ارتفاع جنوني في أسعار البيض يشهد سوق البيض عبر كامل التراب الوطني ارتفاعا جنونيا في الأسعار بمجرد مرور فترة قصيرة على استقرار بورصة الدجاج، ما تسبب في ندرة حادة على مستوى الأسواق المحلية بعد أن عمد تجار للمواد الغذائية إلى مقاطعتها منذ أزيد من 15 يوما، في وقت توجه أصابع الاتهام نحو المربين و المصالح الفلاحية التي وصفت بعجزها عن التحكم في السوق. فبعد الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم البيضاء و الدجاج خصيصا و عودتها للاستقرار مؤخرا، فإن العدوى انتقلت إلى أسعار البيض التي تشهد منذ أزيد من شهرين ارتفاعا مستمرا بلغ خلال الأيام الأخيرة أعلى مستوياته، بعد أن أصبحت البيضة الواحدة تباع مقابل 15 دينارا، بدلا من 7 أو 8 دنانير على الأكثر خلال الأيام العادية، علما أن علبة البيض قد ارتفع سعرها من 240 دينار منذ فترة، إلى 330 دينار في الوقت الحالي. و قد تسبب هذا الارتفاع الذي يصفه المواطنون بالمفاجئ في ندرة حادة لهذه المادة على مستوى الأسواق المحلية منذ أزيد من 15 يوم، و ذلك عقب اتخاد عدد كبير من التجار بولايات مختلفة كبومرداس، قسنطينة، و سكيكدة لقرارات ارتجالية معلنين من خلالها عن مقاطعتهم للمتاجرة بهذه المادة بعد أن باتت أسعارها تنفر الزبون، و بعد أن توقف بعض تجار الجملة المتخصصين فيها عن جلبها للمحلات بحجة غلائها. و فيما يرى بعض التجار بأن الأسباب تبقى مجهولة بالنسبة إليهم لعدم تقديم تفسيرات من أي من الجهات المعنية، فإن آخرين أرجعوا الأمر إلى تزايد الطلب على البيض خلال هذه الفترة و بكميات ضخمة بالنظر لاستهلاكه الواسع على مستوى المطاعم المدرسية و حتى الإقامات الجامعية، مشيرين إلى أن الأوضاع تنقلب إلى العكس خلال فصل الصيف أين يتزايد الإنتاج و العرض مقابل انخفاض و استقرار نسبي في الأسعار يجعل اقتناء هذه المادة في متناول الجميع. أما بالنسبة لتجار الجملة المتخصصين في البيض، فيقولون بأن ارتفاع أسعار الدجاج مؤخرا، قد دفع بالكثيرين لاستثمار الوضع و القيام بذبح الدجاج البيوض من أجل بيعه بأسعار عالية، ما تسبب مع مرور الوقت في تقلص عدد هذا النوع من الدجاج بشكل كبير و بالتالي نقص انتاج البيض. و يقول مصدر مسؤول بشعبة تربية الدواجن على مستوى الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة، بأن ندرة الدجاج البيوض وراء الأزمة التي لم تسجل منذ وقت طويل وسط الاستهلاك الواسع للبيض لكونه المصدر الأرخص لعنصر البروتين بالنسبة للجزائريين، مضيفا بأن للفوضى التي يعرفها سوق اللحوم البيضاء في السنوات الأخيرة تأثيرا مباشرا على ذلك أيضا، محملا المصالح الفلاحية المسؤولية في ذلك، بعد أن اتهمها بتخليها عن دورها في ضبط السوق و وضع حد لمن أسماهم بدخلاء المهنة الذين باتوا يشكلون خطرا على صحة المستهلك أكثر من الخطر الذي لحق مربي الدواجن المهنيين الذين تقلص عددهم لأكثر من النصف، تاركين الساحة لغير المهنيين الذين باتوا المتحكم الرئيسي في السوق الوطنية ككل. رئيس اتحاد التجار و الحرفيين الجزائريين صالح صويلح، أرجع السبب في تصريح «للنصر» إلى عدم القدرة على التحكم في السوق من جهة، و إلى قانون العرض و الطلب من جهة ثانية، حيث تحدث عن المربين الذين قال بأنهم يتلاعبون بالسوق منذ سنوات طويلة، ضاربا المثل بأسعار الدجاج بعد أن قفز الكيلوغرام منها من 200 دينار قبل شهر رمضان إلى أكثر من الضعف خلال الشهر، مؤكدا في الأخير بأن اتحاد التجار كتنظيم لا يملك سلطة للتدخل من أجل ضبط السوق التي قال بأنها مسؤولية وزارة الفلاحة بالدرجة الأولى. إ.زياري