تشهد أسعار الدجاج ارتفاعات قياسية في سائر الأسواق الوطنية، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 450 دينار، في ظاهرة غير مسبوقة برغم كل الأحاديث التي ظلت السلطات تلوكها بشأن تسقيف الأسعار، في وقت فسّر باعة الدجاج هذه الظاهرة السابقة من نوعها، بندرة محسوسة في الدواجن فضلا عن تراجع أعداد المربين. في جولة قادت "السلام" عبر عدد من أسواق العاصمة، بومرداس والبليدة، برز لهيب أسعار الدجاج الذي أضحى يتراوح بين 400 و450 دينار للكيلوغرام بالنسبة للدجاجة المفرغة، بالمقابل قفزت أسعار الديك الرومي إلى 850 دينار للكيلوغرام، وأرجع جل التجار ارتفاع أسعار الدجاج التي بلغت ذروتها إلى تراجع العرض الناجم عن تخلي العديد من مربي الدواجن عن نشاطهم . الغريب أنّ ما يحدث أتى أسبوعا بعد إعلان الحكومة عن إعفاء ضريبي موسّع استفاد منه مربو الدجاج والبيض الموجه للاستهلاك والمنتج في الجزائر من الرسوم على القيمة المضافة، كاستمرار لسلسة الإعفاءات الضريبية والجمركية التي أطلقت مؤخرا لفائدة المنتجات المندرجة ضمن أغذية الدواجن كخطوة تهدف لإخماد لهيب أسعار لحوم الدواجن في السوق الوطنية . وحسب فاتح وهو تاجر جملة، فإنّه يقتني الطير الداجن بسعر 227 دينار ويعيد بيعه لتاجر التجزئة ب330 دينار للكيلوغرام، ملاحظا أنّ هناك نقصا فادحا لهذا المنتوج في السوق ناجم عن تخلي العديد من المربين عن نشاطهم ولو بشكل مؤقت وذلك خوفا من تكبد خسائر كبيرة. ويواجه فرع تربية الدواجن الذي يشغل 300.000 شخص من بينهم 100.000 بصفة مباشرة، ارتفاع نسبة هلاك الطيور الداجنة وقدم الحظائر التي يبقى مردودها ضئيل إذ تقل قدرة 85 بالمائة منها عن 5 آلاف دجاجة. وأكد تجار ل"السلام" أنّ عددا كبيرا من المربين يملكون حظائر قديمة لا تتوفر على المعايير المطلوبة، وحسب شادي فإنه من المنتظر أن تستقر أسعار الدجاج بحلول شهر فيفري، مشيرا إلى تسجيل طلب كبير على الصوص، في وقت لاحظ متعاملون أنّ هناك مؤشرا هاما للغاية فيما يخص اللحوم البيضاء، مثلما هناك طلب كبير على الصوص ويفترض أن تستقر أسعار الدجاج قريبا. واستنادا إلى بيانات الديوان الوطني للإحصائيات، فإنّ أسعار اللحوم البيضاء عرفت خلال الفترة القليلة الماضية زيادات ب14.05 بالمائة بالنسبة للدجاج، أي أكثر بنظيراتها في صورة 4.81 بالمائة بالنسبة للحم البقر، فضلا عن 4.02 بالمائة بالنسبة للحم الغنم. اختلالات الإنتاج ستفرز ندرة حادة وفي تصريحات خاصة ب"السلام"، لاحظ الطاهر بولنوار المتحدث باسم اتحاد التجار والحرفيين أنّ ما يحدث في قطاع الدواجن ناجم عن نقص في العرض، ما سيولد ندرة حادة في السوق خاصة وأن سعر الدجاج قد بلغ عن المربين 270 دينار، ويرى ذات المتحدث أن الأسعار لن تنخفض حتى مع نهاية فيفري وبداية مارس. كما اعتبر بولنوار في تصريح ل"السلام" أن من بين الأسباب التي أدت إلى ارتفاع سعر اللحوم البيضاء في السوق يعود بدرجة الأولى إلى الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع المنتجين، وذلك بتغليب عمليات الاستيراد على عمليات الإنتاج الوطني، كما أن ازدياد في الهوة بين العرض والطلب ضاعف الأزمة، خاصة وأن الطلب الوطني يصل إلى قرابة 350 ألف طن في حين أنّ الإنتاج لا يتعدّ 250 ألف طن. وألقى بولنوار باللائمة على السلطات بحكم أنّ التسهيلات الممنوحة للمستوردين، دفعت كثيرا من المربين للتخلي عن النشاط، بجانب الارتفاع في كلفة أسعار مواد تغذية الأنعام، علما أنّ 80 بالمائة من هذه المواد مستوردة كالصويا وبذور الذرة. كما عزا بولنوار انخفاض إنتاج الدواجن بالجزائر إلى اعتماد المنتجين على طرق تقليدية بدل عصرية، مقحما معطى التوسع العمراني الذي قلص في عدد المزارع المخصصة لتربية الدجاج، خاصة في المدن الكبرى كالعاصمة، وهران، عنابة وسطيف.