كومندوس سعدان أمام أصعب إمتحان يلعب المنتخب الوطني سهرة اليوم أهم و أصعب مباراة في الدورة السابعة والعشرين من"الكان" لمواجهته العملاق الايفواري الذي يرشحه المتتبعون لزعامة القارة الافريقية مطلع العام الجديد في مباراة غير قابلة للقسمة على اثنين وتحتم مرور منتخب واحد للمربع الذهبي. الخضر وببلوغهم ربع النهائي سيتواجدون في وضع مغاير تماما، حيث لا مكان للحسابات ولا للتفكير في الاستدراك خارج مباراة اليوم الفاصلة، ما يرشح الموعد لأن يكون قمة في الندية و السيسبانس، بين منتخبين موندياليين يسعى كل منهما لإثبات علو كعبه على حساب الآخر، ودفعه نحو بوابة الخروج في أكبر وأخطر منعرج من المنافسة القارية. ورغم أن كل الترشيحات تصب في رصيد الفيلة الايفوارية المتأهلة لثاني مرة على التوالي للمونديال ومنشطة نهائي "كان"مصر ثم نصف نهائي دورة غانا، ولضمها ترسانة من النجوم العالمية بقيادة ديديي دروغبا، إلا أن منتخبنا الوطني أكد بأنه يهوى التحديات ويكبر كلما كبر المنافس والرهان، فقد تأهل إلى المونديال والى هذه الدورة بتسيده مجموعة نارية ضمت المرشح الأبرز، المنتخب المصري بطل إفريقيا في النسختين السابقتين و منتخب زامبيا وكلاهما تأهل إلى ربع نهائي الدورة الجارية، ونجا زياني ورفاقه من كمين مالي في منعرج الدور الأول بعد أن أسقطتهم مالاوي من علو شاهق، ليدخلوا موعد اليوم بمعنويات تعانق السحاب وبرهان على مجموعة متكاملة ومتضامنة يقودها شيخ هادىء ومحنك يعرف من أين تهزم المنتخبات. مباراة اليوم التي يحتفل على إثرها منتخب ويمتطي آخر الطائرة، ستلعب على المكشوف بعد أن وقف كل طرف على إمكانات الآخر، فالشيخ سعدان صرح صبيحة أمس أنه يعرف جيدا المنافس الايفواري ودرس أسلوب لعبه، ويعلم جيدا انه لم ينهزم على مدار 23 مقابلة ويعتمد على مجموعة شاركت في مونديال ألمانيا ونشطت النسختين السابقتين للكان، والناخب حليلوزيتش أكد في ندوة صحفية أول أمس أن المنتخب الجزائري صار كتابا مفتوحا بعد أن عاين مرارا وتكرارا لقاءات الخضر في التصفيات وفي الكان، وأضاف "يستحق المنتخب الجزائري الاحترام لأنه أطاح بمصر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ستكون مقابلة صعبة للغاية فالفريق الجزائري منظم بشكل جيد ويتميز بالصلابة" وما يزيد من صعوبة المهمة اليوم سوء أرضية الميدان و الرطوبة العالية التي أثارت مخاوف سعدان رغم برمجة اللقاء في السهرة، علاوة على هاجس الإصابات حيث يخيم الشك حول مشاركة الحارس شاوشي وزميله عامر بوعزة بعد أن تأكد غياب بزاز و صايفي، وفي الجهة المقابلة سيستفيد كوت ديفوار من جميع لاعبيه بإستثناء المعاقب إيبوي.ومع ذلك زف لاعبونا رسائل مطمئنة للمحبين بتأكيدهم أن الضغط سيكون على المنافس وأن الترشيحات على الورق لا تعني شيئا فوق المستطيل الأخضر، أين ستكون لكومندوس سعدان كلمة يتمناها كل الشعب الجزائري أن تكون هي العليا، سيما وأن روح أم درمان لا تزال تسكن المجموعة. وفي انتظار ذلك فالمنتخب حقق الهدف الأولي وكل ما هو آت بمثابة "البونيس" والتحضير الجدي والجاد للمونديال.