دخان المفرغة العمومية يمتد إلى مدينة عين اسمارة تسبب احتراق أطنان النفايات المرفوعة خلال حملة التنظيف التي تعرفها قسنطينة منذ أيام، في كارثة بيئية حول مفرغة عين السمارة، التي يتصاعد منها منذ أيام دخان كثيف تسبب في تلوث الهواء و امتداد الروائح الكريهة و الرياح المحملة بالغازات السامة إلى عشرات الكيلومترات، و هو وضع حذرت مديرية البيئة من خطورته. سكان المناطق المجاورة للمفرغة يعيشون منذ حولي 4 أيام معاناة حقيقية، بعد أن حاصر الدخان منازلهم و امتدت الغازات السامة إلى داخلها، ما حول حياتهم إلى جحيم فعلي لصعوبة التنفس و عدم تمكنهم حتى من فتح النوافذ. و قد أكد ل "النصر" سكان دوار وادي الماء الذي يبعد بأقل من كيلومتر عن المفرغة أن أطفالهم أصبحوا يعانون بسبب الدخان الكثيف من أمراض تنفسية، كما تحدثوا عن انتشار الذباب بكثافة في المنطقة و تزايد حدة الروائح القذرة، و هو وضع يزداد خطورة كلما اقتربنا من المفرغة التي يقطن على بعد أمتار منها عدد من العائلات التي أصبحت حياتها هناك شبه مستحيلة. و قد شوهدت في الأيام الأخيرة سحابات سوداء في سماء عين السمارة و لاحظ المواطنون توسع رقعة الدخان الذي تحمله الرياح كل مساء، ما يضطرهم في كل مرة إلى غلق النوافذ تجنبا لدخول الروائح الكريهة لمنازلهم. مديرية البيئة قالت أن الأمر يتعلق بكارثة بيئية بجميع المقاييس، بالنظر إلى التلوث الرهيب لهواء المنطقة نتيجة الدخان و الغازات، و قد حذرت رئيسة مصلحة البيئة الحضرية من تفاقم الوضع في حال لم تلتزم مؤسسة الردم التقني للنفايات بمحاصرة النيران و إطفائها بمجرد ظهور أولى الشرارات باستعمال الأتربة و الرمال، حيث تم إرسال عدة إعذارات في هذا الشأن للمؤسسة التي تشتكي من نقص التجهيزات و من تسبب من ينبشون القمامة في ظهور أولى الشرارات الناتجة عن ملامسة الغازات التي كانت داخل النفايات، للأوكسجين، لتنتشر النيران في لمح البصر و هو ما كان يتطلب في كل مرة تدخل قوات الدرك الوطني لكن دون جدوى.و قد كان من المفترض غلق مفرغة عين السمارة منذ سنتين بعد أن تشبعت بالنفايات وأصبحت غير صالحة للاستغلال، حيث أمر وزير البيئة السابق في زيارته لقسنطينة منذ قرابة سنة بغلقها و تقرر تعويضها بمركز التحويل القريب الذي لا تزال الأشغال فيه جارية على أن يسلم بداية سنة 2013، ما يعني أن المشكلة ستستمر لسنة كاملة و ستعرف تفاقما مع تواصل حملات النظافة التي تصب مخلفاتها منذ أيام في مفرغة عين السمارة بمعدل 500 طن يوميا، تجلب من قسنطينة و الخروب و عين السمارة مما صعب التحكم في الحرائق الناتجة عنها بالنظر إلى كبر حجم نفايات كان يفترض تحويلها إلى مركز بوغرب، و قد حاولنا الاتصال بمدير مؤسسة الردم التقني للنفايات لمعرفة رأيه في الموضوع لكننا لم نتمكن من ذلك.