مصر و سوريا تتقاسمان "الوهر الذهبي" و "قبل الأيام" ينقذ المشاركة الجزائرية تقاسمت سوريا و مصر الجائزة الكبرى لمهرجان وهران في دورته السابعة بحصولهما مناصفة على جائزة "الوهر الذهبي" عن فيلميهما "مريم" من سوريا و "هرج ومرج" من مصر، بينما تحصلت الجزائر على "الوهر الذهبي" للفيلم القصير "قبل الأيام" بينما منحت جائزة الصحافة للفيلم الأردني "لما ضحكت موناليزا" و افتك "عالم ليس لنا" من فلسطين جائزة لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية . حاولت لجان التحكيم خلال الطبعة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي، أن تكون بعيدة عن السياسة ،مثلما أكده لنا بعض أعضائها والاقتراب من العمل الفني السينمائي للحكم على الأعمال المقدمة لكن "ندرة" هذه الأعمال الفنية السينمائية جعلها توقع اختيارها على فيلمين من عمق السياسة. الأول "مريم" لمخرجه السوري باسل الخطيب يعالج مراحل مفصلية في تاريخ الشام وسوريا ورغم الجانب الإنساني الذي أبرزه المخرج من خلال طرحه وضعية المجتمع في كل مرحلة والنتائج الوخيمة التي تخلفها الحروب والأزمات، إلا أنه حمل جانبا من السياسة و إشارات للجيش السوري جعلت الكثيرين ينتقدون المواقف التي تبناها المخرج والتي رغم كل هذا أبرزها بطريقة فنية جميلة وبروح سينمائية توجته للجائزة الكبرى التي شملت في جزئها الآخر الفيلم المصري "هرج ومرج" و هو دراما من واقع الشعب المصري الذي يعيش على هامش الثورة في عمق أحياء مصر. المخرجة نادين خان صورت أحد الأحياء التي لم تحدد لها موقعا جغرافيا لتنقل للمشاهد يوميات سكانه في تفاعلهم الإيجابي والسلبي صدماتهم وتعاونهم، تناقضاتهم وتوافقهم، الإنسان والحب، المعاناة والحلول الترقيعية للمسؤولين وغيرها من الصور التي وجدت انتقادات كبيرة وسط الإعلاميين المصريين الذين حضروا المهرجان حيث لم ترقهم طريقة عرض الواقع المر و الروتين اليومي الذي جسدته نادين خان بعيدا عن طبقات كثيرة من الشعب و عما يجري في ميدان التحرير و غيره من المواقع التي شهدت الثورة. كان للمغرب أيضا نصيب في جوائز المهرجان من خلال تتويج فيلم "المغضوب عليهم " لمخرجه محسن البصري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وهو الفيلم الذي طرح أيضا قضية الإرهاب بنظرة مختلفة جعلت الفن يتغلب عليه ويعيد الحرية للإنسان. و عادت جائزة أحسن سيناريو للفيلم السعودي "صدى" لمخرجه سمير عارف الذي كان يمثل الموجة الشبابية التي تسعى لتحدي ضوابط مجتمع لا يزال يتخبط في بعض الطابوهات، وغلب عليه الجانب الإنساني أكثر، مما جعل الجمهور يتفاعل كثيرا مع الأحداث التي صورت زوجين يعانيان من عدم القدرة على النطق والسمع ولكن ابنهما كان عاديا من الناحية الجسدية و لكن يعاني نفسيا من تعامل المحيط الخارجي مع حالته. نظرا لتناوله وضعية الإنسان في الإمارات، تحصل فيلم "ظل البحر" لمخرجه نواف الجناحي على جائزة أحسن انطلاقة وهي جائزة لم تكن موجودة في الطبعات السابقة. أما أحسن ممثل فكانت للتونسي فتحي الهداوي بطل فيلم "خميس عشية" الذي جسد تورط جميع التونسيين شعبا وحكومة في الأزمة التي تعاني منها اليوم البلاد . فيما تقاسمت الممثلتان يارا أبو حيدر عن دورها في فيلم "عصفوري" من لبنان، وتهاني سليم بطلة الفيلم الأردني "لما ضحكت موناليزا"مناصفة جائزة أحسن ممثلة . أما عن الأفلام القصيرة فقد توج الفيلم الجزائري "قبل الأيام" لمخرجه كريم موساوي، بالوهر الذهبي" لتناوله موضوع الصراع الذي يعانيه الشباب بين الأعراف والرغبات والطموحات الخاصة، فيما كان العمل الفلسطيني "عالم ليس لنا" لمخرجه مهدي فليفل، هو المتوج بجائزة لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية التي استحدثت هذا العام أيضا، لتختار الصحافة من خلال لجنتها الفيلم الأردني "لما ضحكت موناليزا" لمخرجه فادي حداد. توصيات وتنويهات "منفذ" لجان التحكيم تفاجأ الحاضرون لحفل الاختتام، بإدراج لجان التحكيم لتوصيات وجوائز تقديرية في محاضرهم النهائية وهذا حسب ما رصدناه من أصداء بسبب عدم وجود معايير مضبوطة للجوائز التي صعب عليهم تصنيفها خاصة مع تدني مستويات أغلبها. وقد أوصت لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية بضرورة الاهتمام أكثر بهذا الصنف من الأعمال السينمائية التي لها مكانتها ودورها الفني، وجاءت هذه التوصية بناءا على إدراج ستة أفلام وثائقية فقط خلال هذه الدورة ولأول مرة توجد لجنة تحكيم خاصة بها ولكن كانت مكونة فقط من ثلاثة عناصر، ولأول مرة أيضا تمنح جائزة لهذا النوع من الأفلام. أما لجنة تحكيم الأفلام الطويلة فقد أوصت بضرورة إدراج ورشة خاصة في الدورات القادمة تعنى بكتابة السيناريو بطرق علمية نظرا لافتقاد الأعمال المقدمة في الدورة السابعة للسيناريو الحقيقي بمقاييسه العلمية، كما أوصت اللجنة بضرورة وضع ضوابط ومرجعيات تحدد أسس المشاركة في لجنة التحكيم وتحدد كيفية اختيار الجوائز وتوزيعها وهذا ما بدا جليا سهرة أول أمس حيث أثار توزيع الجوائز امتعاضا كبيرا.حيث أثار قرار لجنة تحكيم الأفلام الطويلة جدلا وسط المتتبعين كونه جاء مناصفة بين فيلمين و بعد حفل الاختتام طرحت تساؤلات وتأويلات، لكن رئيس لجنة التحكيم المخرج الجزائري أحمد راشدي، كان له رأي آخر حيث قال أن اللجنة اختارت الفيلمين لينالا جائزة الوهر الذهبي مناصفة، لأن تصويت الأعضاء كان متساويا بين الفيلمين فقررت اللجنة الإبقاء عليه. كما أضافت لجان التحكيم بندا يسمى "التنويهات أو الجوائز التقديرية" وهذا بسبب ضعف الأعمال المعروضة الذي جعل لجنة تحكيم الأفلام القصيرة تقع في مأزق خرجت منه بمنح تقديرين الأول للفيلم التونسي "بوبي" لمخرجه مهدي البرصاوي، والثانية للفيلم الجزائري "المنفي" للمخرج مبارك مناد. بالنسبة للأفلام الطويلة كانت التنويهات للفيلم الجزائري "في العلبة" الذي أثار جدلا كبيرا بين تصنيفه كوثائقي أو روائي، وفيلم "الحبلة" من لبنان و"العشاء الأخير" من الأردن. الصحافة الجزائرية تعبر عن إستيائها من الفنانين العرب انتقذ الصحفيون الجزائريون بعض الفنانين العرب الذي حضروا مهرجان وهران لكنهم امتنعوا عن التصريحات والحوارات مع الإعلام الجزائري، وخصوا بالذكر أسعد فضة وصباح الجزائري اللذين لم يوافقا على أي حوار مع الصحفيين، رغم أن العقد ينص على هذا الأمر كما أوضح بعض المتدخلين، ولكن برر المدير الفني مؤنس خمار الذي نشط الندوة الصحفية أول أمس بالمسرح الجهوي بوهران بقوله أنه لا يستطيع إرغام الفنانين على إجراء الحوارات رغم ما ينص عليه العقد.في ما يخص الفنانة ليلى طاهر التي غادرت المهرجان في اليوم الثاني من المهرجان دون أية تصريحات للإعلام، وعضوي لجنة تحكيم الأفلام الطويلة وهما كارمن لبس من لبنان وشريف منظور من مصر. المدير الفني كان له رأي آخر حيث قال أن الفنانين شاهدا كل الأفلام وأعطا رأيهما لرئيس اللجنة وهما مرتبطان بمهرجانات أخرى. في رده على أسئلة تخص بعض الأفلام منها "حراقة بلوز" الذي لم يدرج في المسابقة الرسمية قال "أنه لا يتوافق ومحور هذه الدورة المخصص للموجة الجديدة في السينما العربية" و دافع عن الفيلم الجزائري "في العلبة" واعتبره نظرة سينمائية جديدة وتناول جديد للمواضيع، ولكن النقاد صنفوه ضمن الأفلام الوثائقية أو التسجيلية. هوارية ب أخبار وكواليس الفرقة السمفونية تغضب جمهور حفل الإختتام غادر معظم جمهور حفل الإختتام القاعة بمركز الإتفاقيات قبل الإعلان عن النتائج وهذا بسبب البرمجة التي جعلت الفرقة السمفونية التي يحترمها الجمهور وتفاعل معها في البداية لكن تواصل العزف لأكثر من ساعة زرع حالة تذمر وسط جمهور جاء ليتلقى نتائج المسابقات التي أعلنت بعد ساعتين من بداية برنامج السهرة، حيث خصصت الساعة الأولى لعرض أزياء من مختلف مناطق الوطن، ثم الساعة الثانية للعزف ووصلت الجوائز ولم تجد جمهورا يحييها مثل الطبعات السابقة حيث منحت في "جو بارد" ليس الطقس ولكن فراغ القاعة وحالة الإستياء أفرغت السهرة من معناها. المدعوون العرب يغادرون وهران قبل النهاية منذ اليوم ما قبل الأخير من المهرجان والمدعوون العرب يغادرون الواحد تلو الآخر سواء فنانين أو صحافيين أو ضيوف الشرف. وكانت ليلى طاهر ومحمود قابيل أول المغادرين في اليوم الثاني، ليليها بعض المخرجين والممثلين لدرجة أن توزيع الجوائز يوم الإختتام لم يجد المتوجين لتسلم جوائزهم وكان التوزيع بالنيابة وكأننا في حفل جمعية خيرية، وكان من المغادرين أيضا عضوا لجنة تحكيم الأفلام الطويلة وهما كارمن لبس من لبنان وشريف منظور من مصر اللذان لم يحضرا رفقة البقية لإعلان النتائج وهو ما برره المدير الفني ب"العادي" لأنهما منحا رأيهما وغادرا، ولكن من تقاليد المهرجانات التي تحترم نفسها أن يلتزم كل واحد بما أسند إليه من دور حتى النهاية خاصة في لجان التحكيم. "زبانا" يخطف الجمهور و"حراقة بلوز" يحتج خطف الفيلم الجزائري "زبانا" جمهور وهران بصفة عامة وجمهور المهرجان بصفة خاصة عند عرضه يوم الأحد الماضي وهو آخر أيام المهرجان، ورغم أنه كان خارج المسابقة الرسمية إلا أن الجمهور فضل مشاهدته لدرجة أن قاعة السعادة بوهران إمتلأت بالجمهور بساعة قبل العرض لتبرهن مرة أخرى أن الجزائريين متعطشون ل "منتوج بلادهم" . و بنفس الجمهور عرض فيلم "حراقة بلوز" خلال اليوم الخامس من المهرجان، ولكن المخرج موسى حداد كان قد امتعض من عدم إدراج هذا العمل في المسابقة الرسمية وهذا ما فسره المدير الفني بأن العمل لا يندرج ضمن "الموجة الجديدة" . محافظة المهرجان قرأت كلمة الإختتام ولم يسمعها أحد في الوقت الذي قدمت فيه السيدة ربيعة موساوي كلمة الإختتام للطبعة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي، سادت الفوضى في القاعة كون الأغلبية غادروا والبقية وخاصة الصحفيين كانوا منشغلين بالحديث مع الفنانين ومنهم المتوجين بالجوائز، ولم ينتبه أحد لما قالته المحافظة التي كان من المفروض أن تقدم الكلمة في بداية الحفل كي تصل الرسالة. هوارية ب قالوا عن المهرجان المدير الفني مؤنس خمار تحضير الدورة السابعة كان تحديا بالنسبة لي حيث تزامن مع فترة الصيف ورمضان، كانت المدة قصيرة والأمر لم يكن سهلا. والأهم هو أن الأفلام عرضت حسب البرنامج ومخرجيها حضروا وناقشوا أعمالهم في القاعات، وأن المحاضرات نشطت وكل البرنامج تم احترامه و بالتالي فإن "المهمة جسدت كما ينبغي". ليس سهلا أن تحضر كل الوسائل للتكفل ب 300 شخص مشارك في المهرجان. ورغم هذا النجاح في مهمتي كمدير فني، لكن أفضل أن أكون مشاركا بأعمالي لأنني في الأصل مخرج وكل مخرج يتمنى عرض منتوجه على الجمهور، لكن إذا استدعت الضرورة مرة أخرى استدعائي للإدارة الفنية للمهرجان فأكيد لن أرفضها، لكن التحضير للمهرجان يتطلب وقتا طويلا. رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة أحمد راشدي الأفلام المشاركة في المسابقة للأفلام الطويلة، كانت نوعا ما فوق المستوى بقليل، ولا أدري لماذا القرار بإدراج فقط الأعمال الأولى أو الثانية للمخرجين ، مما جعل أعمال أخرى تقصى مثل فيلم مرزاق علواش "سطوح" كان ممكن أن يشارك في وهران ويتوج بجائزة، لكن لم نسجل مشاركة جزائرية مشرفة. و الحكم كان بناءا على الأعمال التي عرضت أمامنا ولسنا مسؤولون عن الإنتقاء. .رئيس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية حاجي نبيل الإدارة الفنية للمهرجان كانت مكرهة على قبول الافلام التي عرضت في الطبعة السابعة للمهرجان، فهناك تفاوت كبير في الأفلام، لكن الأهم أن المهرجان موجود ولابد من المحافظة على إستمراره، مع إعادة التفكير في كل أقسامه مستقبلا من أجل ترقيته من خلال إدراج أقسام أخرى تسمح بعرض أفلام أخرى خارج المسابقة للتعرف أكثر على تجارب الآخرين. رئيس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التونسي رضا الباهي كان عملنا جماعيا في اللجنة، وكنا نجتمع يوميا دون اختلافات في الآراء فكنا نجد أنفسنا بصوت واحد، أما بالنسبة للأفلام فهناك التي فرضت نفسها على اللجنة ولم أشعر أنا شخصيا بالخوف من النتيجة لقد فرضت نفسها وبإجماع أعضاء اللجنة.