البينين (1) - الجزائر (3) "كومندوس" الخضر يصطاد السناجب ويحافظ على كرسي الريادة وفق، أمس، المنتخب الوطني لكرة القدم في العودة من بورتو نوفو بالنقاط الثلاث، التي أبقته في صدارة المجموعة الثامنة بمجموع 9 نقاط، وهذا إثر الفوز على المنتخب البينيني المضيف بثلاثية، أكدت عزيمة حليلوزيتش وأشباله على مواصلة مغامرة تصفيات المونديال بنجاح، إلى غاية اقتطاع تأشيرة المشاركة في نهائيات البرازيل 2014. فوز الخضر كان بالنتيجة والأداء، وأكد "الكوتشينغ" الرائع للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، الذي قاد الخضر إلى تحقيق ثالث فوز خارج الديار، بعد فوز غامبيا (1/2)، الدار البيضاء ضد ليبيا (0/1)، ولقاء أمس في البينين، رغم تخوف الجميع من تأثير العوامل المناخية، التحكيم والحرب النفسية التي سبقت المباراة، والتي لم يتعود عليها الكثير من اللاعبين، حيث فاجأ منتقديه خاصة بتغييرات لم يتوقعها أحد، كتفضيله كارل مجاني على قديورة، والإبقاء على المهاجم جبور في دكة الاحتياط، ناهيك عن تجديد الثقة في الحارس مبولحي رغم الأهداف الكثيرة التي تلقاها مع فريقه الفرنسي غازليك أجاكسيو، ليكون الرد الميداني دليلاعلى الخطة التكتيكية الناجعة التي اعتمدها (4/3/2/1)، والتي طبقها رفقاء القائد بوقرة بإحكام وصرامة. البداية كانت حذرة من الجانبين، وطغت عليها الحسابات التكتيكية للمدربين حليلوزيتش و أموروس، نظرا لأهمية نقاط المباراة في حسابات المجموعة الثامنة، وخاصة بالنسبة للخضر الذين كانوا قبل انطلاق اللقاء مطالبين بتفادي الهزيمة، لتدعيم مركزهم الريادي، وبالمرة حظوظهم في المرور إلى الدور الفاصل، وأكبر دليل على هذه الانطلاقة الحذرة، عدم تسجيل أية محاولات هجومية جادة خلال ال 10 دقائق الأولى، والتي تميزت في المقابل بكثرة الأخطاء من الجانب البينيني، حيث ارتكب المحليون العديد من المخالفات بسبب التدخلات الخشنة، والتي لم تؤثر على إمكانيات فغولي وزملائه ولا على معنوياتهم، بدليل الفرص العديدة التي أتيحت لهم، والتي لم يحسن استغلالها الهداف هلال سوداني، الذي بدا تحت ضغط نفسي كبير، حيث ضيع لوحده ما لا يقل عن 4 فرص سانحة للتهديف، والبداية بالرأسية الضعيفة (د:10) بعد ركنية فغولي، رغم الوضعية الجيدة التي كان فيها، لتكرر نفس السيناريو بعد 5 دقائق، أين ضيع فرصة ذهبية رغم تواجده وجها لوجه مع الحارس البينيني غيوم بينيمو، في أول هجمة خطيرة، وتكرر سيناريو الفرص الضائعة عند الدقيقة 21 ، أين ضيع اللاعب الجديد لنادي دينامو زغرب ما لا يضيع، أمام شباك فارغة، بعد تلقيه لكرة على طبق من المايسترو فغولي الذي اقتحم منطقة العمليات على الجهة اليمنى، بعد مراوغته لمدافعين بطريقة فنية رائعة. ولأن القاعدة في كرة القدم تقول بأن الفريق الذي يضيع يستقبل أهداف، فقد تأكدت هذه القاعدة عند الدقيقة (31)، حيث تمكن المنتخب المحلي من افتتاح مجال التهديف عكس مجريات اللعب، بعد ان استغل هدافه جاستير صاحب هدف لقاء الذهاب، من ترجمة أول فرصة أتيحت لفريقه، مستغلا سوء مراقبة من قبل محور الدفاع، ليخادع مبولحي برأسية قوية بعد ارتقاء جيد. هدف لم ينل من معنويات الخضر الذين دخلوا فعلا اللقاء في ثوب "كومندوس"، مهمته اصطياد السناجب والعودة بنقاط الأمل، وقد اتضح ذلك من خلال القوة الذهنية لكامل المجموعة التي ميزها التضامن فوق الميدان، وهو ما جسده الرد القوي للهداف سليماني، والذي تمكن من تعديل النتيجة بعد 6 دقائق بطريق فنية جميلة، إثر تلقيه الكرة في العمق من "الدينامو" تايدر، قبل أن يحرر الجميع قبل دقيقتين من نهاية الوقت الرسمي للشوط الأول، بتوقيعه الهدف الثاني الذي أربك أموروس ورفقاء سيسينيو. "سليماني غول" واصل مهمته على أكمل وجه، حيث كان بمثابة السم القاتل لدفاع السناجب، وكاد أن يوقع الثلاثية (د:66) لولا عرقلته من قبل عميد الدفاع بادارو نانا، ما كلفه البطاقة الحمراء، الشيء الذي سهل من مهمة الخضر الذين أضافوا الهدف الثالث، هدف الأمان والاطمئنان، والذي حمل توقيع البديل نبيل غيلاس في أول ظهور رسمي له مع الخضر، والذي كاد أن يضيف الرابع قبل 3 دقائق من نهاية الوقت الرسمي للقاء بعد انفراده بالحارس بينيمو. حميد بن مرابط قالوا عن الفوز * سعيد بلكلام فوز سيمهد لنا طريق التأهل " أعتقد بأننا أدينا دورنا على أكمل وجه، وبدون مبالغة فإن هذا الفوز سيمهد لنا الطريق للتأهل إلى المرحلة الأخيرة من تصفيات المونديال. بكل تأكيد، المنتخب الوطني أثبت اليوم بأنه في الطريق الصحيح، وبإمكانه التحسن أكثر، بعد أن تفتحت شهيته، وتخلص من العقم الهجومي. شخصيا أنا سعيد جدا بهذا الفوز العريض الذي سيعزز من معنوياتنا قبل مواجهة رواندا ويكرس سيطرتنا على مجموعتنا". * مجيد بوقرة تسجيل 3 أهداف في هذه المباراة أمر جيد جدا " هذا الفوز يأتي ليعزز رصيدنا النقطي والمعنوي وذلك بعد الوجه الطيب أمام بوركينا فاسو وديا، ما يؤكد بأن المنتخب الوطني في المنحى التصاعدي من حيث المردود، والروح التنافسية. شخصيا، أرى بأن تسجيل 3 أهداف في هذه المباراة يعكس الجرأة الهجومية التي صار يتحلى بها الخضر، وهذا أمر جيد جدا سيما من الناحية المعنوية. كما أننا لم نجد مقاومة كبيرة سيما في الشوط الثاني من قبل المنافس الذي حاول الاعتماد أكثر على الاحتكاك البدني". * نبيل غيلاس هذه البداية مع الخضر والبقية تأتي " أنا مسرور جدا بالهدف الذي وقعته وهو الأول في مشواري مع الأفناك، ما سيحفزني ويجعلني أثق أكثر في قدراتي. وبكل تأكيد، فإن هذه المباراة تشكل بدايتي الفعلية مع الخضر. لذلك، أنا على يقين من أننا سنسعد أكثر الجماهير الرياضية في الخرجات القادمة، بداية من رواندا خاصة وأن شهية التهديف قد تفتحت بالنسبة للقاطرة الأمامية، وهو عامل من شأنه أن يساعدنا على تحقيق مزيد المكاسب". * جمال مصباح علينا نسيان هذا الفوز والتفكير في رواندا " شخصيا أنا في منتهى السعادة بهذا الفوز العريض والثمين التي سيفتح لنا الطريق للتأهل إلى المونديال. ومع ذلك، أرى بأنه علينا نسيان هذا الانتصار والتفكير أكثر في اللقاء المقبل أمام رواندا. أعتقد بأن المجموعة كانت متماسكة، وأدت دورها بالكيفية المطلوبة من شتى الجوانب، وهو الأهم بالنسبة إلينا". * إسلام سليماني إنه أحلى فوز " لقد نجحنا اليوم في رفع التحدي وتسجيل انتصار على قدر كبير من الأهمية حيث كنا في مستوى ثقة الأنصار وأشكر زملائي اللاعبين الذين قاموا بمجهودات معتبرة، وساعدوني على توقيع ثنائية ومن ثمة تحقيق مكسبا ثمينا. وبكل صراحة، أرى بأننا لم نخيب الظن وكنا في مستوى الآمال المعلقة علينا، إنه أحلى انتصار خاصة من الجانب المعنوي". * مهدي مصطفى حققنا المهم في انتظار الأهم " لقد سجلنا اليوم فوزا ضروريا، وقعه إيجابي على كافة الجوانب وبكل تأكيد أدينا مباراة جيدة، وسيطرنا على مجريات اللعب خصوصا في الشوط الثاني. ومع ذلك، لا بد من وضع هذا الفوز جانبا، والتركيز أكثر على الخرجة القادمة إلى رواندا لأن إفرازاتها ستعزز طموحاتنا وحظوظنا في التأهل قبل المحطة الأخيرة ضد مالي. لقاء اليوم كان بمثابة اختبار للوجوه الجديدة ومحطة هامة لهم لدخول أجواء المنافسة في القارة السمراء". آراء التقنيين * عبد الكريم بيرة(مدرب) "كوتشينغ" حليلوزيتش كان ناجحا " ما يمكن استخلاصه من هذا اللقاء، هي روح التحدي التى أبداها اللاعبون والعودة القوية للتشكيلة الوطنية في المرحلة الثانية، حيث أبانت عن قدرات عالية وقوة ذهنية كبيرة، ناهيك عن تنظيم محكم على أرضية الميدان، وهذا بعد حالة الارتباك في الشوط الأول. لذلك أقول بأن كوتشينغ حليلوزيتش كان ناجحا، ولو أن التشكيلة بشكل عام تبقى بحاجة إلى عمل إضافي لتصحيح بعض الأخطاء تحسبا لبقية الخرجات. كما أن الخط الخلفي يظل يعاني من نقائص. ومهما يكن فإن الجزائر بهذا الانتصار عززت مركزها القيادي في مجموعتها وعبدت الطريق للتأهل". * يونس إفتيسان(مدرب) فوز معنوي بالدرجة الأولى " إن هذا الانتصار الهام من شأنه أن يمهد الطريق للخضر للتأهل، خاصة وأننا وقفنا اليوم على فريق منظم في مختلف خطوطه. الشوط الأول عرف تراجع مستوى الخضر وتخوفا من رد فعل محتمل من المنافس. بينما في المرحلة الثانية، تحررت التشكيلة الوطنية من خلال اللعب المتنوع والتغييرات التي أحدثها الناخب الوطني والتي أعطت ثمارها. وعليه أرى بان الخضر حققوا جملة من الأهداف دفعة واحدة أبرزها تعزيز الحظوظ في التأهل، مضاعفة الضغط على مالي، ومواصلة المشوار بأريحية نفسية. رصدها: م مداني القوة الذهنية للخضر حسمت موقعة بورتونوفو فتح الإنتصار الذي حققه أمس الخضر على حساب البنين الطريق المؤدي إلى الدور الأخير لتصفيات كأس العالم2014، حيث أبانت التشكيلة الوطنية عن قدرة كبيرة في التعامل مع حيثيات المباراة، إلى جانب القوة الذهنية القوية التي تحلى بها رفقاء فغولي الذين كانت لهم القدرة الكافية للعودة في النتيجة، وتحقيق فوز عريض غاب عن الخضر منذ عدة سنوات . التشكيلة الوطنية و رغم تلقيها لهدف، غير أن ذلك لم يؤثر على معنويات اللاعبين ما يعد مؤشرا إيجابيا على أن العناصر الوطنية قد استفادت من خرجاتها السابقة و كسبت نضجا مكنها من تجاوز عقبة منافسها بالأداء و النتيجة، حيث ظهرت بمستوى بددت من خلاله كل المخاوف التي سبقت هذه الخرجة التي كانت محفوفة بالمخاطر، غير أن القوة الذهنية العالية و الاحترافية التي ظهرت بها التشكيلة أكدت سلامة النهج الذي رسمه حاليلوزيتش، ما يخول لها خوض الرهانات القادمة بنفسية عالية و روح إنتصارية. وهو ما يعد مؤشرا على أن الخضر قد دخلوا في مرحلة جديدة في مسيرتهم سواء من حيث التعامل مع المباريات ذات الضغط العالي والتي تتطلب الكثير من الصرامة و الرزانة هو ما تجلى في مباراة أمس، أو الفعالية التي خانت رفقاء سليماني بالنظر للفرص العديدة التي تتاح لهم في كل مباراة ويمكن القول أن الإنتصار الذي حققه الخضر أمس قد فك هذه العقدة، فبالرغم من أن التشكيلة الوطنية لعبت اللقاء بثلاثة مسترجعين غير أن ذلك لم ينقص من النزعة الهجومية التي أصبحت فلسفتها منذ اعتلاء حاليلوزيتش العارضة الفنية، وهو ما تجلى مرة أخرى على أرضية ملعب شارل ديغول الذي شهد انتفاضة هجومية للعناصر الوطنية، التي طمأنت بهذا الإنتصار على أنها تجاوزت العديد ردود الأفعال القديمة، كما أكدت من جهة أخرى على قدرة المنتخب على استيعاب الوافدين الجدد بوضعهم في ظروف جيدة لتقديم أحسن ما عندهم للفريق الوطني على غرار تايدر، غيلاس و غلام .
