6 سنوات نافذة لشابين جردا "فرودير" من سيارته و رمياه على حافة الطريق بعنابة أصدرت ظهيرة أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة حكما بالسجن النافذ لمدة 6 سنوات في حق عنصرين من عصابة متخصصة في سرقة السيارات قامت بترصد كهل و خططت لسرقة سيارته ،بعدما طلبا منه إيصالهما إلى مقر شركة أشغال الري الكبرى الكائن بحي أول ماي ببلدية البوني، قبل أن ينفذا خطتهما في الطريق، حيث جرداه من مركبته و تركاه مرميا على حافة الطريق، في الوقت الذي إستفاد فيه عنصر ثالث من إجراءات التخفيف لعدم مشاركته بطريقة مباشرة في العملية، و سلطت عليه عقوبة الحبس غير النافذ. القضية تعود وقائعها إلى منتصف شهر نوفمبر من السنة الفارطة، عندما خطط المتهمان (أ – ح ) و (ع – م) لعملية سرقة تستهدف سيارة يمتلكها رجلا في الخمسينيات من العمر، خاصة و أنه يستغلها لمزاولة نشاط " فرودير " بوسط مدينة عنابة، و قد إتصلا به و إتفقا معه على تحويلهما إلى مقر إحدى الشركات الكائن بحي أول ماي المعزول التابع إداريا لبلدية البوني، و كان ذلك قبيل آذان صلاة العصر، لكن الأمور أخذت بعدا مغايرا في منتصف الطريق، حيث قاما بتهديد السائق و إرغامه على النزول من السيارة تحت طائلة التهديد بإستعمال خناجر و سكاكين، مع القيام برميه على حافة الطريق و الفرار على متن المركبة إلى وجهة مجهولة، و قد عثر بعض المارة على الضحية في وضعية نفسية صعبة على مقربة من الطريق الوطني رقم 44 في شطره المؤدي إلى بلدية برحال، حيث قام بإخبارهم تفاصيل الحادثة، مع التقدم بشكوى رسمية في أمسية نفس اليوم لدى مصالح الأمن. هذا و قد تنقل المتهمان برفقة عنصر ثالث ينحدر من ولاية قالمة لقضاء سهرتهم بإحدى الملاهي الليلية بأعالي الكورنيش العنابي مستعملين السيارة المسروقة، و عند عودتهما في حدود الساعة الرابعة من فجر اليوم الموالي حاولت أعوان الشرطة توقيفهم على مستوى نقطة التفتيش الثابتة بحي الميناديا، لكن سائق السيارة رفض الإنصياع إلى تعليمات أعوان الشرطة و إخترق الحاجز الأمني بسرعة جنونية، الأمر الذي جعل وحدات الأمن تشن حملة مطاردة، نجحت على إثرها في توقيف السيارة، و كان على متنها 3 شبان مخمورين حد الثمالة، و عند تفتيشهم عثر بحوزتهم على أسلحة بيضاء، ليتبين أثناء التحقيق معهم بأن المركبة المستعملة مسروقة و كانت محل بلاغ من طرف الضحية، رغم أن عنصرا من بين الموقوفين حاول التأكيد على أنه إستأجرها من وكالة بولاية قالمة، و قدم إلى عنابة لقضاء سهرة في الملاهي مع صديق له. خلال جلسة المحاكمة حاول المتهمان الرئيسيان إنكار الأفعال التي نسبت اليهما، سيما منها ما يتعلق بعملية سرقة السيارة تحت طائلة التهديد بإستعمال أسلحة بيضاء، في حين أكد المتهم الثالث بأنه لم يكن يعلم إطلاقا بعملية السرقة التي إستهدفت السيارة، و هي الأمور التي أكدها الضحية في تصريحاتهم أمام هيئة المحكمة، لتلتمس على إثرها النيابة العامة عقوبة 15 سجنا نافذا و غرامة مالية بقيمة 200 مليون سنتيم في حق المتهمين الرئيسيين، مقابل تسليط عقوبة 6 أشهر نافذة على المتهم الثالث، لكن و بعد المداولات القانونية قضت هيئة المحكمة بالحكم على عنصرين من العصابة ب 6 سنوات نافذة و غرامة مالية بمبلغ 100 مليون سنتيم لكل واحد منهما ، بينما تم تسليط عقوبة موقوفة التنفيذ مدتها سنة على العنصر الثالث الذي تم توقيفه على متن السيارة المسروقة.