كشفت الأمطار الأخيرة المتهاطلة بسطيف عيوب البنية التحتية للعديد من المشاريع التنموية التي استلمت حديثا، واستفادت منها العديد من البلديات بجنوب الولاية، وأثبتت العوامل الطبيعية عدم مطابقتها للمعايير المعمول بها، وهو ما دفع المواطنين لمراسلة الجهات المعنية مطالبين بضرورة التدخل والتحقيق في ما وصفوه ب "تجاوزات المقاولين" الذين أسندت لهم مهام إنجاز هذه المشاريع. ومن بين هذه المشاريع، الحاجز المائي الذي أنجز مؤخرا لتجنيب السكنات المحاذية للوادي من خطر الفيضانات، والذي استهلك ملايير السنتيمات، فكان محل سخط مواطني البلدية بعد أن تهدم جزء كبير منه خلال التساقط الأخير للأمطار. وحسب مصادر "الأمة العربية"، فإن أعيان مدينة عين ولمان قاموا بمراسلة المسؤول الأول على الولاية، يطالبون من خلالها بالتدخل ووضع حد لتجاوزات المقاولين الذين اعتبرهم السكان ب "المتلاعبين" بأموال الشعب تحت غطاء إنجاز المشاريع التنموية. واتهم أصحاب الرسالة المقاول الذي قام بإنجاز مشروع الحاجز المائي بعين ولمان، بعدم مطابقة المشروع للمواصفات القانونية، بعد أن تحطم الجزء الكبير منه، رغم أن المشروع خصص له غلاف مالي مقدر ب 10 ملايير سنتيم، وهذا حسب لجنة التحقيق التي حلت بالمنطقة وعاينت المشروع والتي لا تزال التحقيقات جارية في القضية عن مصير هذا المبلغ. كما طالب سكان ذراع الميعاد بضرورة إيفاد لجنة تحقيق ولائية لتقصي الحقائق في مشروع الحاجز المائي الذي كلف خزينة الدولة 8 ملايير سنتيم، ومع ذلك فإن نسبة الإنجاز لا تزال تسير بوتيرة بطيئة، لتبقى حياة السكان مهددة بخطر الفيضانات. ومن جهة أخرى، طالب مواطنو حي بعيرة وسط مدينة عين ولمان السلطات المعنية بإرسال لجنة تحقيق لتقصي الحقائق حول مشروع إنجاز شبكة التطهير الذي كلّف الخزينة غلافا ماليا قدر ب 05 ملايير سنتيم، خاصة بعد تخلي المقاول الذي أسندت إليه الأشغال، وهو الأمر الذي دفع بهؤلاء السكان للاحتجاج في العديد من المرات. هذا، وقد انطلقت بمدينة عين أزال أشغال إنجاز عدة مشاريع، على غرار المسبح نصف أولمبي الذي توقف المقاول عن مواصلة الأشغال مع بداية المشروع. وبحي بلعزام وسط مدينة عين أزال، انطلقت أشغال إعادة تهيئة الطريق، غير أنها لم تنته وبقي الحي عبارة عن ورشة كبيرة منذ عدة أشهر. فيما يتحوّل الطريق الاجتنابي بذات البلدية، الذي كلف خزينة الدولة ملايير السنتيمات، مع سقوط الأمطار، إلى مجرى مائي وأصبح غير صالح للسير. كما تشهد بلديتا الحامة وعين لحجر، تعطل العديد من المشاريع، على غرار الملعب الجواري بالحامة ومشروع توسعة وادي بلقيدوم الذي لا يزال يثير مخاوف السكان من خطر الفيضانات، حيث تسبب في خسائر جسيمة خلال السنوات الماضية.