حنون: تنظيم رئاسيات نظيفة سيجنب البلاد مخاطر تدبرها قوى أجنبية وضعت الأمينة العامة لحزب العمال عددا من الشروط قالت أنها كفيلة بضمان نزاهة و شفافية الانتخابات الرئاسية المقبلة و في مقدمتها إشراف لجنة وطنية واحدة مكونة من ممثلي المترشحين على كامل أطوار العملية، ودعت من قسنطينة أمس خلال لقاء لإطارات الحزب تحضيرا للمؤتمر الثامن إلى إعادة فتح المؤسسات الاقتصادية العمومية المغلقة، و فتح محلات الأروقة الجزائرية و أسواق الفلاح للتحكم في التجارة الفوضوية. زعيمة حزب العمال قالت أن تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة و نظيفة يمكنه أن يجنب البلاد مخاطر تستهدفها من القوى الإمبريالية و الشركات المتعددة الجنسيات و خاصة أن بلادنا أكبر دولة في أفريقيا تتربص بها تلك القوى التي تعاني أزمات متعددة في معاقل الرأسمالية، و عبرت الأمينة العامة لحزب العمال عن قناعتها بأن الاشتراكية لا تزال النموذج الصحيح القادر على تحقيق التنمية و الحفاظ على استقلال القرار السياسي و سيادة الدولة الوطنية. بالنسبة لمسؤولة الحزب التروتسكي تحتاج الرئاسيات المقبلة إلى تطهير القائمة الانتخابية و مراجعة قانون الانتخابات و ضمان تساوي حظوظ المرشحين، و فتح المجال أمام المناظرة السياسية ليتاح للناخبين الاختيار الحر و الواعي و المسؤول، و قالت أن مراجعة الدستور ينبغي أن تتم بنقاش شعبي واسع و أن يؤسس النص الجديد للجمهورية الثانية التي يمكن مع ذلك أن تولد بقرار من "حاكم مستنير" يبعث المسار التأسيسي للبلاد من جديد، بدل الحراك الشعبي، و دعت إلى تنظيم انتخابات تشريعية و محلية مسبقة لتجديد مؤسسات البلاد على أساس الشرعية الشعبية و الفصل بين السلطات و ضمان استقلال القضاء كليا و فعليا. و اعتبرت السيدة حنون أن حزبها لا يتفق تماما مع برنامج رئيس الجمهورية و إن كان يقبل البعض من النقاط المشتركة بين الطرفين، و وصفت البرلمان الحالي بأنه هش يفتقد لسلطة الرقابة على المال العام، مشيرة أن مسار الإصلاحات المعلن عنها قبل عام فشل تماما و على البلاد أن تتجه في ظل المحيط العالمي و الاقليمي نحو رؤية جديدة للمخاطر المحدقة بها لكي تحافظ على وجودها. الأمينة العامة لحزب العمال مرفوقة بالنقابيين أعضاء البرلمان من عدة ولايات بالشرق و عدد من المنتخبين المحليين و إطارات الحزب قالت أن التغييرات التي جاءت بها أحداث أكتوبر لا تزال ناقصة و قد حدث تراجع في بعض المجالات، و طالبت باستكمال مسار السلم و المصالحة الوطنية و معالجة القضايا العالقة منذ ثماني سنوات، بشجاعة سياسية تعيد فتح الملفات السياسية الناجمة عن مرحلة المأساة الوطنية. حنون قالت أن 05 أكتوبر صار عيدا وطنيا و قد تم فيه ما وصفته "بإعادة تأميم مركب الحجار و منجمي الونزة و بوخضرة" و هو ما يمنح مواقف حزبها المصداقية و قد اثبتت الأيام أن مواقفه كانت صحيحة عندما عارض الخوصصة و قانون المحروقات الذي عرضه"الخائن" شكيب خليل على حد وصف لويزة حنون لوزير الطاقة و المناجم السابق. حزب العمال يستعد لعقد مؤتمره الثامن في نوفمبر القادم و قد عمل على التحالف مع الإتحاد العام للعمال الجزائريين و يدعم مساعي و مطالب بقية النقابات في رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون الى 28 ألف دينار تدريجيا و كذا العمل برخصة الاستيراد للحفاظ على الانتاج الوطني، و مواصلة التوجه الاقتصادي الحالي بالحفاظ على الملكية العامة لوسائل الإنتاج الكبرى و نسبة 51 بالمئة للدولة في كبريات المؤسسات الاقتصادية، كما دعت حنون إلى منظومة جبائية عادلة بترسيم ضريبة على الثروة قائلة أن "الموظفين و المتقاعدين يدفعون وحدهم الضريبة بينما ألفي ميلياردير في الجزائر لا يدفعون شيئا"، و قالت أن "كل الدول تأخذ ضريبة على الثروة كأساس للتضامن الوطني و لتحقيق الإنصاف في الجباية بين المواطنين". حنون دعت أيضا الى مراجعة النظام التعليمي و العودة إلى الأمر المؤرخ في 1976 المتعلق بالتربية و التعليم و إلى التخلي عن نظام "الألمدي" في الجامعات قائلة أن تلك الإصلاحات تم املاؤها على الجزائر من القوى الإمبريالية. و اعتبرت حنون ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تتعامل مع الجزائر بنفاق وفق سياسة "حديدين في النار" حيث يكرر السفير الامريكي القول ان بلادنا شريك مهم في محاربة الإرهاب و دولة محورية في شمال إفريقيا و لها مقدرات كبيرة و طاقات طبيعية وبشرية هائلة، بينما لا يكاد يمر اسبوع دون أن يجري عقد نقاش في واشنطن حول الاستثناء الجزائري و التساؤل عن سبب بقاء الجزائر بعيدة عن موجات الربيع العربي بل و توجه بعض الدوائر حسب حنون الاتهام للبلاد بأنها مركز للجماعات الإرهابية و قالت أن تعزيز القدرات الأمريكية العسكرية في قاعدتين للمارينز بإسبانيا و إيطاليا جاء للتدخل في دول شمال افريقيا و من ضمنها الجزائر على لسان المسؤولين الأمريكيين أنفسهم. ووصفت حنون ما يجري في سوريا بأنه تركيز كبير للسياسة الإمبريالية الأمريكو- أوروبية التي تريد بالقوة إعادة رسم خريطة المنطقة. ع.شابي