أفادت مصادر مطلعة مقربة من قيادة النهضة أن مسؤولي الحركة دخلوا في اتصالات سرية مع الزعيم السابق لحركة الإصلاح الوطني عبد الله جاب الله، ولم تستبعد من جهة أخرى أن تدخل حركة فاتح ربيعي في تحالف مع الشيخ جاب الله خلال الانتخابات الرئاسية التي يرتقب أن يشارك فيها كمرشح حر، وهو ما يهدد بنسف مشروع التحالف بينه النهضة وحركة محمد بولحية. قالت مصادر "صوت الأحرار" أن أمين عام حركة النهضة فاتح ربيعي يعتبر من المساندين لفكرة فتح أبواب الاتصال والحوار بين قيادة الحركة وزعيمها السابق الشيخ عبد الله جاب الله، والبحث عن تفاهم حول قواسم مشتركة لخدمة المشروع الإسلامي حسب أمين عام حركة النهضة، وأفاد نفس المصدر أن تأخر الاتصالات في البداية كان بسبب تحفظ فاتح ربيعي بشان جاب الله والخوف من أن يمارس الزعيم السابق للحركة وصايته على قيادة النهضة. وأشارت نفس المصادر إلى لوجود تيار قوي نسبيا داخل حركة النهضة يدعم فكرة التحالف مع الشيخ عبد الله جاب الله، وينطلق هذا التيار في الدفاع عن طروحاته من أن الخلافات التي كانت موجودة مع الزعيم السابق للحركة قد طواها الزمن ولم تعد العلاقات بين القيادة الحالية للحزب والشيخ جاب الله تتسم بالتنافر كما كان الحال من قبل، ويضاف إلى ذلك هزالة النتائج التي حققتها الحركة خلال مختلف الاستحقاقات التي شاركت فيها، مما شجع هؤلاء للبحث عن الاستفادة من الشعبية التي يتمتع بها جاب الله دون العودة إلى مربع البداية. وكشفت ذات المصادر أن الاتصالات بين أمين عام حركة النهضة والشيخ جاب الله كانت عبر تبادل الرسائل توسط فيها عدد من العناصر القيادية من حركة النهضة ومن المقربين من جاب الله، ثم تطور ذلك إلى الاتصال المباشر بين الطرفين حيث عقد لقاءا جمع جاب الله بربيعي. وبرأي العديد من المتتبعين فإن تشكيل حلف انتخابي بين حركة النهضة والشيخ جاب الله بمناسبة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أفريل 2009 هو جد محتمل، خاصة في ظل وجود أهداف مشتركة بين قيادة حركة النهضة التي تريد دعم رصيدها السياسي ومواقعها في المعارضة وتوسيع قواعدها الانتخابية، وجاب الله الذي يبحث عن توسيع دائرة المدعمين له، فتأييد حركة النهضة له في حال حدوثه، سوف يجلب لجاب الله دعم قوي من لدن القواعد الإسلامية بما في ذلك الوعاء الانتخابي لحركة الإصلاح وربما تيارات إسلامية أخرى. أمين عام حركة النهضة يقف أمام إشكال كبير يتعلق بالتوفيق بين التحالف مع الشيخ عبد الله جاب الله، وفي نفس الوقت السعي إلى التحالف مع حركة الإصلاح الوطني، فقيادة هذه الحركة الأخيرة عبرت صراحة عن رفضها العمل مع جاب الله، ويرى بعض المتتبعين أن تخلي قيادة النهضة عن خيار التحالف مع القيادة الحالية لحركة الإصلاح الوطني وتفضيل العمل مع الشيخ جاب الله هو الراجح، خاصة في ظل الرأي القائل بأن حركة الإصلاح في وضعها الحالي لن تفيد أي شيء حركة النهضة، علما أن حركة الإصلاح الوطني تعاني هي الأخرى مشكل القيادة بعد فقدانها هالة الزعيم التي كان يوفرها لها الشيخ عبد الله جاب الله. للإشارة تسعى قيادة حركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني منذ مدة إلى التنسيق فيما بينهما، وجرى الحديث بشكل جدي عن بعث تحالف ثنائي مفتوح على باقي التيارات الإسلامية الأخرى، وفي نفس السياق طرح عبد الله جاب الله على حركة الإصلاح الوطني عقد مؤتمرا جامعا لحل المشاكل التي تعصف بين أبناء الحركة الواحدة، والبحث عن انطلاقة جديدة للحركة، وأعلن جاب الله في نفس السياق عن مبادرة لجمع شتات التيارات الإسلامية بما في ذلك جبهة الإسلامية المحظورة، ولم يقص من هذه المبادرة حتى التيارات السياسية الأخرى، وردت حركة بولحية على مبادرة جاب الله بالرفض وقالت أنها لا تعنيها. وبرأي العديد من المتتبعين للمشهد السياسي فان دخول عبد الله جاب كمرشح حر في الانتخابات الرئاسية المقبلة من شأنه أن يغير الكثير من المعطيات خاصة بالنسبة للتيارات الإسلامية التي لا تدعم ترشح الرئيس بوتفليقة، وقد لا تقدر على الدخول بمنافس من بين صفوفها، ودخول جاب الله معركة الرئاسيات قد يجعله ممثلا لجميع التيارات الإسلامية قياداتها وقواعدها أيضا، على اعتبار أن حركة مجتمع السلم كانت قد أعلنت وفي إطار التحالف الرئاسي دعم بوتفليقة.