نفايات طبية خطيرة تحرق داخل المستشفى الجامعي بقسنطينة لجأت إدارة المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة إلى حرق أطنان من النفايات الطبية الخطيرة و المُعدية داخل أسوار المستشفى، ما تسبب في إغراق المنطقة في أدخنة امتدت إلى المصالح و المساكن المجاورة. "النصر" وقفت أمس على انتشار كثيف للروائح الناجمة عن عملية الحرق بالقرب من البوابة العلوية للمستشفى، أين تقع حظيرة السيارات التابعة للعمال و التي استُغلت لحرق أكوام من أكياس صفراء اللون اكتشفنا أنها تحتوي على نفايات طبية خطيرة جدا، منها أدوية و آلات حادة و إبر و أمصال مستعملة و كذلك ضمادات ملوثة بدماء المرضى، في مشهد غير مألوف أثار استهجانا كبيرا بين المرضى و أهاليهم، سيما و أن ذلك تسبب في امتداد سحابات الدخان إلى مصلحة طب النساء و التوليد و حتى إلى السكنات المجاورة و نصب الأموات. و قد أكد لنا شهود عيان بأن عمليات الحرق بدأت منذ أيام، حيث تفرغ الشاحنات يوميا أطنانا من الأكياس المخصصة للنفايات الطبية داخل الحظيرة، قبل أن يتكفل عمال بحرقها بشكل تدريجي للتخلص منها، ما يتسبب في كل مرة في تصاعد الدخان بكثافة، في وقت لاحظنا أن مركز الترميد الواقع بالقرب من مصلحة طب النساء و التوليد، تنبعث منه هو الآخر أعمدة الدخان الناجمة عن عملية الحرق و بجانبه أكوام من النفايات الطبية الخطيرة و التي تحتوي حتى على دلاء، تبيّن لنا أنها بها مواد طبية معدية و خطيرة جدا دُونت عليها عبارة "خطر" لكنها كانت مكشوفة و تقع على بعد أمتار من المارة داخل المستشفى. مدير المستشفى الجامعي ابن باديس برر لجوء مصالحه إلى القيام بعملية الحرق داخل أسوار المستشفى، بتعطل مركز ترميد النفايات الطبية والذي سيتم إصلاحه قريبا كما قال، و ذلك إلى جانب عدم قدرة المركز القديم الواقع بالقرب من مصلحة التوليد على استيعاب الكميات الهائلة من هذه النفايات، معترفا بأن الوضع يشكل خطورة على صحة المواطن لكن مصالحه أجبرت عليه، حسبه، لعدم وجود محرقة بلدية و محدودية الإمكانيات في مستشفى به 60 مصلحة تفرز يوميا كميات كبيرة من النفايات الطبية. و لدى سؤالنا له عن سبب عدم اختيار منطقة بعيدة عن المستشفى الجامعي و خالية من المواطنين لحرق النفايات الطبية فيها، قال المدير أنه "لا يملك الحق" في القيام بذلك خارج أسوار المستشفى، و أضاف بأن هذا الوضع فُرض عليه بعدما فشل في إقناع بعض الخواص بنقل هذه النفايات، قبل أن يؤكد بأن المشكلة ستحل نهائيا خلال سنة 2014 باقتناء جهازي معالجة نفايات حديثين "بالانيزور" بتكلفة 80 مليون دينار و الذين سيتم بموجبها حرق و تعقيم النفايات الطبية بصفة مكتملة دون تلويث الجو.