الببلاوي يشكل حكومته من التكنوقراط و الإخوان يتظاهرون اليوم أكد الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى في رسالة إلى الشعب المصري أمس أن مصر كلها تقف اليوم عند مفترق طرق. وقال خلال لقائه بعدد من قادة وضباط القوات المسلحة "أمامنا جميعا بتوفيق الله ورعايته أن نختار، فليس هناك من يملك وصاية على المواطنين أو يملي عليهم أو يفرض مسارا أو فكرا لا يرتضونه بتجربتهم الإنسانية والحضارية، واستيعابهم للدور التاريخي الذي قام به وطنهم عبر العصور وإسهامه الحي والحيوي في حركة التقدم، رغم كل العوائق والمطامع والمشاق والصعوبات التي قابلته واعترضت طريقة وحاولت تعطيله. وأشار إلى أن القوات المسلحة المصرية بكل أفرادها وقياداتها اختارت وبلا تحفظ أن يكونوا في خدمة شعبهم والتمكين لإرادته الحرة لكي يقرر ما يرى، لأن إرادته هي الحكمة الجماعية لعلاقته مع نفسه ومحيطه وعالمه وعصره. وتابع وزير الدفاع قائلا إن القوات المسلحة المصرية عرفت وتأكدت وتصرفت تحت أمر الشعب وليست آمرة عليه، وفي خدمته وليست بعيدة عنه، وأنها تتلقى منه ولا تملي عليه. وشدد على أنه إذا كانت الظروف قد فرضت على القوات المسلحة أن تقترب من العملية السياسية، فإنها فعلت ذلك لأن الشعب استدعاها وطلبها لمهمة أدرك بحسه وفكره وبواقع الأحوال أن جيشه هو من يستطيع تعديل موازين مالت وحقائق غابت ومقاصد انحرفت، والقيادة العامة للقوات المسلحة لم تسع إلى هذه المهمة ولا طلبتها وكانت ولا تزال وسوف تظل وفية لعقائدها ومبادئها مع شعبها، ملتزمة بدورها لا تتعداه ولا تتخطاه فمكان القوات المسلحة في العالم الحديث واضح وجلي وليس من حق أي طرف أن يدخل به إلى تعقيدات لا تتحملها طبائعه. من جانبه واصل رئيس الوزراء المصري المكلف تشكيل حكومته الجديدة أمس لقيادة البلاد في اطار"خارطة طريق" مدعومة من الجيش للعودة الى الحكم المدني فيما ساد الهدوء الشوارع بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي. وقبل سفير مصر السابق لدى الولاياتالمتحدة نبيل فهمي منصب وزير الخارجية في علامة على الأهمية التي توليها الحكومة لعلاقتها مع القوة العظمى التي تقدم للبلاد مساعدات عسكرية قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا. وأدى محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليمين القانونية نائبا للرئيس للعلاقات الدولية وهو المنصب الذي عرض عليه الاسبوع الماضي. كانت مصادر حكومية قد قالت لرويترز إن الببلاوي سيعرض وزارة المالية على هاني قدري وهو الذي كان مسؤولا فيما سبق عن مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي على قرض تعثر تحت قيادة مرسي. وقدري مسيحي، ويمثل المسيحيون عشرة في المئة من السكان واشتكوا من تهميشهم في عهد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي. وكانت المسيحية الوحيدة في حكومة مرسي هي وزيرة البحث العلمي. ويواجه الببلاوي تحديا يتمثل في تشكيل حكومة تبدو شاملة بلا إسلاميين. كانت جماعة الاخوان قد أعلنت أنها لن تتعامل مع نظام تقول إنه تم فرضه بعد "انقلاب فاشي". وخطبت السلطات ود حزب النور السلفي وهو حزب إسلامي كبير كان حليفا لمرسي لكنه انفصل عنه وقبل بإطاحة الجيش به. و دعت جماعة الاخوان الى تنظيم مزيد من المسيرات اليوم الاثنين، كما دعا معارضو مرسي الى خروج مزيد من المظاهرات وإن كانت احتجاجاتهم صارت تستقطب أعدادا أقل بكثير من المشاركين نظرا لأنها حققت الهدف منها وهو إسقاطه. من جانبها قالت جبهة الانقاذ إنها فوضت حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي وسامح عاشور نقيب المحامين والسيد البدوي رئيس حزب الوفد فى البدء بإجراء حوار مع مؤسسة الرئاسة والحكومة خلال المرحلة الانتقالية. وقال التيار الشعبي، في بيان أصدره أمس، إن الحوار يهدف إلى "عرض رأى جبهة الإنقاذ فى الإعلان الدستورى، مع انشاء قنوات حوار مع مؤسسة الرئاسة لضمان المشاركة والفهم المشترك بينهما لخطوات المرحلة الانتقالية ومواجهة تحدياتها بأوثق تعاون وتفاهم ممكن". و أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز وصل إلى القاهرة مساء أمس في زيارة لمصر لم يعلن عنها من قبل، وكان في استقباله أعضاء السفارة الأمريكيةبالقاهرة. فيما قال محمود بدر، المتحدث باسم حملة تمرد، إنه رفض دعوة أرسلت إليه من السفارة الأمريكية لمائدة حوار بحضور وليام بيرنز لدراسة الأوضاع في مصر. وأكد بدر، في تصريح نشره الموقع الرسمي للحملة، إنه "يرفض هذه الدعوة تماما جملة وتفصيلا ولن يشارك فيها، مشيرا إلى رفض التدخل الأمريكي في الشأن المصري". وأضاف بدر أنه "يرفض المواقف الأمريكية بصفة عامة والتي تدعم الكيان الصهيوني وتعمل ضد مصالح الشعوب العربية"، لافتا إلى أنها حاليا تقوم بدعم جماعة الإخوان في مصر والتي تستنجد بها بعد أن أسقطها المصريون في موجة ثورية شعبية عظيمة استرد بها المصريون طريق ثورة 25 جانفي 2011 التي أنهت عقودا من حكم حسني مبارك.