الفتاة التلمسانية تفضل ابن خالتها أو ابن عمتها عند الزواج العرس في تلمسان ما زال يحتفظ بكثير من عبق الماضي رغم المؤثرات التي أحاطت بعاصمة الزيانيين كالصور الذي ضرب حول أغادير، فأهل تلمسان الذين يتمسكون بالتسميات القديمة للأحياء الشعبية مثل درب السنسلة ودرب الجيدا ودرب الفخارين، لا يريدون أن تختفي من حياتهم أيضا العادات والتقاليد التي ورثوها منذ القدم منها الأجواء التي تسود الأعراس الشعبية والترتيبات التي تسبق مراسيم العرس وهي كلها تصب في منحى واحد هو العرس التقليدي. أول شيء يستوقفنا في العرس التلمساني من العادات التي كانت سائدة أن المرأة تتزوج من ابن خالتها حيث لا يستطيع تجاوز هذا الشرط احتراما للتقاليد المتوارثة منذ قرون. ولكن هذه العادة بدأت تختفي حسبما أكدته لنا المرشدة السياحية آمنة أمشير التي قالت أن هذه العادة التي كانت ترتبط ببعض الاعتقادات قد بدأت تتراجع وإن كانت خلفياتها لازالت قائمة حيث تحرص الأم على الحفاظ على الروابط العائلية وهي تنتشر الآن بنسبة 60 بالمئة حيث تفضل بعض الأسر تزويج بناتها لابن الخالة أو ابن العمة. "الفال" لترسيم الخطوة الأولى للعرس الخطوة الثانية التي تأتي بعد الموافقة من الطرفين، هي "الفال" حيث تدعى اليه العائلة الصغيرة ويقصد بالعائلة الصغيرة أهل الدار وبعض المقربين لأم العروس. وحسب المرشدة فإن هذه الخطوة تعد هامة بالنسبة للعروس حيث تبدأ في تهيئة نفسها للدخول الى مرحلة أخرى وهي مرحلة ما بعد الزواج، وتلتقي الفتاة بصديقاتها لإخبارهن بالحدث، وبدورهن يقمن خاصة المتزوجات منهن بتقديم جملة من النصائح والتوجيهات وهي في مجموعها مراسيم تسبق مرحلة الخطوبة أو ما يسمى لدى العائلة التلمسانية ب "الملاك". قراءة الفاتحة.. والاعلان عن الملاك قراءة الفاتحة هو يوم شبه عرس لدى العائلتين المتصاهرتين حيث تدعى اليه كل العائلة والمعارف والجيران ويكون من بين الحاضرين في هذه المناسبة العريس الذي يرافق والده وأشقاءه وتتم الفاتحة إما في المسجد أو في البيت. وتستمر هذه العملية بعد الفاتحة التي يشترط أن يحضرها أيضا شخص تختاره عائلة العريس يكون محل ثقة من الجميع، وفي بيت العروس تجتمع البنات من الصديقات المقربات حيث يحملن "صينيات" بكل صينية نوع من الحلوى التي تقدم بهذه المناسبة، ولكن بعض العائلات بدأت تتخلى عن هذه العادة لتكلفتها الكبيرة لأن مراسيم – الملاك – تكون بمثابة عرس في حد ذاته يسبق العرس الكبير، حيث يكتفي الآن بعض العرسان بأخذ العروسة مباشرة بعد الإنتهاء من مراسيم الفاتحة إلى جولة قصيرة خارج المدينة ثم العودة إلى الدار. الأم والأخت في استقبال العريس عند رجوع العريس بعروسه يجد في باب البيت أمه وأخته في استقباله وترمز هذه العادة إلى رضا الوالدة عن هذا الزواج، حيث تطلق أخته زغرودة فيما تقوم الأم بإخراج منديل مخفى في صدرها وتقوم بمسح وجه إبنها العريس بهذا المنديل تبركا ودعوة بنجاحه في حياته الزوجية. ومن المظاهر الأخرى التي يحملها العرس التلمساني التقليدي الاعتماد على الخيالة واللباس التقليدي. رقصة على ظهر الجواد تحت أنظار العرسان يقام الفرح بعد عودة العريس بعروسه إلى الدار حيث يأتي أصدقاؤه المقربون بثلاثة خيول فيركب العريس في إحداها وهو مرتديا برنوسا أبيضا بينما صديقاه يرتديان برنوسا بلون أسود ويقوم بالرقص على أنغام الموسيقى وعند الإنتهاء يرمي برنوسه وسط الحشد ومن يسقط عليه البرنوس يعتبر بالنسبة له حسب المعتقد الشائع هناك فأل خير فان كان غير متزوج سيسهل له الله، وإذا كان ينتظر في شيء مهم سيتحقق له قريبا. التفقيدة يقدمها الزوج تكريما لزوجته يحرص الكثير من التلمسانيين على الحفاظ على بعض العادات التي تدخل في صميم الحياة الاجتماعية التي يسود فيها الوفاء والكرم والمحبة، حيث يدخل العريس على عروسه بهدية ثمينة يطلق عليها إسم "التفقيدة" وقبل تقديمها لعروسه تبادر أخته إلى تشريفه بكأس من الحليب والتمر وهذا لإبعاد العين عليه. "تبييط الفراش" قبل غروب الشمس يبعث فراش العروس إلى بيتها الجديد وكذلك أغراضها الشخصية من ملابس عادية وأخرى فاخرة مخصصة للارتداء طوال زفافها بعدما تعرض في منزل أبيها وتسمى هذه العادة ب"تبييط الفراش" وقبل غروب الشمس تزف العروس إلى بيت زوجها مع مجموعة من قريباتها وتكون باللباس التقليدي المعروف القفطان التلمساني.