ترامواي قسنطينة يدخل الخدمة اليوم يشرف اليوم وزير النقل عمار تو على إعطاء إشارة انطلاق الاستغلال التجاري لترامواي قسنطينة الذي يمتد من محطة ابن عبد المالك إلى سطح زواغي بمسافة تفوق 8 كيلومترات. خمس سنوات كاملة استغرقها مشروع لم يتوقف بشأنه الجدل حتى آخر اللحظات، بداية بالحديث عن إهمال الشركة الإيطالية للورشة ووجود مشاكل في الأرضية مرورا بعاصفة هدم سجن الكدية التي تطلبت تدخل رئيس الجمهورية شخصيا للحسم، وصولا إلى التشكيك في ملائمة الجهاز والطبيعة الطبوغرافية للمدينة، وكلها معطيات صبت في سياق تغذية الشك في أن هذا المشروع سيتحقق يوما. ولن ينسى القسنطينيون مجريات الأشغال كونهم عاشوا سنوات من الاختناق والضجيج وعايشوا تفاصيل تطورات ورشة قيل عنها الكثير بسبب تأخر جلي فرضته خصوصية المدينة الضيقة وتعقيدات لها علاقة بالشبكات ومسار يعد الأعقد في نظر الأخصائيين، ولطالما عبر مواطنون عن ضجرهم من المشروع وتحملوا تبعاته في حياتهم اليومية مثلما تنفسوا غباره لوقت طويل، قبل أن ترتسم معالم تجسده ببدء التجارب السنة الماضية، حيث أن عبور تلك العربات الخضراء السكة التي طال انتظار وضعها بدد الشكوك لكنه لم ينه الجدل خاصة وان التهيئة لم تكتمل بعد. ولم يتوقف التعاطي السلبي الذي له ما يبرره في الكثير من الأحيان مع مشروع ترامواي عند المواطنين بل تعداه إلى منتخبين نطقوا بعد انطلاق الأشغال بسنوات للتشكيك في الجدوى و اعتبروا 8 كيلومترات مسافة لا تستدعي كل هذا الوقت والتعب والمال ، كما مر المشروع بفترات توقف نتيجة نزاعات عمالية انتقدها وزير النقل أكثر من مرة ،لكن العمال قالوا أنهم يرفضون استعباد شركة أجنبية لهم وطالبوا آنذاك بإعادة النظر في الأجور وباقي الحقوق المهنية وهو نزاع استغرق أشهرا من عمر الأشغال ما جعل المشروع بمختلف مراحله يتطلب خمس سنوات كاملة حتى وإن نفت الجهات المشرفة عليه وجود تأخر وقدرت مدة الأشغال ب47 شهرا قالت أنه تم الالتزام بها. التسعيرة التي سبق للنصر وأن تطرقت إليها حددت ب40 دج على أن تكون هناك تحفيزات للزبائن الدائمين الذين يقتنون ما يسمى بالتذاكر المجمعة ويجري تدارس مزايا أخرى تساعد على الجذب، علما بأن التسعيرة قريبة مما هو مطبق بسيارات الأجرة عبر المسار الذي يشهد نقصا في وسائل النقل لكن البعض ينتقد توقف الخط بسطح عين الباي في حين أن التجمعات الأكبر تقع بطريق المطار وأسفل زواغي. ترامواي قسنطينة الذي يشرع غدا الجمعة في تقديم خدمات للمواطنين مكون من 27 عربة وهو معد لنقل 70 ألف مسافر يوميا بمعدل دورة كل أربع دقائق، وقد تم وضع مخطط لتامين الركاب يعتمد على الرقابة عن طريق الفيديو والتغطية الأمنية للدرك والأمن، ومن المقرر أن تتواصل أشغال التهيئة الخارجية إلى ما بعد التشغيل التجاري كون الوزارة قد قدمت تعليمات بالشروع في تقديم الخدمات قبل حلول شهر رمضان، حيث من المقرر أن تمتد التغطية من الخامسة صباحا إلى الحادية والنصف ليلا على أن يكون في شهر رمضان توقيت خاص يصل إلى الواحدة والنصف ليلا. التسيير أوكل لمؤسسة "سيترام" المكونة من ميترو الجزائر ومؤسسة النقل الحضري والشركة الفرنسية "أر آ تي بي" ، وقد شرعت "سيترام" مؤخرا في العمل بفتح التوظيف ووضع الإجراءات النهائية للتشغيل الذي يعد آخر حلقة في مسار مشروع استهلك 35 مليار دج ومن المقرر أن يتعزز بمشروعين آخرين لتمديد الخط إلى مطار محمد بوضياف والمدينة الجديدة علي منجلي.