الغرب يطالب حكام مصر بالإبقاء على الإخوان كشركاء سياسيين اتفقت المواقف السياسية للزعماء الغربيين من أوروبيين و أمريكيين على ضرورة إشراك الإخوان المسلمين في العملية السياسية بمصر خلال المرحلة القادمة و عدم التفكير في إقصائهم، و هو ما أكده محمد البرادعي نائب الرئيس المصري في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع كاترين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي التي أنهت زيارتها لمصر أمس، بينما قام المؤيدون للرئيس المصري المعزول محمد مرسي بتنظيم مسيرات الوفاء للشهداء في عدة مناطق من القاهرة. ولكن رغم التفاؤل الذي تحمله مبادرة اشتون إلا أن تمسك بعض طرفي الأزمة السياسية بمواقفهما السابقة من شأنه أن ينكس الوضع من جديد حيث لا تزال أطراف في السلطة وقوى سياسية ومجتمعية في مصر تصر على رفض فكرة التصالح والخروج الآمن للإخوان قبل المحاسبة والمحاكمة والقبول المجتمعي لهذه الخطوة. وقد أعطت سلطات المرحلة الانتقالية في مصر لكاترين اشتون الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي حرية كبيرة في التحرك لإقناع الإخوان بتقديم تنازلات مقابل ضمانات سياسية من السلطة حيث سمح لها وعلى غير المتوقع بمقابلة الرئيس المعزول محمد مرسي وعقد اجتماع مطول معه دام ساعتين. و قد عبر تحالف الشرعية الذي شكله الإخوان عن " تقبل أي مبادرة من السلطة للتهدئة و للحفاظ على سلمية التظاهر وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين" حسب ما صرح محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط الإسلامي وطالب ممثلو التحالف بضرورة الإفراج عن كل "المعتقلين السياسيين وعدم إلصاق بهم تهم ملفقة وغير موضوعية". وقالت مصادر مطلعة ان الإخوان في لقائهم بأشتون أبدوا تفهما بشأن عزل مرسي وفض الاعتصامات غير أنهم شددوا على أهمية تقديم تنازلات واضحة من جانب السلطة، و لكنهم عبروا عن عدم ثقتهم في ضمان السلطة الحالية حيث أشار علي البشر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة تخشى الملاحقة القانونية لكل أعضائها وإنهاء وجودها وحظرها من العمل السياسي". و لكن محمد البرادعي طمأن المتخوفين من إزاحة الإسلاميين من المشهد السياسي المصري بالقول أن الإخوان المسلمين لا يزالون جزءا من العملية السياسية و انه لا يمكن أن تتحمل الجماعة أخطاء الرئيس مرسي و أضاف نائب الرئيس المصري المؤقت ان أهم شيء هو ضرورة وقف العنف، وخفض درجة الحرارة وعدم ترويع المصريين، موضحا ان الطريق مفتوح للمبادرة والحوار. وطالب ممثلو التحالف من اشتون الضغط لضمان تقديم السلطة الحالية تنازلات تتضمن الإفراج عن قيادات الإخوان وعدم ملاحقة المرشد العام للجماعة محمد بديع والتزام السلطة بالسماح للجماعة بممارسة للعمل السياسي في الفترة المقبلة بضمانات أوروبية وأمريكية. من جهته قال وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس، إن باريس تدعو السلطات المصرية إلى الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، لافتًا إلى أن ترجمة الرؤية الأوروبية على أرض الواقع في مصر يحتاج إلى عملية سياسية، تقضي بسرعة تنصيب المؤسسات المنتخبة ديمقراطيًا، وطالبت اشتون من الإخوان عدم "التعنت" في مسألة العودة للحكم لأن عدم الإقرار بالأمر الواقع سيجعل رغبتهم في التواجد على الساحة السياسية في الفترة المقبلة صعبة. و أعلنت أشتون ، أمس أن الشعب المصري هو الذي سيحدد مستقبله نافية أن تكون قد طرحت فكرة الخروج الآمن خلال لقائها بمرسي. الذي ذكرت أنه بصحة جيدة، مشيرة إلى أن اللقاء معه كان مفتوحا وصريحا ودافئا، مضيفة: "لا أعلم أين بالتحديد، وكنت مصرة أن تعرف عائلته أنه بخير".و أضافت خلال مؤتمر صحفى مشترك مع البرادعي "علينا أن نجد حلا ومخرجا للأزمة فى مصر، وأنه على الجميع أن يشارك فى الانتخابات". وأكدت، أن التظاهر السلمى حق مكفول للجميع، رافضة التعليق على ما يحدث بمصر أو نقل أي شيء عن الرئيس المعزول مرسى. وقد عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن تأييد واشنطن لجهود اشتون لتهدئة التوترات في مصر ومنع المزيد من أعمال العنف والمساعدة في إرساء أسس لعملية سلمية وشاملة، وأشارت المتحدثة باسمها إلى أن واشنطن تعتقد أن جميع الأطراف في مصر بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين ينبغي أن يكون لهم دور في المرحلة القادمة. ع.ش/وكالات