فوز معنوي للخضر قبل معركة بورتونوفو وفق المنتخب الوطني مساء أمس في تحقيق انتصار معنوي، من خلال هزمه وصيف بطل إفريقيا بثنائية نظيفة، لا تعكس فيزيونومية المباراة التي شهدت شوطين مختلفين، حيث تميز الأول بتواضع مستواه ، نتيجة جنوح العناصر الوطنية إلى اللعب الدفاعي الحذر، والاعتماد على المرتدات السريعة ما أثمر هدفا(هدية من الحارس) حمل توقيع سوداني، وعرف الثاني تحرر التشكيلة الوطنية وتحولها إلى العمل الهجومي وصناعة اللعب، فأحرجت نائب بطل إفريقيا، وهزت شباكه بهدف ثان من توقيع المتألق سليماني، وكادت الغلة أن تكون أوفر لو تحلى لاعبونا بأكثر فعالية على مقربة من منطقة المنافس، ولو أن النقطة الإيجابية أن الخضر لعبوا في غياب صانعي اللعب فغولي وإبراهيمي وحتى قادير، لأن حضور هذا الثلاثي كفيل بإعطاء العمل الهجومي للخضر أكثر نجاعة، وفي الجهة المقابلة نال دوخة فرصته في الشوط الأول الذي شهد لعب المنتخب بمحور دفاع جديد شكله بلكلام وبوقرة، أمام منافس محترم أعطى الناخب الوطني فرصة اختبار عناصره وتدوين عديد النقاط على أجندته قبل معركتي بورتونوفو و كيغالي أين سيكون الخطأ ممنوعا. المرحلة الأولى خلت من الندية والحماس، حيث شهدت فتورا في اللعب، نتيجة الريتم البطيء الذي لعبت به العناصر الوطنية، أمام منافس ظهر بوجه أفضل من حيث الجاهزية والحضور البدني والذهني والانتشار فوق الميدان، فعلى مدار ال45 دقيقة أعطى الناخب الوطني الانطباع بأنه أجرى بروفة ميدانية قبيل لقاء البنين الحاسم والمصيري، فاعتمد على منهجية حذرة من خلال اللعب بثلاثة مسترجعين و الدفاع في شكل كتلة واحدة عند تضييع الكرة، في حين أعطى التقني البوسني تعليمات لرفقاء جبور بالتحول مباشرة صوب الهجوم بمجرد استرجاع الكرة وفق خطة 4 3- - 3 ، مع تقدم سفير تايدر وتحوله الى صناعة اللعب، غير أن الأمور فوق المستطيل الأخضر لم تسر كما أرادها حليلوزيتش، حيث سجلنا تباعدا بين الخطوط ومعاناة ثلاثي القاطرة الأمامية من عزلة تامة، نتيجة غياب صانع ألعاب حقيقي، و افتقادهم إلى دعم ومساندة لاعبي الوسط، وحتى الظهيرين اللذين اكتفيا بتأمين المواقع الخلفية، دون المغامرة كثيرا في العمل الهجومي. وبالعودة إلى مجريات اللعب تجدر الإشارة إلى غياب الفرص الجادة من الجانبين، فكانت أخطر محاولتين للمنافس من خطأين في المراقبة على مستوى دفاع الخضر، الأولى عند الدقيقة الثامنة نتيجة خطأ في المراقبة من مهدي مصطفى، ولحسن حظه أن المهاجم البوركينابي لم يؤطر كرته، والثانية بعد دقيقتين ونتيجة خطأ في التمركز على مستوى المحور، لكن براعة دوخة أنقذت الموقف، في حين انتظرنا نصف ساعة لنرى أول نسج هجومي للخضر بدأه تايدر وساهم فيه جبور بتحضير جيد للكرة على مشارف منطقة العمليات ، غير أن قذفة قديورة لم تكن في مستوى العمل المنجز، على اعتبار أن كرته مرت جانبية، وبحلول الدقيقة 33 تمكن سوداني من هز الشباك ومنح منتخبنا التقدم بعد متابعة جيدة لكرة لم يتمكن منها جبور وأساء الحارس دياكيتي التعامل معها. وهو الهدف الذي أكد تمتع سوداني بحس الهداف داخل منطقة العمليات، وسمح للخضر بالعودة إلى غرف حفظ الملابس على تقدم في النتيجة. عقب الاستراحة عاد المنتخب بوجه مغاير، نتيجة تحكمه في الكرة واللعب، من خلال السيطرة على وسط الميدان وتوفيقه في نقل الكرة والخطر إلى منطقة المنافس، الذي عجز عن مسايرة الريتم المفروض وتحول إلى الدفاع عن منطقته بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، كما أن التغييرات الذي أحدثها الناخب الوطني حررت المجموعة، في صورة إسلام سليماني الذي أنعش القاطرة الأمامية، وكان مصدر خطر دائم على الدفاع البوركينابي، فلم يتأخر في وضع بصمته على النتيجة، إذ بحلول الدقيقة 56 وفق قديورة في تنفيذ مخالفة مباشرة بطريقة أجبرت الحارس دياكيتي على التصدي للكرة دون السيطرة عليها لتجد سليماني في المكان المناسب وبحس الهداف يحولها إلى عمق الشباك، معلنا عن مضاعفة المكسب وحفاظه على فعاليته، تماما كما هو حال العربي هلال سوداني، علما وان الثنائي يعد القوة الضاربة للخضر في الجبهة الأمامية، ورغم إفراط حليلوزيتش في إحداث التغييرات بإقحام أغوازي لأول مرة بالقميص الوطني ومنح الفرصة لكل حليش وغلام مبولحي وجابو، ظلت السيطرة جزائرية، لكن في غياب الفعالية، حيث أن العناصر الوطنية خلقت كما هائلا من الفرص السانحة دون ترجمتها إلى أهداف ، فتألق الوافد الجديد غيلاس في إهدار كرات سهلة كانت كفيلة بإعطائه شحنة معنوية في أول ظهور له، سيما وقد منحه الناخب الوطني فرصة لعب التسعين دقيقة، كما ضيع قديورة ومصباح كرات ليس أسهل من إيداعها الشباك، ما جعل اللقاء ينتهي على تقدم الخضر بثنائية نظيفة، من شأنها أن تعزز الرصيد المعنوي للمنتخب، عشية تنقله إلى البنين لخوض مباراة على درجة عالية من الأهمية. نورالدين - ت قالوا عن اللقاء * جمال مصباح: فوز معنوي في انتظار البنين " اعتقد بأن هذه المباراة لم تكن سوى فرصة للتحضير لمبارتي البنين ورواندا، وقد حرصنا على اللعب بكل جدية، والتأكيد على قدراتنا. هذا الفوز، مهم من الجانب المعنوي واهديه لأنصار الخضر وأعدهم بأننا سنشرف الألوان الوطنية، خاصة وأننا نهدف التحضير الجيد والتأهل إلى مونديال 2014". * سفير تايدر: علينا التفكير في البنين ورواندا " أرى، بأننا كنا في مستوى ثقة الناخب الوطني، حيث أدينا مقابلة جيدة، ولو أنه يجب علينا التفكير من الآن في مواجهة البنين. بكل تأكيد اللقاء كان اختبارا للعناصر الدولية، وفرصة للوقوف على جاهزية اللاعبين. أتأسف كثيرا للخشونة التي اعتمدها لاعبو بوركينا فاسو، حيث كنت ضحية لبعض التدخلات". * مجيد بوقرة: سعيد بعودتي إلى المنافسة الدولية " المباراة سمحت لنا بالتحضير ودخول أجواء المنافسة قبيل أسبوع من لقاء البنين وأعتقد بأن الفريق كان في مستوى ثقة الطاقم الفني الذي يكون قد وقف على مدى استعداد اللاعبين وجاهزيتهم. شخصيا أنا سعيد جدا بعودتي إلى المنافسة الدولية، وهو ما يساعدني على البروز أكثر في المواعيد الرسمية القادمة". * هلال سوداني: أظهرنا وجها طيبا وأعد بالتسجيل امام البنين " بكل تأكيد أنا سعيد جدا بهذا الفوز، والهدف الذي سجلته، وأعد الأنصار بالتسجيل في المباراة الرسمية امام البنين. اللقاء كان مناسبة للتحضير للخرجة القادمة وسنكون في مستوى ثقة عشاق الخضر. وقد أظهرنا في هذه المباراة إمكانيات جيدة ووجه طيب ما سيسمح لنا بالتنقل إلى البنين بمعنويات مرتفعة". * نبيل غيلاس: أجواء الخضر أبهرتني " لا يمكن وصف فرحتي وأنا أشارك لأول مرة مع الخضر. صراحة انبهرت من اجواء المنتخب وكذا ملعب البليدة رغم قلة الجماهير. إن هذا الظهور سيفتح شهيتي لمشاركات اخرى في اللقاءات الرسمية، فيما ارى بأننا كنا الأحسن على أرضية الميدان". * عبد الرحمان مهداوي(مدرب وطني سابق): ثغرات عديدة في الدفاع " شخصيا وقفت اليوم على بعض الثغرات في الخط الخلفي الذي تميز بالتردد والارتباك، ما جعله يعاني بعض الشيء من ضغط المنافس سيما على مستوى الرواق الأيمن. وقد يعود ذلك إلى التغييرات التي أحدثها الناخب الوطني الأمر الذي لا يسمح بإبداء أي تقييم. كما أن دخول سليماني في الشوط الثاني أعطى بعض الحيوية للقاطرة الأمامية التي أظهرت نقائص كثيرة في غياب التركيز والنجاعة المطلوبة رغم تسجيل هدفين. وعليه أرى بأن المردود الجماعي للخضر يبقى بحاجة إلى عمل إضافي، ولو أن هذا اللقاء شكل فرصة لإقحام بعض الوجوه الجديدة لتفجير طاقاتها في صورة غيلاس و أغوازي، ومحطة لتقييم الأداء الفردي". * بول بوت (مدرب بوركينا فاسو): مقابلة تحضيرية مفيدة لنا " اللقاء كان فرصة لنا لمواصلة التحضيرات، وأرى بأنه لا طائل من النتيجة الفنية، لأننا كنا نبحث عن معالجة النقائص والاحتكاك أكثر بالكرة الجزائرية استعدادا لمباراة النيجر. وشخصيا أنا راض على المردود العام لفريقي والأداء الفردي للاعبين رغم غياب 3 ركائز، والهزيمة التي لا تؤثر على الحالة المعنوية للمجموعة. لذلك أعتبر بأن هذه المواجهة مهمة بالنسبة إلينا، وبكل تأكيد اسعدنا الجمهور الحاضر بالملعب، ولو أنني غير راض على الحكم بسبب بعض قراراته خاصة وان المباراة تحمل طابعا وديا. وعليه اقول بأنه علينا التحلى بالجدية في إدارة اللقاءات".