العروس التندوفية تقيم ببيت أهلها إلى أن تضع مولودها وتستقبل عند أهل زوجها بال"تقعاد " تتمسك العائلات بتندوف بعادات لا تزال قائمة لحد الآن تتعلق ببقاء العروس في بيت أهلها لمدة معينة قد تصل إلى حد وضع مولودها الأول لتغادر بعد ذلك إلى عش الزوجية حاملة معها هدايا إلى أهل زوجها تعرف ب"الفسخة " و تحضر تلك الليلة وليمة خاصة استقبالا بقدوم الكنة ، و يسمى اليوم الذي تغادر فيه الزوجة بيت أهلها متوجهة إلى بيت زوجها ب"التقعاد". تتنوع العادات و التقاليد بولاية تندوف الواقعة في عنق الصحراء كما يشير أهلها الذين كان بعضهم في ضيافة سكان عين الدفلى في إطار الأسبوع الثقافي للمنطقة الحافل بالفنون الشعبية و العادات التي لا تزال متوارثة جيلا عن جيل ومن بينها عادة إقامة الأفراح و الأعراس. بعد تحديد موعد الزواج، تقول - فاطمة - يبدأ أهل العريس في نصب الخيام لاستقبال المدعوين، أو ما يعرف بخيمة "الرق" و هي القاعة التي تخصص للعريسين و تزين بالورود و الزرابي المتنوعة أو تنصب قاعة بالأعمدة الحديدية في منطقة واسعة، و يزين سقفها بما يسمى " البنية " تكون حمراء أو زرقاء ، و تحاط جدرانها بمختلف الأفرشة ، وغالبا ما يختار سكان تندوف يومي الأحد و الأربعاء لإعلان مراسيم الزواج بصفة نهائيا بعد أشهر متعددة من التشاور والاتفاق على كل صغيرة وكبيرة تضيف محدثتنا بدقة متناهية و تكون الكلمة الفاصلة للكبار وأعيان القبيلة. حيث يأتي أهل العريس مساء بعد صلاة العصر و يحضر الإمام ليعقد قران الزوجين و يبارك للعائلتين المتصاهرتين و بمجرد عقد القران تتعالى الزغاريد و تقرع الطبول "ارّزام " إيذانا ببداية العرس ،فتنحر الإبل و تطهى المأكولات و يعد الشاي المحلي. في صباح اليوم الموالي تضيف – إحدى عارضات التحف الفنية خلال فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية تندوف بعين الدفلى - يعطي العريس عند بعض القبائل ما يسمى ب "العادة" و هي حلوى ترمى للنساء المدعوات لحفل الزفاف، وهي عادة متأصلة تجدها عند الكثير من المناطق. أما العروس فتدخل "مرحلة التراوغ" حيث ترافق العروس إحدى صديقاتها و تذهب بها إلى مكان لا يعلمه أحد، و تحضر لها امرأة مختصة في الضفائر التقليدية و في نقش الحناء ووضع الأحجار الكريمة لتزينها. ومن عادات الزواج في المنطقة أيضا يضيف العارضان عائشة ومحمد ألا تتوجه الزوجة مباشرة بعد إتمام مراسيم الزفاف إلى بيتها الجديد مع زوجها ،بل تبقى فترة عند أهلها تناهز الأسبوع، و قد تستمر ستة أشهر أو ما يزيد عن ذلك ، و أحيانا حتى تلد ابنها الأول. عندما تغادر الزوجة بيت أهلها يتوجب عليها حمل ما يسمى "الفسخة" و هي مجموعة من الملاحف و العطور و الأحذية و الأفرشة وبعض الهدايا إلى عائلة زوجها الصغيرة ، بالإضافة إلى "أمصار" و هي عبارة عن محافظ جلدية تضع فيها المرأة التندوفية زينتها أو "الترة" المصنوعة من السعف و كلها توضع في "تزياتن" و هي بمثابة حقيبة كبيرة، تحمل على ظهر الجمل فوق"أمشقب" باللهجة المحلية أي الهودج. و يسمى اليوم الذي تغادر فيه الزوجة بيت أهلها متوجهة إلى بيت زوجها "التقعاد" و تقام في هذه الليلة وليمة عشاء تجتمع فيها العائلتان المتصاهرتان.