اكتشاف 6 أعلام وطنية محروقة و مرمية في مكاتب شركة " ليك " بعنابة فتحت مصالح الأمن بولاية عنابة أمس الأحد تحقيقا استعجاليا في حادثة الرايات الوطنية التي عثر عليها ممزقة و محروقة، أجزاء منها مرمية في سلة المهملات داخل مكاتب المقر الإداري لمؤسسة " ليك " الإسبانية، المكلفة بإنجاز مشروع الجسر العملاق بالمدخل الجنوبي لمدينة عنابة، و ذلك بعد الشكوى التي تقدم بها حراس الشركة ضد ثلاثة من إطارات الشركة يحملون الجنسية الإسبانية، و وجه الحراس أصابع الإتهام إلى بعض الإطارات من الطاقم المسير للشركة بالقيام بتمزيق العلم الجزائري و السعي إلى المساس برمز من رموز السيادة الوطنية انتقاما من العمال الجزائريين الذين تمسكوا بخيار الإضراب و الإعتصام على مستوى الورشة للمطالبة بتجسيد لائحة المطالب المتعلقة بالجانبين المهني و الإجتماعي. و أكد عمال من الشركة أمس خلال الحركة الإحتجاجية العارمة التي قاموا بها أمس، أن ثلاثة إطارات من الطاقم الإداري لشركة " ليك " كانوا قد حضروا دفعة واحدة إلى المقر الإداري للمؤسسة الكائن بضواحي حي سيبوس مساء يوم الجمعة قبل نحو 30 دقيقة من موعد آذان المغرب، مستغلين انشغال العمال بموعد الإفطار في شهر رمضان، و قد تفطن لهم الحراس الذين كانوا مكلفين بضمان المناوبة الدورية في نهاية الأسبوع، و يتعلق الأمر بكل من سانتياغو سالفادوري، دافيد رابوزو و خوزييه كوركا، و الذين يشغلون مناصب سامية في إدارة الشركة، لكن و بحسب ما جاء في تصريحات الحراس عند تقديمهم الشكوى الرسمية لدى مصالح الأمن، فإن الإطارات الثلاثة غادروا مقر المؤسسة بعد نحو 15 دقيقة من موعد الإفطار، لتكون العودة في حدود الساعة التاسعة من سهرة الجمعة، و هي العودة التي قاموا فيها بتنفيذ عمليتهم المتمثلة في تدنيس العلم الجزائري، و ذلك بتمزيق 6 رايات كانت معلقة داخل محيط المؤسسة، و تقطيع كل علم إلى نصفين، مع المبادرة إلى إضرام النار في بعض الأجزاء و رميها في سلة المهملات داخل مكاتب إدارة المؤسسة. و أوضحت مصادر موثوقة للنصر، أن الحراس الذين كانوا مكلفين بالمناوبة ليلة الجمعة تفاجأوا لالتحاق الإطارات الإسبانية الثلاثة بمقر المؤسسة في ساعة متأخرة من يوم الجمعة، الأمر الذي جعلهم يسارعون إلى تفقد الأوضاع داخل المكاتب مباشرة بعد مغادرة المسؤولين الإسبان، ليكتشفوا الجريمة المقترفة في حق رمز من رموز السيادة الوطنية، و ذلك بالعثور على أجزاء من العلم الوطنية محروقة و مرمية في سلة المهملات داخل مقر المؤسسة، مما استدعى الإتصال الفوري بمصالح الأمن، التي تدخلت على جناح السرعة و عاينت المكان قبل الشروع في فتح تحقيق ميداني استعجالي، و ذلك بالاستماع إلى أقوال و تصريحات أعوان الحراسة الذين كانوا قد بلغوا عن الجريمة، و اتهموا الإطارات الإسبانية بتدنيس و حرق العلم الجزائري داخل المكاتب مستغلين موعد الإفطار سهرة الجمعة. و قد قام عمال شركة " ليك " أمس بحركة إحتجاجية عارمة أمام البوابة الرئيسية لمقر المؤسسة للتنديد بالجريمة التي إقترفت في حق العلم الجزائري داخل الشركة التي يزاولون فيها نشاطهم، مطالبين بضرورة تسليط أقصى عقوبة على الإطارات الأجنبية الثلاثة الحاملة للجنسية الإسبانية، و المتهمة بتدنيس الراية الوطنية. للإشارة فإن مؤسسة " ليك " تشهد في الآونة الأخيرة موجة من الإحتجاجات العارمة يقوم بها العمال بعد رفض الشريك الأجنبي الاستجابة لمطالبهم، رغم أن سلسلة اللقاءات الماراطونية التي جمعت النقابة بالإدارة كانت قد أفضت إلى أرضية إتفاق، لكن الشريك الإسباني لم يجسد الوعود التي كان قد تقدم بها، مما فجر موجة من الاحتجاجات في أوساط العمال، و الذين يطالبون بتوزيع أموال الخدمات الاجتماعية والمقدرة بأزيد من 463 مليون سنتيم، إضافة إلى قضية منحة المردودية الفردية، و التي طالبت النقابة بإحتسابها بأثر رجعي ابتداء من سنة 2012، فضلا عن مطلب عزل إطار إسباني كان قد إعتدى جسديا على عامل جزائري، بعد خلاف بينهما سببه رفض الموظف الجزائري مغادرة ورشة الإنجاز بعد تبليغه بقرار توقيفه، و هي القضايا التي كهربت الأجواء داخل مؤسسة " ليك "، و صعدت من القبضة الحديدية بين العمال الجزائريين و الشريك الأجنبي، لتكون الخاتمة بتمزيق 6 رايات وطنية داخل مقر المؤسسة و المساس بأحد رموز السيادة الوطنية. ص / فرطاس