبق الكثير، بعدها يمكنك تناول طعامك».
و في سرير ثاني رقد الطفل خليل الرحمان (6سنوات)من شلغوم العيد (ميلة) الذي جاء رفقة والدته للخضوع كعادته لعملية نقل الدم و التي اعترف بتلقائية بأنه ملّ التنقل إلى قسنطينة» ما عدتش نحب نجي لقسنطينة»قال خليل الرحمان إشارة إلى التعب و الألم الذي يعيشه في كل مرة بسبب مرض تمنى أنه يشفى منه نهائيا و يعيش حياة طبيعية كباقي أترابه.
و بالخارج كانت والدة خليل تنتظره أمام غرفة القسم المخّصص لهذه الفئة، و قالت بحرقة أم قلقة على صحة صغيرها، بأن حلمها الوحيد في هذه الدنيا إجراء عملية زرع النقي التي تعد تدبيرا شافياً للثالاسيميا متمنية وجود قريب متبرّع سليم تتوافق أنسجته مع ابنها المريض.
و على السرير رقم 2 جلس عبد المليك 7(سنوات) مسندا ظهره إلى الجدار و قد بدا عليه التعب ، و كان وجهه منتفخا و جسده النحيل لا يعكس سنه الحقيقي، و قال لنا بصوت متقطع بسبب صعوبة تنفسه بأنه قدم من ولاية القل و سيعود إلى البيت بعد انتهاء عملية نقل الدم التي قد تستغرق من ساعتين إلى ساعة و نصف، و بعفوية البراءة سألنا إن كنا سنعرض صورته على شاشة التلفزيون، و هو يرتب شعره بيده، قبل أن يسرد علينا تعوّده على العاملين بالمصلحة و يعلّق»المكان هنا أفضل بكثير ...»إشارة إلى تحسن الخدمات مقارنة بما كانت عليه في القسم السابق المخصص لنقل الدم باستعجالات الأطفال.
و في زيارة ثانية حملتنا إلى نفس المصلحة لإتمام استطلاعنا التقينا من جديد بالطفلة نجوى بوشملال (11سنة) التي سبق للنصر نقل معاناتها و شجاعتها في مواجهة مضاعفات مرض فقر الدم المزمن الخطيرة و التي تسببت في إزالة طحالها و تأثر كبدها، بالإضافة إلى معاناتها من القصور الكلوي مؤخرا، و التي كانت للتو خارجة من غرفة نقل الدم، حيث أخبرتنا بحماس يعكس أمل صغيرة متشبثة بالحياة بأنها بصدد التحضير لاجتياز امتحان السيزيام، و بأنها عازمة على تحقيق نتائج جيّدة لمنح زملائها و جميع الأطفال المرضى الأمل و حثهم على التفاؤل مثلها، قائلة «سأدرس بجد و سوف أصبح طبيبة ماهرة لتخفيف آلام كل مريض مهما كان سنه».
و أسرت نجوى التي كانت ترتكز على عكازتين لمعاناتها من صعوبة في الوقوف و المشي بعد حادث المرور الذي تعرضت له منذ سنوات و تسبب لها في جروح خطيرة على مستوى عظم الورك، بأنها استعادت حبها و حماسها للدراسة أكثر من أي وقت مضى بفضل المقال الذي نشرته النصر حولها، و طلبت منا أن نشكر نيابة عنها كل الذين تعاطفوا معها و قدموا لها يد العون و على رأسهم الصيدلي بدر الدين، و كل العاملين معه و الأستاذة صليحة تباني.
المريض الواحد يكلف 62 مليون سنويا
و عن داء البيتا ثالاسيميا أكدت الدكتورة شهيناز موساوي مختصة في طب الأطفال تزايد عدد المصابين به من سنة إلى أخرى، موضحة بأنهم يسجلون من 4إلى 5حالات جديدة سنويا و هو ما اعتبرته بالمقلق باعتبار الكثير من دول حوض البحر المتوسط قد نجحت في الحد من تضاعفه، و تحكمت فيه بفضل حملات التوعية الواسعة من قبل مصالح الطب الوقائي، و هو للأسف ما لم يتحقق ببلادنا مثلما قالت. و أشارت محدثتنا إلى التكاليف الضخمة التي يتطلبها التكفل بهذه الفئة و التي قدرتها ب62 مليون سنتيم لمريض واحد سنويا كأدنى حد حسبها.
و قالت الدكتورة موساوي التي تخصصت في داء الثالاسيميا بأنها عملت في هذا المجال لقرابة 17سنة تابعت خلالها عن قرب معاناة المرضى و أهاليهم لثقل ظروف التكفل المادي و المعنوي، مؤكدة تعرّض الكثيرين لمضاعفات خطيرة ناجمة عن تكدس كمية الحديد في الجسم و بالتالي تضخم الطحال الذي قد تستدعي مضاعفاته الخطيرة إلى إجراء جراحة لاستئصاله..و غيرها من المضاعفات التي تزيد من معاناة هذه الفئة و كذا أعباء التكفل بها.
و للإشارة فإن داء البيتا ثالاسيميا ناتج عن خلل جيني يصيب سلسلة الغلوبين بيتا فينقص إنتاج الخضاب(أ).
و ترى الدكتورة موساوي بأن أفضل طريقة للحد من انتشار المرض، تكمن في فرض اختبار عيّنة الدم لمعرفة أى نوع من الهيموغلوبين موجود في الدم، و بعض الحالات تستدعي إجراء اختبارات جينية لاكتشاف نوع الثالاسيميا ، مؤكدة على القيام بذلك في سن مبكرة و قبل الزواج. مريم/ب /تصوير عبد الكريم عمور
يحلم بتقلد منصب هام في الحكومة
«الشاطر الصغير» منيب مناصري .. يتعلم الحساب الصيني لمحاكاة الآلة الحاسبة
يتمتع الطفل محمد منيب مناصري رغم صغر سنه الذي لم يبلغ بعد العاشرة بطموح كبير يغذيه خياله الطفولي الجامح و ذكاؤه السابق لسنه و الذي يسعى لتنميته بطرق عدة، كتعلمه للمعارف الفلكية و الكون و الكواكب و المجرات و غيرها من خلال مشاركته في نادي « الشاطر الصغير « بجمعية الشعرى لعلم الفلك «، بالإضافة إلى الحساب الصيني الذي يسعى أيضا لتعلمه في مدرسة متخصصة.
الحياة بالنسبة لمنيب رحلة لا تنتهي لاكتشاف المزيد من المعارف العلمية التي تروي فضوله خاصة حول كل ما يتعلق بالكون و الفضاء الذي نعيش فيه، و بدأت رحلته مع نادي الشطار الصغار منذ ثلاث سنوات عندما التقى بأعضاء الجمعية و تعرف على نشاطاتهم المفيدة في إحدى صالوناتهم الدولية، والتي تعرف فيها على أطفال في مثل سنه .
وقد شجعوه على الانضمام إلى الجمعية ليبدأ معهم رحلة العلم و اكتشاف الكون و الفضاء بكل ما يحمله من مفاجآت و أسرار كواكبه و مجراته، مما ساعده على تطوير بعض الأفكار الايجابية ضمن فريق « الشاطر الصغير « كفكرة أضواء الشوارع التي لا تعيق الرصد و لا تحجب النجوم و التي يجب أن تكون حسبه « مغطاة بما يشبه القبعة المعدنية التي تعكس الضوء فقط على الأرض و ليس في السماء مما يسمح للمارة إذا أرادوا بالرصد بالعين المجردة».
كما يطمح منيب في هذا المجال لتعلم التصوير الفوتوغرافي الفضائي حتى يتمكن من تصوير القمر و الكواكب و المجرات الأخرى خاصة بعد مشاركته لأكثر من مرة في خرجات رصد مع الجمعية تم فيها تصوير القمر بآلات محترفة جعله يفكر بجدية في احتراف التصوير الفلكي و جمع أكبر عدد ممكن لصور الكواكب و النجوم.
و لزيادة قدراته العقلية و تنمية ذكائه و تقوية ذاكرته يتعلم منيب بجد الحساب الصيني الذي يتدرب عليه في مدرسة خاصة للأذكياء الصغار ، من خلال آلة « الباكوس «التي كان يستعملها الصينيون قديما للحساب بطريقة تنشط شقي دماغه و تمكنه من الحساب بطريقة سريعة جدا تضاهي في بعض الأحيان سرعة الآلة الحاسبة رغم أنه مازال في المستوى الرابع فقط من هذا التكوين، إلا أنه أكد لنا أن هذا الحساب الذهني السريع الذي يعتمد كثيرا على الخيال الواسع يقوي سرعة بديهته و ذكائه و يساعده على التفوق أكثر في دراسته، حيث أصبح بعد أن اكتسب العديد من المهارات في هذه المدرسة أول من يكتشف أخطاء الحساب على السبورة و أقل خطأ قد ترتكبه معلمته خاصة في الرياضيات.
بكثير من الفرح و الحماس حدثنا منيب عن اهتماماته العلمية و الفلكية، أما عن مواهبه و هوايته الأخرى فقال لنا باقتضاب أنه يعتبر الرياضة نشاطا ضروريا من اجل صحة جسمه و عقله و لذلك اختار ممارسة السباحة في مسبح خاص بسيدي مبروك لأن السباحة تساعده على الاسترخاء مشيرا أنه لا ينوي أبدا الدخول في منافسات فيها بل من يمارسها من أجل المتعة فقط. كما أخبرنا انه اكتشف مؤخرا من خلال نادي الشطار الصغار أنه موهوب أيضا في التمثيل، حيث شارك مع « جمعية الشعرى « في مسرحيتين علميتين بعنوان « نجمنا الشمس» و « الأمانة « و لكن التمثيل حسب ما قال لا يمثل أبدا جزء من أحلامه، بل يعتبره مجرد هواية عابرة يستغل فيها حاليا في طفولته جزءا من طاقاته البدنية و الفكرية الهائلة.
أما أحلام منيب الحقيقية فهي بالدرجة الأولى سياسية، حيث اخبرنا انه يطمح في دخول الحكومة ليكون عضوا فعالا في المجتمع و يتمتع بسلطة و قوة تمكنه من تغيير كل ما لا يروق له في البلاد بدءا، بوضعية الطرقات مرورا بكل المشاكل الاجتماعية الأخرى بالإضافة إلى تقوية الاقتصاد و التجارة الداخلية و الخارجية كما عبر لنا بأسلوب يشبه إلى حد كبير خطاب السياسيين الكبار قائلا أن أهم ما ينوي فعله عند تقلده لمنصب هام في السلطة هو و رسكلة الكثير من النفايات التي تنغص حياتنا اليومية، بينما كان في إمكاننا الاستفادة من الكثير من الأشياء التي نرميها لتشوه محيطنا كالقارورات البلاستيكية و الأوراق و غيرها. أما أمنيته القريبة في الوقت الحالي فهي نيل شهادة الابتدائي السنة القادمة بأعلى معدل في ولاية قسنطينة أو على الأقل الأول في مدرسته. أمينة ج
تحلم أن تكون طبيبة عامة
الطفلة دعاء ممنوعة من تناول الحلوى و الشكولاطة
تعاني الطفلة دعاء جباسي ( 9 سنوات ) منذ كان عمرها لا يتجاوز سنة واحدة من داء السكري الذي أصيبت به في دار الحضانة عندما أغلق عليها ذات يوم باب غرفة و شعرت حينها بخوف شديد تسبب في هبوط حاد في نسبة السكر في دمها و بينت التحاليل المخبرية التي أجريت لها بأنها مصابة بهذا المرض ، كما أخبرتنا والدتها مؤكدة بأن ابنتها تعاني بسبب تلك الحادثة من فوبيا الأبواب المغلقة إلى غاية اليوم، بالإضافة إلى مرض السكري المزمن الذي يضطرها للالتزام بحمية غذائية قاسية و بحقن الأنسولين مرتين في اليوم.
و بكثير من التفاؤل و الأمل أخبرتنا دعاء أن مرضها المزمن لا يشكل بالنسبة لها إعاقة حقيقة في حياتها لأنها أصبحت واعية الآن به و تدرك جميع مخاطره و تتحكم في كل تفاصيله خاصة عناصر النظام الغذائي.و اعترفت من جهة أخرى بأنها تشعر في بعض الأحيان بالإحباط ، لأن هذا المرض الذي يمكن أن تكون قد ورثته عن جدتها يمنعها من أكل كل ما تشتهيه خاصة الحلويات و الشكولاطة و الخبز المحلى، و يجبرها على التخلي عن إضافة السكر إلى مختلف المأكولات و حتى في كوب الحليب. مشيرة إلى أن والدتها تحرص دوما على إعداد حلويات منقوصة السكر خصيصا لها لكي لا تحرمها من هذه المتعة في الأعياد و المناسبات و غيرها.
« بمرور الوقت أصبحت لا أشتهي الحلويات العادية ليقيني أنها تضر بصحتي، و حتى صديقاتي يتفهمن وضعي و أصبحن لا يعرضنها علي و لا يأكلنها أمامي، لكنني أحيانا أتمنى لو كان بإمكاني تذوقها مثلهن دون خوف»، قالت لنا دعاء، موضحة أنها و من أجل تفادي الهبوط المفاجئ لنسبة السكر في دمها تضطر لحمل جهاز قياس نسبة السكر في الدم يوميا داخل محفظتها، بالإضافة إلى الأكل كالخبز و قطعة شكولاطة أو عصير فواكه لتتناول بعضها إذا تأكدت من هبوط نسبة السكر بعد إجراء الاختبار و إذا لم تشعر بوعكة أو اضطراب تعيدها في المساء إلى المنزل.
و من بين الأمور التي تجعل دعاء بالإحباط أيضا كونها لا تستطيع ممارسة الرياضة كباقي أترابها و حرمانها حتى من الاستمتاع بحصة الرياضة البدنية الأسبوعية داخل المدرسة. فرغم أن طبيبتها المختصة في مرض السكري سمحت لها بذلك إلا أن والدها الذي يخشى كثيرا تعرضها لهبوط مفاجئ في السكري يأتي للمدرسة لاصطحابها إلى البيت قبيل كل حصة رياضة بدنية.
عن نتائجها في المدرسة قالت دعاء بأن معدلها لا يقل عن 7 من 10 و بأنها تحرص دوما على الحفاظ على صحتها لتجنب تعرضها لنوبات سكر مفاجأة داخل القسم قد تمنعها من متابعة دروسها بشكل عادي.مضيفة بأنها لا تخالف أبدا نصائح والديها ولا تقدم أبدا على أكل شيء من الحلويات خفية خارج البيت لإدراكها بأن هذا التصرف الطائش الذي قد يعطيها متعة محدودة للحظات قد يتسبب لها في وعكة صحية كبيرة.
و بدل التفكير طيلة الوقت في الأشياء التي لا تستطيع أكلها بسبب مرض السكري، تفضل الطفلة دعاء ملء وقت فراغها بتعلم اللغات التي تحبها كثيرا و هما اللغتين العربية و الفرنسية فتطالع الكثير من قصص الأطفال التي تختارها بنفسها عندما ترافق والدها إلى المكتبة لاقتنائها.
كطفلة تمكنت من التحكم في مرضها المزمن تريد دعاء توجيه رسالة لكل الأطفال المصابين بنفس المرض أو بأمراض مزمنة أخرى للاهتمام أكثر بصحتهم و عدم التهور قائلة: « السكري ليس مرضا خطيرا إذا تعلمنا كيف نتحكم فيه جيدا و نتفادى تعقيداته الصحية الأخرى.» و أضافت بأنها تحلم بأن تكون طبيبة عامة في المستقبل. أمينة.ج
نافست لاعبين تشكيين محترفين
بطلة الجزائر في الشطرنج المدرسي مروى عواشرية تطمح للفوز باللقب القاري
توّجت بلقب بطلة الجزائر في المنافسات المدرسية للشطرنج و لقب البطولة الولائية كما تمكنت من مواجهة لاعبين دوليين محترفين في منافسات دولية مهمة بكل من الجمهورية التشيكية و المغرب بعد سنتين من فقط من اقتحام عالم الشطرنج إنها اللاعبة القسنطينية مروى عواشرية (14سنة) التي اعترفت بأنها لم تكن تحب هذه اللعبة لكن العزيمة مكنتها من تحقيق نتائج شجعتها على مواصلة ممارسة هذه اللعبة التي تحوّلت فيما بعد هوايتها المفضلة.
فمروى التي مارست رياضة ألعاب القوى لم تكن تهتم بلعبة الشطرنج رغم اهتمام والدها بهذه اللعبة التي بادر إلى تأسيس جمعية خاصة بها بقسنطينة، لكنها سرعان ما تكتشف ولعها بلعبة الشطرنج بعد زيارة صديق للعائلة، يعمل كمدرب بجمعية الشطرنج بقسنطينة»آسيك»للبيت، حيث ضاعف حديثه المشوّق عن اللعبة فضولها في الاطلاع على كيفية ممارستها، فراحت تخوض تجربة اللعبة الذهنية التي وجدتها ممتعة للغاية، و زاد اهتمامها بها إلى أن أصبحت من هواياتها المفضلة التي لا تملها أبدا كما قالت.
و انطلقت مروى في التدريبات المكثفة بتشجيع من المدرّب و تدفعها رغبتها في تحقيق نتائج إيجابية في كل مرة إ إلى أن تمكنت من فرض نفسها بالجمعية، بعد تحسين مهاراتها في اللعب.
و قالت مروى بأن سر التفوّق في الشطرنج يكمن في التدريب الجدي و المتواصل آسرة بأنها تستغل خدمات أنترنت لتحسين مستواها و مهاراتها في اللعب لما يوّفره من إمكانيات لتبادل الخبرات مع اللاعبين المحترفين من مختلف مناطق العالم.
و من أكثر المواقع الإلكترونية التي تترّدد عليها باستمرار الموقع « تشيس كيوب» المتخصّص و الذي تعلّمت بفضله الكثير من المهارات كما طوّرت أسلوبها في اللعب باحترافية أكبر أهلتنها لدخول المنافسات المحلية و الوطنية و حتى الدولية بكل ثقة مثلما قالت.
و قد حصلت الطفلة مروى عواشرية على الميدالية الفضية في البطولة الوطنية للفرق الشابة بداية سنة 2011 ، كما تحصلت على لقب بطلة وطنية للعبة الشطرنج المدرسي في منافسة وطنية، تلاه لقب بطلة ولائية و غيرها من النجاحات و التشريفات التي كان لها حظ تحقيقها بمنافسات دولية مهمة بكل من الجمهورية التشيكية أين واجهت لاعبين محترفين هما على التوالي لوبومير فتاتشنيك و دفيد نافارا و تفوّقت على الأول خلال منافسة فريديك ميستيك.
و تستعد مروى هذه الأيام للمشاركة في البطولة الوطنية للشطرنج التي ستنطلق تصفياتها التأهيلية في نهاية جوان، لكن يبقى طموحها الأول الحصول على ألقاب قارية و دولية.
و عن التوفيق بين الدراسة و لعبة الشطرنج قالت مروى التلميذة المتفوّقة، بأن الشطرنج لا يشغلها عن الدراسة بل بالعكس يرّوح عن نفسها و يساعدها على تجديد طاقتها و يحفزها للعمل بجد أكثر. و هو ما تؤكده نتائجها الدراسية الممتازة حيث لا ينزل معدلها الفصلي عن ال18على 20عموما.
و قالت الطفلة البطلة بأن التوتر من أكثر المشاكل التي قد يواجهها لاعب الشطرنج قبل المنافسات، آسرة بأنها تحاول قدر الإمكان التحكم في الأمر من خلال التركيز و ممارسة الرياضة لاكتساب قدرة تحمل أكبر في المواجهات الصعبة التي قد تستغرق الخمس ساعات أحيانا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.