لا خوف علي في "الكان" وضجة طبيب بوخوم هدفها منعي من الإنتقال إلى أنجلترا لم أعارض قدوم لحسن وسأكون أول المرحبين به أعتبر المدافع المحوري للمنتخب الوطني عنتر يحي تتويجه بلقب افضل لاعب عربي في عملية سبر الآراء التي نظمتها قناة "الأمبيسي " الفضائية مكسبا كبيرا للكرة الجزائرية واحد أهم الإنجازات التي حققها " الخضر " في هذه الفترة الذهبية، خاصة بعد نجاحهم في الظفر بتأشيرة التأهل إلى المونديال، لأن الجزائر- كما قال إبن مدينة سدراتة في اتصال هاتفي أجرته معه " النصر" عشية أول أمس الخميس مباشرة من مدينة بيلفور بفرنسا -ستكون الممثل الوحيد للكرة العربية في جنوب إفريقيا خلال الصائفة القادمة، ومن المنطقي أن يكون أحسن لاعب عربي من المنتخب الوطني. عنتر أشار في سياق متصل بأنه على أهبة الاستعداد للمشاركة مع " الخضر " في " كان " أنغولا رغم الآلام الخفيفة التي مازال يعاني منها، وأن الأجواء السائدة وسط المجموعة في تربص فرنسا تبعث على الكثير من الإرتياح و التفاؤل قبل أيام قليلة من العرس الكروي القاري. بداية ما هو شعورك و أنت تنهي سنة 2009 بتتويج شخصي بعد إختيارك كأفضل لاعب عربي بفضل الهدف التاريخي الذي سجلته في مرمى المنتخب المصري ؟ - في الحقيقة أرفض تصنيف هذا التتويج في خانة المكاسب الشخصية، وأعتبره إنجازا جديدا للكرة الجزائرية، لأن النجاح والتألق يكون ثمرة مجهودات مجموعة كاملة و اختياري كأفضل لاعب عربي كان عقب نجاحنا في رفع التحدي والتأهل إلى نهائيات كأس العالم عن جدارة و استحقاق، وهو الإنجاز الذي بفضله تم إدراج العديد من لاعبي المنتخب الوطني ضمن القائمة الأولية التي اقترحتها قناة " الأمبيسي " الفضائية على مشاهديها، ولو أن الكيفية التي سجلت بها هدف التأهل إلى المونديال في اللقاء الفاصل بالسودان نالت إعجاب ملايين المتتبعين وزادت من شعبيتي في أوساط الأنصار، الأمر الذي سمح لي بخطف الأضواء من بقية الزملاء، و المهم بالنسبة لي هو أن اللقب كان من نصيب لاعب جزائري، و أنا مقتنع تماما بأن هناك من الزملاء من يستحق هذا اللقب، خاصة مجيد بوقرة الذي كنت قد رشحته للتتويج بالكرة الذهبية الجزائرية رغم أنني كنت ضمن نفس القائمة، لأن " الماجيك " نجم كبير وأدى موسما ممتازا مع فريق غلاسكو رانجرس الأسكتلندي، وكذا مع النخبة الوطنية، بالإضافة إلى كريم زياني الذي يبقى من أبرز نجوم المنتخب، وعليه فإنني مقتنع بأن الهدف الذي سجلته في مرمى الحارس المصري عصام الحضري كان الإنجاز الذي وضعني على رأس قائمة اللاعبين العرب، وأنا فخور بهذا المكسب الذي يضاف إلى الإنجاز التاريخي المتمثل في التأهل إلى المونديال، لأن فرحة التأهل لا تضاهيها أية فرحة، و تلك اللحظات تبقى الأغلى في حياتي، سيما الجولة التي قمنا بها و الاستقبال الذي حظينا به من طرف الأنصار و كذا حفل قصر الشعب الذي أقامه على شرفنا فخامة رئيس الجمهورية. نعرج الآن للحديث عن حالتك الصحية خاصة بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها تصريحات طبيب نادي بوخوم و ما أنجر عن ذلك من مخاوف في أوساط الأنصار بالجزائر ؟ - هذه القضية ليست سوى مجرد زوبعة في فنجان، لأنني التحقت بتربص المنتخب في الموعد المحدد ولم أتردد إطلاقا في الإستجابة لنداء الواجب الوطني رغم أن الطاقم الطبي لنادي بوخوم حاول إجباري على تأخير إلتحاقي إلى ما بعد الخضوع لفحوصات طبية مدققة، من دون أن تكون هناك أية ضغوطات لمنعي من المشاركة في التربص، بحكم أن العقد الذي يربطني بإدارة النادي يعطي الأولوية للمنتخب الوطني، كما أن الطاقم الفني رخص لي بالإلتحاق بالمنتخب في اليوم الثاني من المعسكر الإعدادي.. أما بخصوص الإصابة وتطوراتها، فإنني حقيقة مازلت أحس بآلام خفيفة و أخضع حاليا لعلاج مكثف وأشارك في الحصص التدريبية، لكن وفق برنامج خاص من دون أن تكون هناك مخاوف كبيرة لأن الإصابة ليست خطيرة ومشاركتي في كأس أمم إفريقيا لن تكون محل شك لأنني جاهز لخوض غمار " الكان " والتضحية مجددا من أجل المنتخب الوطني. لكن يبدو أن هناك سر وراء التصريحات المفاجئة التي أدلى بها طبيب بوخوم عشية إنطلاق تربص "الخضر" أليس كذلك ؟ - السر الوحيد للخرجة المفاجئة لطبيب بوخوم - الذي ذهب إلى حد الجزم على أنني لن أتمكن من المشاركة مع المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم إفريقيا- هو محاولة لإجباري على البقاء في ألمانيا ومواصلة العلاج هناك، قبل الخضوع لعملية جراحية تزامنا مع العرس الكروي القاري، وهو مخطط يؤكد نوايا إدارة النادي في قطع الطريق أمامي، كون المسيرين يخشون إلتحاقي بفريق آخر خلال فترة "الميركاتو"، خاصة بعد تداول بعض الأخبار عن إمكانية إلتحاقي بالدوري الإنجليزي خلال فترة التحويلات الشتوية ، وقد تلقيت عروضا مبدئية في الثلث الأخير من شهر نوفمبرالماضي، سيما بعد مباراة السودان، والطاقم الإداري لنادي بوخوم يعتقد بأن نهائيات كأس أمم إفريقيا ستكون الفرصة السانحة لمدربي فرق أخرى لمتابعتي والسعي للظفر بخدماتي، فكانت تصريحات الطبيب آخر محاولة لإقناعي بإجراء العملية الجراحية وبالتالي تنازلي عن المشاركة في " الكان " . يفهم من كلامك بأن القضية لا تستحق كل تلك الضجة، وتواجدك مع "الخضر" في أنغولا قد يعجل بتنقلك إلى أنجلترا فهل لنا أن نتعرف على الفرق التي طلبت خدماتك بصفة رسمية؟ - مما لا شك فيه أنني أضع دوما مصلحة المنتخب في صدارة الأولويات، والطاقم الإداري لنادي بوخوم على دراية بذلك، غير أنني كنت قد لمحت إلى إمكانية مغادرتي بوخوم في " الميركاتو " والالتحاق بإنجلترا أو إسبانيا ، والهدف التاريخي الذي سجلته في مباراة السودان- وإن جعل المسيرين يفتخرون بي- فإنه بالمقابل زاد من مخاوفهم على مستقبلي مع الفريق كوني أصبحت في نظرهم من أبرز النجوم في القارة الإفريقية و" مناجيرات " أكبر النوادي الأوروبية يستغلون نهائيات كأس أمم إفريقيا لإبرام الصفقات مع اللاعبين المتألقين في منتخباتهم ،، وإنطلاقا من هذه المعطيات وبحكم أن المكلف بأعمالي كان قد تحادث مع مسؤولي ناديين من الدوري الإنجليزي الممتاز بعد موقعة أم درمان، فإن أنصار بوخوم تحدثوا كثيرا عن إنتقالي إلى إنجلترا رغم أنني لازلت أعاني من إصابة،وتغييري الأجواء في الظرف الراهن أمر مستحيل، لأنني لست في كامل لياقتي البدنية، كما أن غيابي عن المنافسة الرسمية قرابة الشهرين أوقف المفاوضات وأجل الحديث عن انضمامي للدوري الإنجليزي إلى ما بعد مونديال جنوب إفريقيا، من دون تحديد الفريق الذي سأتقمص ألوانه، و لو أنني أطمح في العودة إلى إيطاليا بعد تجربة أولى قصيرة كانت لي مع العملاق " انتر ميلانو" في بداية مشواري الكروي .. و كيف هي الأجواء داخل المنتخب الوطني بعد النصف الأول من التربص؟ - لا أخفي عليكم بأنني قدمت إلى فرنسا ومخاوفي من عدم المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا كانت كبيرة، خاصة وأنني كنت أحس بآلام خفيفة، فضلا عن غيابي عن أجواء المنافسة الرسمية منذ مقابلة الخرطوم ، لكن وصولي إلى المعسكر أعطاني دفعا آخر ومكنني من استعادة ذكريات تربص إيطاليا والتحضير لمباراة القاهرة في ظروف خاصة ، كما أن الأجواء الحميمية السائدة وسط المجموعة أنستني الآلام وتناسي الإصابة والتفكير بجدية في العرس الكروي القاري ، وقد زادت الفحوصات الدقيقة التي خضعت لها من طرف الطاقم الطبي للمنتخب الوطني في الرفع من معنوياتي بعدما بينت بأن العملية الجراحية ليست أمرا طارئا، وتأجيلها إلى ما بعد " الكان " لن يكون له أي تأثير على حالتي الصحية وتطورات الإصابة، وعليه فقد كانت مشاركتي في الحصة التدريبية الوحيدة بغرض الرفع من الروح المعنوية للمجموعة، لأن المنتخب أسرة واحدة تغذيها الروح الوطنية والرغبة الجامحة في الدفاع عن الألوان الوطنية والسعي لتشريفها في المحافل القارية والعالمية ، وهي أمور تحفز أي عنصر للمشاركة في المواعيد الرسمية والتربصات الإعدادية. و ماهي نظرتك الأولية للعرس الكروي القاري الذي سينطلق بعد نحو أسبوع ؟ - الأكيد أن تأهلنا إلى المونديال جعل المتتبعين يرشحوننا للتنافس على التاج القاري، خاصة و أننا أدينا مشوارا ممتازا في المرحلة التصفوية، وكنا من بين أقوى المنتخبات في القارة الإفريقية، وعليه فإننا مطالبون ببذل قصارى الجهود لتأدية " كان " ناجح ، لأن آمال ال- 36 مليون جزائري معلقة علينا لمواصلة صنع الأفراح بعد الإنجاز الباهر المحقق في شهر نوفمبر المنصرم ، رغم أن الحديث عن التتويج باللقب في أنغولا يبقى سابق لأوانه كون المنتخبات المشاركة في هذه الدورة أغلبها قوية على الصعيد القاري مثل غانا ، كوت ديفوار، نيجيريا ، الكاميرون ومالي، لكننا لا بد أن نضع الثقة في أنفسنا وندخل المنافسة في ثوب المرشح لإعتلاء منصة التتويج كوننا نمتلك سلاحا هاما يتمثل في الروح المعنوية العالية وكذا الإنسجام ، وبالتالي فإن الهدف الأول الذي سطره الطاقم الفني بقيادة الشيخ سعدان ينحصر في تجاوز الدورالأول ثم تسيير النهائيات مباراة بمباراة، والتركيز خلال المرحلة الثانية من التربص سيكون على اللقاءات الثلاثة الأولى خاصة المواجهة الأولى أمام مالاوي، والتي ستكون في نظري الشخصي الأصعب وتدشين مشاركتنا بنتيجة إيجابية سيفتح امامنا الأبواب لتأدية مشوار إيجابي نستعيد به أجواء المرحلة التصفوية وكذا ذكريات دورة تونس 2004 التي كانت تاريخية بالنسبة لنا و إكتشفنا من خلالها جمهورا جزائريا يعشق كرة القدم حد النخاع ويتعلق بمنتخبه في كل المواقف هل من كلمة ختامية لهذا الحوار ؟ - الأكيد أن كل الجزائريين يحلمون بالظفر باللقب القاري في أنغولا وسنعمل كل ما في وسعنا لتحقيق هذا الحلم، لأننا أصبحنا منتخب المعجزات بعد النجاح في التأهل إلى المونديال، لكن بلوغ المربع الذهبي سيكون كافيا للتأكيد على العودة القوية للمنتخب الوطني إلى الواجهة على الصعيدين القاري والعالمي، كما أن التفكير في المونديال لا بد أن يبدأ مباشرة بعد دورة أنغولا، لأن الحدث الكروي العالمي يستحق تحضيرا جادا، كوننا سنواجه منتخبات كبيرة كإنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية، وتنقلنا إلى جنوب إفريقيا لن يكون بغرض السياحة، وإنما للدفاع عن الألوان الوطنية و تشريفها .. كما أستغل هذه الفرصة لأوضح للرأي العام بأنني لم ولن أعارض قدوم أي لاعب للمنتخب الوطني، لأننا كلاعبين لا ضلع لنا في القضية التي أثيرت بشأن اللاعب مهدي لحسن وما أنجر عن ذلك من ردود فعل متباينة، حيث أن هذا الأمر يبقى من صلاحيات الطاقم الفني ، ونحن كلاعبين دورنا الوحيد هو الدفاع عن الألوان الوطنية، وقد تحدث عن لحسن ليس بغرض سد الباب أمامه و إنما أعربت عن رغبتي في الحفاظ على توازن وإستقرار المنتخب في هذه المرحلة الحساسة لمواصلة المسيرة بنفس الديناميكية والعزيمة، وإذا إنظم لحسن إلى المنتخب فسأكون أول المرحبين به من دون أن تكون هناك مشكلة شخصية بيني وبينه، والزوبعة التي أثيرت كانت نتيجة القراءات الإعلامية المتضاربة في التصريح الذي كنت قد أدليت به للقناة الإذاعية الثالثة .