لا تحاسبونا على تصنيف الجامعة الجزائرية قبل 2020 أوضح مدير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي محمد أوراغ انه لا يمكن تصنيف الجامعات الجزائرية قبل سنة 2020، وانه من غير المعقول في الوقت الحالي مقارنتها بنظيراتها في الدول المتقدمة التي تحوز على موارد بشرية كبيرة وإمكانات ضخمة، وقال أن تصنيف "شنغهاي" الذي ينظر إليه الكثير على انه المعيار المثالي لتصنيف الجامعات غير واقعي وهو محل مراجعة حتى في الدول المتقدمة. دافع محمد أوراغ مدير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في ندوة صحفية له أول أمس بمقر الوزارة عن ترتيب و مكانة الجامعة الجزائرية على المستوى العالمي وفي منظومة التعلم والتكوين، وقال انه من غير المعقول أبدا مقارنة الجامعة الجزائرية بنظيراتها في دول أخرى متقدمة تحوز على مورد بشرية ضخمة وإمكانات مادية كبيرة لعدة أسباب، مشيرا في مقارنة بسيطة أن العدد الحالي للباحثين الدائمين في الجزائر يبلغ 27000 باحث، 8300 منهم فقط حاصلين على شهادة الدكتوراه التي تضعها منظمة اليونسكو شرطا لإضفاء صفة البحث الدائم، بالمقابل مثلا يتجاوز عدد الباحثين الدائمين في فرنسا 370 ألف وفي البرازيل 130 ألف، مذكرا في هذا السياق بالمراحل الصعبة التي مرت بها الجامعة الجزائرية والتي تركت أثارا كبيرة على مستوى التعليم والتكوين بصفة خاصة، كالعشرية الحمراء التي تسببت في تأخر كبير تعمل الوزارة الوصية من مطلع الألفية الجديدة على تداركه بأهداف مسطرة ومحددة تهدف إلى بلوغ المؤسسات الجامعية الجزائرية المصف الأكاديمي العالمي على المديين المتوسط والبعيد، وقال أوراغ بهذا الخصوص "لكم أن تحاسبونا على تصنيف الجامعات الجزائرية بداية من سنة 2020 حيث سيصل عدد الباحثين الجزائريين 80 ألفا". كما شدد على أن الدولة تطمح خلال هذه الفترة إلى جعل ثلاث مؤسسات جزائرية على الأقل ضمن ال 500 جامعة الأولى في العالم، وقال انه على الرغم من الهوة التي تبدو حاليا بين الجامعات الجزائرية وغيرها في العالم إلا أن مستقبلها يبدو زاهرا لعدد من العوامل منها وجود 2800 طالب دكتوراه حاليا، وتسجيل 130 ألف أستاذ باحث حائز على شهادة الماجستير، ما يعد خزانا معتبرا للبحث العلمي في البلاد، وفضلا عن هذا يقول ذات المتحدث أن معدل عمر الباحثين عندنا لا يتعدى 45 سنة وهو مؤشر آخر ايجابي في هذا المجال. وقلّل مدير البحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي من شأن التصنيفات العالمية في هذا المجال التي لم ترتب الجامعات الجزائرية إطلاقا مثل تصنيف" شانغاي" قائلا بأنها تصنيفات غير واقعية وهي محل نقاش وانتقاد حتى في الدول المتقدمة، وحتى داخل منظمة اليونيسكو بالنظر للاختلال الذي يشوبها خاصة تركيزها على البحوث العلمية وعدد جوائز نوبل والجوائز الأخرى، ومدى تحكم الجامعات في التقنيات، لكنها أهملت التعليم العالي بصفته وحدة مستقلة عن محيطه، وعليه يضيف المتحدث يجب الأخذ بعين الاعتبار ما تنتجه الجامعات في تخصصات الامتياز التي تنتجها، ولو أخذ هذا المعيار لتجاوزت جامعة هواري بومدين العديد من الجامعات الأفريقية المعروفة، كما استدل في هذا الصدد بتقرير "طومسون روترز" لعام 2010 الذي وضع الجزائر ضمن الدول الخمس الأولى في ثمانية تخصصات.