حريق في مفرغة عين اسمارة يخلف اختناقات بين سكان قسنطينة شهدت يوم أمس منطقتا بوالصوف و عين اسمارة بقسنطينة، عدة اختناقات بين السكان بعد أن غطّت سحابة من الدخان سماء المدينة، إثر احتراق مفرغة عين اسمارة، التي سبق لمديرية البيئة أن حذرت من احتمال تسببها في كارثة بيئية، و طالبت بالإسراع في أشغال إنجاز مركز التحويل البديل قبل غلقها نهائيا. و تصاعد بداية من ظهر أمس الأول دخان كثيف من مفرغة عين اسمارة، امتد مع مطلع يوم أمس إلى غاية وسط المدينة و حتى إلى بلديات ابن زياد و حامة بوزيان و ذلك إثر نشوب حريق داخل المفرغة خلف عشرات الاختناقات بين السكان الذين حولوا إلى المراكز الصحية و يعيش أغلبهم في المناطق القريبة منها خاصة في عين اسمارة و حي بوالصوف، حيث وجد العديد من المصابين بالأمراض التنفسية صعوبة في التنفس، بعد أن حاصرتهم الأدخنة و الغازات داخل الشقق و لم يمنع غلق النوافذ من استنشاق الرذاذ و الروائح الكريهة. و قد أكد أمس مصدر مطلع من مركز الردم التقني المشرف على تسيير المفرغة، أن الحريق خارج عن نطاقه و شبّ لأسباب تحفّظ عن ذكرها، مؤكدا بأن المؤسسة سخرت جميع الإمكانيات للتحكم في النيران، مع العلم أن هذا النوع من الحرائق غير المتوقعة يحدث عادة عند اشتعال شرارة ناتجة عن ملامسة أنواع معينة من غازات النفايات، لأوكسجين الهواء، و ذلك بمجرد قيام بعض الأشخاص بنبش القمامة للبحث عن كل ما هو ثمين و قابل للبيع أو الاستعمال. و كانت قسنطينة قد شهدت وضعا مشابها في سبتمبر من العام الماضي، بعدما لم يتمكن مركز الردم التقني من التحكم في حريق التهم مئات الأطنان من النفايات التي رفعت من ثلاث بلديات خلال حملة النظافة التي أطلقها الوزير الأول و هو ما وصفته مديرية البيئة آنذاك بالكارثة البيئية بسبب تلوث الهواء، حيث أرسلت إعذارات للمركز السابق الذي يشتكي من نقص التجهيزات و تسبُب نابشي القمامة في انطلاق أولى الشرارات المؤدية إلى اشتعال النيران في لمح البصر. يذكر أن وزير البيئة السابق الشريف رحماني كان قد أمر في زيارته لقسنطينة منذ نحو 3 سنوات، بغلق مفرغة عين اسمارة التي تشبعت و أصبحت غير صالحة للاستغلال، و ذلك على أن تعوض بمركز التحويل القريب الذي كان يفترض أن يدخل الخدمة في بداية هذا العام.