قوات الأزواد المسلحة متمسكة بمبدأ عدم المساس بحدود دولة مالي جددت جماعات الأزواد المسلحة بشمال مالي عقب اجتماع بالعاصمة المالية باماكو تمسكها بمبدأ عدم المساس بالحدود مثلما تنص عليه المعاهدة التأسيسية للإتحاد الافريقي حسبما جاء أمس في تصريح مشترك لهذه الجماعات. فقد اجتمعت الجماعات المسلحة المشكلة من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و المجلس الأعلى لوحدة الأزواد و تنسيقية الحركات و الجبهات الوطنية للمقاومة و الحركة العربية للأزواد خلال ثلاثة أيام لأول مرة في باماكو بمبادرة من وحدة الادماج و الاتصال و بدعم مادي من الجزائر لبحث قرار نهائي للأزمة في شمال مالي. تجمع هذه الوحدة الكائن مقرها بالجزائر العاصمة مصالح المخابرات من ثمانية بلدان من دول الساحل الإفريقي. و عبرت الجماعات المسلحة في تصريحها عن حرصها على المحافظة على الوحدة الوطنية و السلامة الترابية لجمهورية مالي و عزمها على ضمان تنمية اجتماعية و اقتصادية منصفة و متوازنة بكل مناطق مالي في ظل احترام تنوع جماعاته. و ترى الجماعات المسلحة أن النظام القضائي الحالي ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية لسكان مالي. و قررت الجماعات المسلحة وضع خلية اتصال و متابعة تضم كل الجماعات المسلحة بحيث تتمثل مهمتها الرئيسية في إعداد خارطة طريق تقوم على برنامج لقاءات دورية و "التفكير في أرضية للاستجابة للتطلعات الشرعية". و يبقى توحيد جهود جميع المجموعات المسلحة شرط ضروري لنجاح هذه المهمة حسبما جاء في التصريح. و كان ممثلو الحركة الوطنية من أجل تحرير الأزواد والحركة العربية للأزواد والقوى الوطنية للمقاومة للأزواد والمجلس الأعلى الموحد للأزواد قد قرروا أمس الأول عقب اجتماعاتهم في باماكو الشروع في حوار مع الحكومة المالية الجديدة بهدف وضع حد للأزمة بشمال مالي. و قد استقبلت هذه الحركات مساء الثلاثاء من طرف الرئيس المالي الجديد ابراهيم بوبكر كايتا حيث أكد ممثلو هذه المجموعات المسلحة لوكالة الأنباء الجزائرية أنهم لن يتحدثوا عن "تقسيم مالي". و أكد ممثل المجلس الأعلى الموحد للأزواد محمد أغ أخانبي "لن نتحدث عن إنقسام مالي ولا عن الإستقلال حتى ندعم وجهة نظر رئيس الدولة الذي يرى أنه يمكن التفاوض حول كل الأمور ما عدا تقسيم البلد" واصفا انتخاب الرئيس كايتا بأنه " تفتح هام يجلب الأمل". و اعتبر أن " مشكل الأزواد ستتم تسويته بشكل نهائي من خلال وضع قانوني". و من جهته أوضح ممثل الحركة الوطنية من أجل تحرير الأزواد ابراهيم محمد أساليه أن مجموع حركات الأزواد تأمل في " ايجاد حل نهائي لمشاكل الأزواد التي تستمر منذ 1963". و أردف قائلا " سنتعرف خلال المفاوضات على الصيغة التي سيتم اعتمادها في مجال الحكامة و السياسة و الأمن و الادارة من أجل مالي كبير" مشيرا إلى أن " مجموعات الأزواد (التوارق و العرب و سونغاي و بول) التقت لأول مرة بباماكو لبحث انشغالاتها". أما ممثل تنسيقية القوى الوطنية للمقاومة للأزواد و كذا الحركة العربية للأزواد هارونا توري فقد صرح أن مختلف الحركات تأمل أن تتوصل المفاوضات مع الحكومة إلى " حل نهائي" لمشكل شمال مالي. في هذا الصدد دعا المتحدث الجزائر التي تعتبر " البلد الأكثر إطلاعا على انشغالات سكان مناطق غاو وتومبوكتو و كيدال إلى مساعدة مالي على تسوية المشاكل التي يتخبط فيها شمالها". أما رئيس المجموعة العربية لمالي محمد محمود العمراني الذي استقبل أيضا من طرف الرئيس كايتا فقد أكد أن لقاء مختلف حركات الأزواد بباماكو جاء " بتوصية من الجزائر البلد المجاور الذي دعم بصفة مطلقة السلامة الترابية لمالي و سيادتها و هما مبدآن لا يمكن التفاوض حولهما" حسب قوله. من جهة أخرى صرح ذات المتحدث أن"الجزائر تبقى متضامنة مع مالي سواء في حالة أزمة سياسية أو في حالة حدوث كوارث طبيعية مثلما قامت به خلال الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت مالي". و يأتي اللقاء بين مختلف حركات الأزواد يومين قبل مراسم تنصيب الرئيس كايتا و التي ستعرف مشاركة حوالي 30 رئيس دولة من بينهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي سيمثل رئيس الجمهورية.