حمياني: الباحثون عن مصالحهم الشخصية أفشلوا جهود التقارب اعترف، رضا حمياني، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، بوجود "صراع" خفي بين مسؤولي تنظيمات أرباب العمل، والتي حالت دون توحيد مواقفها، وأخرها فشل مبادرة إنشاء تنسيقية تضم كل منظمات الباترونا، وقال حمياني، بأن المصالح الشخصية وحرب "الزعامات" كان دائما السبب في فشل الجهود الرامية لتوحيد الرؤى ودخول لقاءات الثلاثية بصوت واحد يسمح بممارسة ضغط أكبر على الحكومة لتلبية مطالب المتعاملين الاقتصاديين. نفى رضا حمياني، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، أن يكون قد وقف ضد فكرة توحيد منظمات أرباب العمل، وإفشال مساعي توحيد الباترونا للدخول في اجتماع الثلاثية المقبل بموقف موحد، وقال حمياني، بان المنتدى عمل طيلة السنوات الأخيرة على تحقيق اكبر قدر متاح من الانسجام بين تنظيمات أرباب العمل، وقال بان تنظيمه، يقف إلى جانب كل المبادرات التي تهدف لتوحيد موقف الباترونا بالشكل الذي يسمح بالتأثير على القرارات التي تتخذها الحكومة والتي تخص المؤسسات. وتطرق حمياني، خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر المنتدى، للخلاف الذي تفجر خلال اللقاء الأخير لتنسيقية أرباب العمل، والذي كان وراء قرار انسحاب منتدى رؤساء المؤسسات من الاجتماع، وقال بان المنتدى قدم اقتراحاته وملاحظاته، والتي كان من المقرر أن تعرض للنقاش إلى جانب اقتراحات التنظيمات الأخرى للخروج بوثيقة موحدة لعرضها على الحكومة خلال اجتماع الثلاثية، وقال "تفاجئنا بعدم عرض مشروع تأسيس جمعية تضم منظمات أرباب العمل تحت اسم كنفدرالية أرباب العمل الجزائريين" والذي تقدم به رئيس الاتحاد الوطني للمستثمرين، عبد الوهاب رحيم، الذي طرح اسمه كرئيس للتنظيم الجديد والناطق باسمه بعد حصوله على موافقة من ممثلي جميع منظمات الباترونا الأخرى. واعتبر حمياني، بان الطريقة التي تم اعتمادها لتأسيس هذا التنظيم الجديد "طبعها التسرع في اتخاذ القرار"، موضحا بان القرار اتخذ دون استشارة أعضاء التنظيمات، وخارج الهياكل التابعة لكل تنظيم المخول لها اتخاذ، وأضاف "كلفت من أعضاء المنتدى للمشاركة في تنسيقية الباترونا لتحضير الثلاثية ولم أكلف للانخراط في تنظيم جديد باسم المنتدى". وانتقد حمياني، الطريقة التي تم اعتمادها من قبل المبادرين بهذا التكتل الجديد لأرباب العمل، وقال بان خطوة كهذه تتطلب دراسة معمقة ونقاش بخصوص الأهداف ووجهات النظر وبرامج ليعرف كل طرف ما هو دوره، وأعاب على أصحاب التنظيم الجديد عدم اخذ الوقت الكافي لاستشارة كل الأطراف الفاعلية في الساحة قبل الإعلان عنه. مشيرا أن الموافقة على إنشاء هذه التنسيقية والانضمام إليها يتطلب استشارة جميع الأعضاء، لأن إنشاء تنسيقية للباترونا "يعد بالمشروع الهام والجدي". وقال حمياني، انه رفض فكرة الاندماج في تنظيم موحد، موضحا بأنه ضد فكرة حل تنظيمات أرباب العمل الذوبان في هيكل جديد، وأضاف "قرار كهذا يكون محصلة مشاورات ومسار طويل وليس قرارا يطرح للتنفيذ"، واقترح حمياني حلا بديلا يتمثل في محافظة كل تنظيم على استقلاليته، مع العمل في الوقت ذاته على تنسيق المواقف خلال اجتماعات تعقد بشكل دوري، لبحث أرضية مطالب مشتركة. واعترف حمياني، بوجود صراع للسيطرة على تنظيمات أرباب العمل، وقال بان هذا صراع "زعامة" غير معلن بين مسؤولي مختلف التنظيمات، وطالب بوضع المصالح والطموحات الشخصية جانبا، والتي قد تقف عائقا أمام جهود توحيد منظمات أرباب العمل، وأشار بان كل المحاولات السابقة لجمع أرباب العمل فشلت بسبب هذه الصراعات الشخصية. واعتبر حمياني، بأن تنسيقية أرباب العمل، لا تضم في صفوفها كل الأطراف الفاعلة في الساحة الاقتصادية من مقاولين وأرباب العمل، مضيفا بان المنتدى يرفض أن يكون التنظيم الجديد سببا في اندلاع "حرب بين كتل ومواقع" بين رجال الأعمال، ما قد يفاقم المشاكل التي يواجهها أصحاب الشركات والمقاولين، مشيرا بان تنظيمه شارك في إعداد مقترحات خلال الاجتماعات السابقة، وسيكون حاضرا في لقاء الثلاثية للدفاع عن وجهة نظره واقتراح الأفكار التي يراها مناسبة لمعالجة المشاكل التي تعيق الاستثمار وتعكر مناخ الأعمال في الجزائر، مؤكدا بأن مشاركة المنتدى في الثلاثية المقبلة ستكون خارج إطار التنسيقية التي تم إنشاؤها. وأوضح ذات المسؤول، أن التحاق المنتدى بالتنسيقية جاء لخلق فضاء تشاوري حول المسائل الاقتصادية التي ستناقشها منظمات الباترونا خلال الثلاثية المقبلة، حيث قام المنتدى في هذا الإطار بتقديم مقترحات للحكومة لتحسين تسيير الاقتصاد الوطني. وقال بان المنتدى سيجد "طرق أخرى بديلة للتعبير عن مواقفه دون تكرار المطالب التي ستطرحها التنظيمات الأخرى المشاركة في الاجتماع".ونفى حمياني، أن يكون الخلاف العائلي بينه وبين رئيس نادي المستثمرين، عبد الوهاب رحيم (الزوج السابق لشقيقة حمياني) وراء قرار الانسحاب من التنسيقية، وقال حمياني، بان الخلاف العائلي "تم تجاوزه"، موضحا بأنه سيسعى لإيجاد تقارب ايجابي مع تنسيقية الباترونا مستقبلا.