بوركينافاسو (3) = الجزائر (2) الحكم هزم الخضر وحسم التأهل سيكون في البليدة احتفظ المنتخب الوطني بحظوظه في التأهل إلى مونديال البرازيل قائمة و بنسبة كبيرة رغم الهزيمة التي مني بها في واغادوغو على يد منتخب بوركينافاسو، في مباراة كان فيها " الخضر " ضحية قرارات تحكيمية، لأن الحكم الزامبي سيكازوي تجرد من سلطته و خضع لتعليمة مساعده الموزمبيقي ليعلن عن ضربة جزاء خيالية في اللحظات الأخيرة، حارما بذلك النخبة الجزائرية من تعادل منطقي و مستحق، لأن تسجيل هدفين في " واغا " من شأنه أن يعبد الطريق للمنتخب الوطني نحو البرازيل، مادامت الهزيمة المسجلة بالإمكان تداركها في موقعة البليدة، على إعتبار أن تشكيلة حليلوزيتش قدمت مردودا طيبا خاصة من حيث العطاء الهجومي. المقابلة عرفت دخول العناصر الوطنية مباشرة في صلب الموضوع، و ذلك بتحكمها في منطقة وسط الميدان بالإعتماد على كل من مجاني، يبدة، فغولي و تايدر، مع فرض ضغط طفيف على " الخيول " البوركينابية في منطقتها، الأمر الذي منح أفضلية نسبية للمنتخب الجزائري في الإستحواذ على الكرة، و أعطى بوقرة و رفاقه المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات، رغم أن هذه السيطرة لم تقابلها الجرأة الهجومية المطلوبة، لأن حليلوزيتش بنى خطته التكتيكية على مهاجم وحيد صريح، و هو سليماني الذي كان معزولا وسط دفاع بوركينافاسو، على إعتبار أن سوداني كان مكلفا بصنع الخطر على مستوى الجهة اليسرى بالتنسيق مع تايدر، لأن كل الحملات الهجومية للنخبة الوطنية كان مصدرها سوداني، إلا أن سليماني كافح بإستعمال بنيته المرفولوجية القوية أمام كوني، و لو أنه كان قريبا من هز الشباك في الدقيقة 16 بعد إرتباك كبير في محور دفاع " الخيول " حيث كان سليماني على مرمى حجر من إفتتاح باب التسجيل لولا تدخل المدافع كوفي في آخر لحظة و أبعد الكرة إلى الركنية.إلى ذلك فقد كان رد فعل البوكينابيين محتشما و إقتصر على بعض القذفات من خارج منطقة العمليات، خاصة عن طريق جاكاريجا كوني، في ظل المراقبة اللصيقة التي فرضها بوقرة و بلكلام على كل من بيترويبا و ناكولما، في الوقت الذي واصل فيه تايدر و سوداني صنع الخطورة على مستوى الجهة اليمنى من دفاع بوركينافاسو، إلا ان بقاء سليماني معزولا حال دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى دياكيتي، رغم أن سليماني كان قريبا من إفتتاح مجال التهديف في الدقيقة 22 بعد تردد في إبعاد الكرة، لكن بيترويبا تحول إلى مدافع و اخرج الكرة إلى ركنية. " فيزيونومية " المقابلة تغيرت نسبيا مع حلول الدقيقة 25، حيث تراجع مردود العناصر الوطنية مقارنة بما كان عليه في بداية الشوط الأول، الأمر الذي سمح لمنتخب بوركينافاسو بالخروج من قوقعته و نقل الخطر إلى منطقة مبولحي، سيما و أن المنتخب الجزائري تقوقع في منطقتي الوسط و الدفاع، لكن بيترويبا وظف مهاراته الفنية العالية بالتوغل عبر التمريرات القصيرة بالتنسيق مع ناكولما و كوني، في حين كان رد فعل " الخضر " عن طريق بعض المرتدات الهجومية، و التي طالب على إثر إحداها فغولي في الدقيقة 39 بضربة جزاء، بعد الإحتكاك الجسماني الذي كان له داخل منطقة العمليات مع أحد مدافعي بوركينافاسو لكن الحكم الزامبي سيكازوي أمر بمواصلة اللعب. بعد ذلك بدقيقتين أعلن الحكم عن ضربة جزاء لصالح المنتخب البوركينابي إثر العرقلة الواضحة التي تعرض لها بيترويبا داخل منطقة العمليات من بلكلام، و هي الضربة التي تولى تنفيذها بونكي و نجح الحارس مبولحي في التصدي لها ببراعة، و هي اللقطة التي لم تؤثر كثيرا على معنويات " الخيول " خاصة النجم بيترويبا الذي كان صانع هدف السبق في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول، براسية محكمة مستغلا سوء تموقع المدافع مصباح. " السيناريو " غير السار الذي عرفته نهاية المرحلة الأولى شحنت العناصر الوطنية في النصف الثاني من عمر اللقاء، لأن فغولي و رفاقه دخلوا الشوط الثاني بوجه مغاير و فرضوا ضغطا مكثفا على منطقة منتخب بوركينافاسو، و هو الضغط الذي أتى بثماره بعد مرور 5 دقائق فقط من إستئناف اللعب، حيث تمكن فغولي من تعديل النتيجة بطريقة فنية رائعة، بقذفة يسارية من داخل منطقة العمليات إستقرت من خلالها الكرة في الزاوية البعيدة لمرمى دياكيتي الذي إكتفى بمتابعة الكرة و هي تسكن مرماه بعد عمل ثنائي بين فغولي و سليماني. النجاح في تعديل النتيجة لم يحد من عزيمة " الخضر " و إصرارهم على العودة بفوز، بدليل الهجومات الخطيرة التي قادها سليماني و رفاقه، و قد أهدر سوداني فرصة ثمينة لترجيح الكفة في الدقيقة 52، عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس دياكيتي لكن قذفته إصطدمت بساق الحارس البوركينابي، ليتكرر نفس السيناريو بعد ذلك بدقيقتين مع سليماني الذي كان قريبا من إضافة الهدف الثاني لولا براعة الحارس دياكيتي، كما فوت سليماني على المنتخب الوطني فرصة ذهبية لمضاعفة النتيجة إلا أن الحارس المحلي أنقذ مرماه من هدف محقق. المد الهجومي للخضر قابله البوركينابيون بالدفاع و الإعتماد على المرتدات الهجومية، و التي نجح على إثر إحداها جاكاريجا كوني في ترجيح كفة " الخيول " في الدقيقة 65 بعد مراوغته للمدافع مهدي مصطفى و إيداع الكرة في الشباك مستغلا سوء تموقع الحارس مبولحي.فرحة البوركينابيين بهذا الهدف لم تدم سوى 4 دقائق لأن المنتخب الجزائري تمكن من تعديل النتيجة في الدقيقة 69 براسية محكمة بعد تنفيذ ركنية على الجهة اليمنى من تايدر، لتعود الأمور إلى نصابها، مع إرتباك " الخيول " في الدقائق المتبقية من عمر المواجهة، لكن المردود البدني للعناصر الوطنية تراجع بفعل الحرارة و الرطوبة، لتأتي الدقيقة 85 بقرار من الحكم المساعد الثاني الذي أشار إلى ضربة جزاء بعد إصطدام الكرة بذراع المدافع بلكلام على مشارف منطقة العمليات، و هو القرار الذي أعلن على ضوئه الحكم الرئيسي سيكازوي عن ضربة جزاء لبوركينافاسو تولى تنفيذها بونكي و سجل إثرها الهدف الثالث للخيول. الدقائق المتبقية من عمر المباراة شهدت توجه العناصر الوطنية صوب الهجوم في محاولة لتعديل النتيجة، الأمر الذي ترك مساحات كبيرة في الدفاع، و التي كاد على إثرها بيترويبا في إضافة الهدف الرابع في الوقت بدل الضائع، لتنتهي المقابلة بتفوق بوركينافاسو بأضعف فارق، و بنتيجة تبقي مصير تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل معلقا على مباراة العودة المقررة بعد نحو شهر بالبليدة. صالح فرطاس ***************** قالوا عن اللقاء **************** * سعيد بلكالام نتيجة ليست مخيبة وسنتداركها في العودة " أعتقد بأننا أدينا دورنا على أكمل وجه، رغم بعض الأخطاء الناتجة عن الضغط الكبير الذي عرفته المباراة. وبدون مبالغة أقول بأن هذه النتيجة ليست مخيبة بالنظر للعوامل المحيطة باللقاء وكذا هدية الحكم بمنحه ضربة جزاء خيالية للمنافس، حيث لم المس الكرة بيدي بل الكرة هي التي ارتطمت بصدري خارج منطقة العمليات. ومهما يكن، فإن هذه الخسارة لن تحد من طموحاتنا أو تنال من عزيمتنا، إذ يكفينا تسجيل هدفا واحدا لضمان التأهل أمام جمهورنا، وبكل تأكيد أثبت المنتخب الوطني بأنه في الطريق الصحيح، وبإمكانه التحسن وتدارك النتيجة". * مجيد بوقرة تسجيل هدفين خارج الديار أمر مهم و أتأسف لضربة الجزاء الخيالية " هذه النتيجة لا تعكس فيزيونومية اللقاء وذلك بعد الوجه الطيب الذي أظهره منتخبنا ما يؤكد بأنه في المنحى التصاعدي من حيث المردود، والروح التنافسية. شخصيا أعتقد بأننا نستحق التعادل ولولا الأخطاء التحكيمية خاصة ضربة الجزاء التي تعد هدية من مساعد الحكم لكنا قد حققنا ما كنا نصبو إليه. ورغم ذلك، لنا القدرة الكافية على التدارك في مواجهة الإياب وبكل تأكيد سنتأهل إلى المونديال. شخصيا ارى بأن تسجيل هدفين خارج الديار امر مهم جدا وهو ما يعكس الجرأة الهجومية التي صار يتحلى بها الخضر. كما أننا ادينا مباراة بطولية سيما في الشوط الثاني، حيث تحدينا بعض الظروف". * جمال مصباح علينا نسيان هذه النتيجة والتفكير في لقاء العودة " علينا نسيان هذه النتيجة لأنها لن تحد من طموحاتنا، أو ترهن حظوظنا في التأهل، لذلك علينا التفكير في مواجهة الإياب والتحضير لها بالجدية المطلوبة ولدينا القدرة اللازمة على تدارك التأخر واقتطاع تأشيرة التأهل. صراحة تأثرنا كثيرا بعامل الحرارة والضغط الكبير للمباراة، ولو اننا عرفنا كيف نتحكم في أطوار اللقاء وظهرنا بوجه طيب. كما أنه يجب التذكير بأن التحكيم لم يكن في يومه خاصة بالنسبة لضربة الجزاء التي اعتبرها هدية، في وقت كانت المجموعة متماسكة، وأدت دورها بالكيفية المطلوبة رغم الهزيمة بفارق هدف واحد". رصدها: م مداني * نور الدين قريشي: واجهنا فريقا قويا وفارق هدف واحد سنتداركه " لقد واجهنا فريقا قويا ومنظما في كافة خطوطه، ولديه فرديات لامعة سببت لنا متاعب كبيرة. خسارتنا بفارق هدف واحد لا يمكن أن تكون عائقا امام ترجمة طموحاتنا، حيث نملك الإمكانيات الضرورية لتدارك هذه الهزيمة في لقاء الإياب خاصة وان حظوظنا ظلت قائمة. المباراة على وجه العموم عرفت ضغطا كبيرا، وكان بإمكاننا تحقيق نتيجة افضل واحسن لو لا بعض الهفوات وغياب الفعالية والنجاعة في خط الهجوم، ولو أن تسجيل هدفين خارج القواعد يعد حافزا لخوض مواجهة الإياب في ظروف جيدة ودون أي ضغط. صحيح أننا جانبنا نتيجة التعادل لو لا أخطاء الحكم بمنحه ضربة جزاء خيالية للمنافس، لكن علينا استخلاص العبر من هذه المباراة حيث سنعمد على معاينة شريط اللقاء لدى عودتنا إلى الجزائر لرصد الهفوات والأخطاء ومحاولة تصحيحها. أشكر اللاعبين على شجاعتهم ومقاومتهم وأعد الجمهور بأن لقاء العودة سيكون مغايرا وحفلا كبيرا للتأهل". م مداني * براما تراوي(مساعد مدرب بوركينا فاسو): نتيجة تضمن لنا التأهل بنسبة كبيرة " إن هذا الفوز يعد مكسبا كبيرا لنا حيث سنسعى للحفاظ عليه في لقاء العودة بالجزائر، واعتقد بأنه كان بإمكاننا تحقيق نتيجة عريضة لو لا بعض الأخطاء الدفاعية التي كلفتنا هدفين بطريقة سذجة جدا، ولو اننا سنسعى لرفع التحدي في الإياب. صراحة واجهنا فريقا قويا شكل لنا مشاكل كبيرة، لكن كنا الأقوى حضورا وتنظيما على أرضية الميدان، حيث ضيعنا عديد الفرص وحتى تضييع ضربة الجزاء لم تؤثر على معنويات اللاعبين الذين واصلوا المباراة بشجاعة كبيرة. هذه النتيجة من شأنها أن تعبد لنا طريق التأهل". م مداني إشارات الحكم المساعد تنبيهية فقط الزامبي سيكازوي يتجرد من سلطة القانون الخامس و يهدي بوركينافاسو الفوز شذ الحكم الزامبي جاني سيكازوي في إدارته لمباراة المنتخبين الجزائري و البوركينابي أمس عن المواصفات التي ظل يشتهر بها منذ حصوله على الشارة الدولية قبل 3 سنوات، لأن التمعن في سيرته يسمح للوهلة الأولى بالوقوف على قضية عدم إعلانه عن الكثير من ضربات الجزاء، بدليل أنه لم يصفر سوى ضربة جزاء واحدة في 20 مقابلة دولية كان قد أدارها خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2010 و 2012، لكنه و في ظرف 90 دقيقة أعلن عن ضربتي جزاء لصالح منتخب بوركينافاسو، مقابل حرمانه المنتخب الجزائري من ضربة جزاء شرعية. سيكازوي و إن كان " ديبلوماسيا " إلى أبعد الحدود في طريقة إدارة لمباراة الأمس فإنه غض البصر عن ضربة جزاء لسفيان فغولي في الدقيقة 39 بعد الإحتكاك الجسماني الذي تعرض له من طرف أحد مدافعي المنتخب البوركينابي داخل منطقة العمليات، و نص المادة 14 يمنح الأفضلية للمهاجم في مثل حالات فغولي، و هو القرار الذي يمكن إعتباره بمثابة واحد من أهم منعرجات اللقاء. إلى ذلك فقد تجرد سيكازوي من السلطة التي منحها إياه القانون الخامس، و المتعلقة أساسا بإتخاذ القرارات، لأن القانون السادس لا يمنح أي سلطة للحكم المساعد لإتخاذ قرار معين، و إشارات المساعد تبقى إستشارية و تنبيهية فقط، لكن الحكم الزامبي أخذ في الحسبان بإشارة مساعده الموزمبيقي مارانغولا أرسينيو بخصوص إصطدام الكرة بذراع المدافع بلكلام، ليعلن عن ضربة جزاء خيالية، على إعتبار أن بلكلام كان خارج منطقة العمليات لحظة إصطدام الكرة بذراعه، فضلا عن كون اليد كانت ملتصقة بالجسد، و اللمس لم يكن متعمدا، و مع ذلك فإن سيكازوي تملص من سلطته و راعى إشارة مساعده لتغطية سوء تموقعه، بحكم أنه كان بعيدا عن اللقطة و زاوية الرؤية كانت مناسبة للحكم المساعد، الأمر الذي جعله ينساق وراء الخطأ دون ملاحظة حتى المكان الذي وقف فيه لمس الكرة. بالموازاة مع ذلك فقد تجرد الزامبي سيكازوي من " ميزة " كثرة إشهار البطاقات، لأنه إكتفى أمس بإستعمال البطاقة الصفراء في 3 مناسبات، رغم أن بعض الأخطاء من الجانبين كانت تستحق الإنذار، ليكون المنتخب الجزائري ضحية قرارات تحكيمية خاطئة، خاصة الحرمان من ضربة جزاء لا غبار عليها لفغولي مقابل منح " هدية " للبوركينابيين بتصفير ضربة جزاء خيالية رجحت كفتهم قبل لقاء العودة.