"أماوال" قاموس أمازيغي عربي لخديجة ساعد عن منشورات "ثيرا" ببجاية، صدر حديثا، الكتاب الأول للمهتمة بالبحث في اللسانيات الأمازيغية (الشاوية) الكاتبة خديجة ساعد. استغرق إنجاز هذا العمل عشر سنوات من الجمع والبحث في اللسان الأمازيغي وما يقابله في اللسان العربي. تتمثل دوافع تأليف هذا الكتاب، في ضرورة المحافظة على اللغة؛ حيث جاء على غلافه بقلم مؤلفته مايلي: ".. حين يتخلى المرء عن لغته وثقافته، فلا بد أن يكون قد رسم لتوه مخطط انحداره نحو اللا وجود..". يتضمن الكتاب 6000 كلمة أمازيغية (شاوية) من مختلف ولايات الأوراس (باتنة، خنشلة، أم البواقي، بسكرة، تبسة..)، ويمنحنا فرصة السفر بين اللغتين الجزائريتين وفي الاتجاهين بعيدا عن دعاة الإقصاء والغلو. 3 أسئلة للكاتبة ماهو شعورك بعد صدور كتابك الأول، وهل وجدت من وقف إلى جانبك؟ جاء هذا الكتاب في الحقيقة بعد معاناة كبيرة، ليس في تأليفه ولكن في نشره، وكما تعرف فإن الأوراس يعاني قحطا كبيرا فيما يخص الكتاب الأمازيغي، رغم ثراء هذه المنطقة وتميزها الثقافي نظرا لما تحمله من زخم حضاري عبر كل شمال أفريقيا، وهذا الكتاب جاء في وقته ليمنح بعض الأمل للقارئ الأوراسي والأمازيغي عموما... ولذلك أنا سعيدة جدا به، إنه حلمي الذي تحقق. هل العثور على ناشر لهذا النوع من الكتب (القواميس) أمر سهل؟ هذا هو مربط الفرس، النشر هو أصعب مرحلة يمر بها الكتاب الأمازيغي بالأوراس رغم أن هناك مؤسسة وطنية تابعة لرئاسة الجمهورية، كان من المفروض أن تقوم بمهمة النشر بلا خلفيات، إنها المحافظة السامية للأمازيغية التي أصبحت تتعامل مع الباحث بمنطق غريب يزيد من معاناة الكاتب، وأنا شخصيا كانت لي معها تجربة مريرة، فقد مكث كتابي في أدراجها أكثر من ثلاث سنوات ولم ير النور إلا بعدما سلمته لأحد الناشرين، وهو الكاتب إبراهيم تازاغارت صاحب دار النشر "ثيرا" والذي أخذ على عاتقه نشر هذا الكتاب ... ربما كنت محظوظة جدا، ولكن هناك في الأوراس كثير من الباحثين الذين لم تتح لهم هذه الفرصة ولا زالوا ينتظرون. ماذا يميّز قاموسك هذا، عن قاموس الأستاذ محمد الصالح ونيسي (أمازيغي، عربي، فرنسي) الصادر سنة 2001، وقاموس الأستاذ فاكهاني تيبرماسين (أمازيغي، عربي) الصادر سنة 2009؟ في الحقيقة لقد استفدت من عمل الأستاذين ونيسي وفاكهاني على حد سواء، خاصة أن قلة المراجع لدينا تعيق كثيرا عمل الباحث، بالنسبة لقاموسي؛ فقد حاولت جاهدة أن يكون أقرب إلى المعجم منه إلى القاموس، لقد استغليت كل المساحات لأبرز ذلك الزخم الثقافي والتاريخي واللغوي الذي يتميز به الأوراس، فهناك معلومات هامة في جميع النواحي، وهي طبعا مرتبطة باللغة الشاوية، كما اعتمدت أسلوب الإشتقاق لأعيد ترتيب وتصويب بعض الكلمات ولأبرز مدى شساعة وعمق وعراقة هذه اللغة، هذا دون أن أنسى الملحقات التي أرفقتها بالقاموس والتي ستسهّل الأمور على كل من الباحث والطالب.. ربما أهم ملحق هو في علم "الطبونيميا"، وهو علم أسماء الأماكن ومعانيها، وهو لا يزال ميدانا بكرا، لم يحظ بالعناية الكافية من قبل الباحثين الجزائريين.. طبعا سأترك الحكم النهائي للقارئ الكريم والذي أتمنى أن يجد ضالته في هذا العمل المتواضع.