لم يهضم سكان حي المجاهدين بمدينة بئر العاتر بولاية تبسة الطريقة التي تجري بها الأشغال على مستوى الوادي الكبير في إطار مشروع حماية المدينة من فيضانات مياه الأمطار، الذي استفادت منه البلدية، حيث طالب السكان بفتح تحقيق في طريقة الإنجاز حتى لا تذهب الأموال سدى ويضيع المشروع الذي انتظره السكان منذ عقود من الزمن يحميهم من مخاطر مياه الفيضانات. وقد تنقلت "النصر" رفقة عدد من السكان إلى موقع المشروع للوقوف على الوضع عن قرب حيث كشف لنا عدد من المهندسين المختصين في الهندسة المدنية والهندسة المعمارية الكثير من العيوب التي رأيناها رأي العين، منها وجوه بركة من الماء بجواره مستودع البلدية بعد تساقط الأمطار الأخيرة، وهذا بسبب عدم جرف أرضية الوادي بالكيفية اللازمة حيث أن هذه البركة أصبحت تشكل خطرا على سلامة الأطفال الذين عادة ما يترددون عليها، كما أن المقاول شرع في إنجاز جدار الحماية وقام بردم القناة الخاصة بصون مياه الأمطار من حي المجاهدين نحو الوادي رغم أنه تم إعلام ممثلي المقاولة بذلك إلا أن الأشغال تواصلت دون ترك منفذ لجريان المياه، بالإضافة إلى تحويل مسار الوادي عند نقطة بداية الأشغال الأمر الذي جعل المياه الوافدة من المصبات الجزئية تتجمع وتنشأ بركا، ناهيك عن جدران الحماية التي شرع في إنجازها تنجز بطريقة غير مطابقة للمواصفات التقنية المعمول بها وهو ما دفع بالسكان إلى توقيف المقاول مرتين والتدخل لذى الجهات المعنية، وبالنظر لوجود أودية فرعية كثيرة تصب في الوادي الكبير محل أشغال الحماية كان على المقاول ترك فتحات مبنية بصورة جيدة للسماح بتدفق المياه داخل الوادي الرئيسي، وباعتبار أن الوادي محل الانشغال يتوسط مدينة بئر العاتر ويفصل سكان إلى جهتين، وفي غياب ممرات (جسور ومعابر صغيرة للراجلين) يتساءل السكان هل أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار أم لا؟ لأنه في حالة إغفاله سيؤثر سلبا على حركة وتنقل سكان المدينة المجاورين لهذا المشروع، والأدهى والأمر في كل ذلك هو إنسداد قنوات المصب الرئيسي لقنوات الصرف الصحي الخاصة بحي الشعب بسبب الأشغال حيث يعيش السكان المحاذين للوادي على أعصابهم جراء الروائح الكريهة المنبعثة ولم يكلف المقاول نفسه إصلاح القناة. وفي إتصالنا بالبلدية أكد لنا أحد إطاراتها أن البلدية قامت مصلحتها التقنية بمعاينة المشروع ورفعت تحفظاتها إلى مديرية الري بالولاية التي تتابع المشروع باعتباره مشروعا قطاعيا. مديرية الري بدورها ترى أن المقاول يقوم بإنجاز المشروع وفق مخططات الأشغال... أما السكان فإنهم مصرون على توقيف الأشغال إذا سارت بهذه الكيفية وقرروا مراسلة كل الجهات على المستوى المحلي والولائي والمركزي للتدخل العاجل لتوقيف ما وصفوه بالمهزلة على حد تعبيرهم..