أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة في ساعة جد متأخرة من سهرة أول أمس الثلاثاء أحكاما بالسجن النافذ لمدة تتراوح ما بين 10 و 20 سنة في حق سبعة أشخاص شكلوا التركيبة البشرية لشبكة خطيرة كانت متخصصة في سرقة السيارات، و الإعتداء على أصحابها باستعمال الأسلحة البيضاء، مع إرتكاب جرائم الخطف و التحويل و التهديد بالعنف و استعمال القوة . و هي الشبكة التي يقودها المسمى (ب م ) طالب جامعي من مدينة قسنطينة كان يزاول دراساته العليا بكلية الطب بجامعة باجي مختار بعنابة، و الذي لا يزال في حالة فرار، و يبقى محل بحث من طرف الجهات الأمنية و القضائية، بعدما صدر في حقه أمر بالقبض، فكان الغائب الوحيد عن جلسة المحاكمة، بين ماحضر 11 شخصا آخر ممن إشتبه في ضلوعهم في نشاط هذه الشبكة على ضوء التحقيقات الأمنية المعمقة، لكن هيئة المحكمة برأت ذمة خمسة شبان من الأفعال التي كانت قد نسبت إليهم. هذا و قد أصدرت المحكمة بعد جلسة دامت نحو 14 ساعة، حكما غيابيا ب 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم الرئيسي زعيم العصابة الذي لا يزال في حالة فرار، و هي نفس العقوبة التي تم تسليطها على شابين آخرين من حاشية زعيم العصابة، بينما إستفاد أربعة متهمين آخرين من إجراءات التخفيف، و صدر في حق كل واحد منهم حكم ب 10 سنوات نافذة، مقابل تبرئة خمسة أشخاص آخرين من الأفعال التي نسبت إليهم منذ فتح التحقيقات الأولية في هذه القضية ، علما و أن النيابة العامة كانت قد إلتمست عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق الأشخاص ال 12 الذين مثلوا أمام هيئة المحكمة كمتهمين. و لعل أهم ما ميز أطوار جلسة المحاكمة محاولة كل متهم إنكار الأفعال المنسوبة إليه، مع التأكيد على أنه لا تربطه أية علاقة بزعيم العصابة، أو ببقية الأشخاص الذين تمت متابعتهم، خاصة و أن بعض المتهمين كانوا قد ضبطوا متلبسين و بحوزتهم وثائق إثبات هوية مزورة، بينما حاول بعض المتهمين تفنيد تورطهم في عمليات السرقة و الإعتداءات التي كانت تستهدف أصحاب السيارات، و خاصة " الكلونديستان " منهم، مع التأكيد على أن كل العمليات كانت تنفذ من طرف زعيم العصابة الذي يبقى في حالة فرار، و الذي كان بعض المتهمين قد دخلوا في علاقة معه، بعد إلتحاقه بكلية العلوم الطبية بجامعة عنابة، حيث تمكنت الشبكة المعنية من سرقة 15 سيارة سياحية ونفعية، خاصة من نوع كليو كلاسيك، الأتوس و شيفرولي في ظرف نحو 6 أشهر قبل أن يسقط أفرادها تباعا في قبضة مصالح الأمن. و كانت هذه القضية قد طفت على السطح في سنة 2007،عندما تلقت مصالح أمن ولاية عنابة عشرات الشكاوى، من ضحايا أفراد هذه العصابة، لتتحرك إثرها مصالح الشرطة القضائية، وتباشر تحريات معمقة في محاولة لتحديد هوية الفاعلين ، حيث أن المعلومات التي كان قد قدمها بعض الضحايا تفيد بأن 3 من عناصر من هذه الشبكة قاموا في شهر أفريل من سنة 2007 باستدراج شاب يقطن بحي سيدي سالم ببلدية البوني، و إقتادوه إلى قرية بوعشير أين أجبروه على تسليمهم مفاتيح سيارته من نوع كليو كلاسيك . وفي شهر جوان من نفس السنة تمكنوا من سرقة سيارة أتوس ببلدية الحجار ، قبل أن يستدرجوا صاحب سيارة " كلونديستان " ليستولوا على سيارته من نوع شيفرولي، و كان ذلك في شهر أكتوبر، كما تحصلوا في نفس الشهر على سيارة أخرى من نوع كليو كلاسيك، لتتوالى عمليات السرقة التي استهدفت على الخصوص أصحاب سيارات كلونديستان ، حيث استحوذوا في ظرف شهرين على 11 سيارة بعض أصحابها تعرضوا للاعتداء و الضرب المبرح على غرار الضحية ( م م ) الذي سلبت منه سيارته بمحاذاة مستشفى إبن سينا عندما طلب منه عدد من أفراد العصابة نقلهم من حي الصفصاف إلى حي البرتقال وسط مدينة عنابة قبل أن ينفذوا عمليتهم تحت طائلة الضرب و التهديد . كما لقي صاحب سيارة من نوع داسيا لوغان نفس المصير بعدما طلب منه عنصران من أفراد هذه الشبكة إيصالهما إلى منطقة لالة خروفة، فإعتديا عليه بالضرب، و جرداه من مركبته، و تتابعت عمليات الاعتداءات فنفذت العصابة عملية بقرية داغوسة إلى مقر بلدية البسباس بولاية الطارف ، و عملية أخرى بحي الزعفرانية بوسط مدينة عنابة بعدما قام " فرودير " بنقل أربعة من أفراد العصابة من ضاحية بوزراد حسين، إذ اعتدوا عليه بالسلاح الأبيض، قبل أن يرموه خارجا و يجردونه من مركبته، في الوقت الذي لقي " كلونديستان " نفس المصير، بعد أن تكفل بنقل ثلاثة من أفراد العصابة من عنابة إلى بلدية النشماية بولاية قالمة، ليلا، حيث عثر عليه في اليوم الموالي مرميا في وضعية سيئة وفي شهر نوفمبر من نفس السنة، تعرض سائق سيارة إلى عنف واعتداء بالسلاح الأبيض أسفر عن تجريده من سيارته من طرف ثلاثة أشخاص قام بنقلهم من الشرفة إلى قرية حجار حجار الديس ببلدية سيدي عمار. و كانت مصالح الأمن قد نجحت في توقيف المتهمين تباعا، بعد استغلالها الجيد للمعلومات الواردة إليها، وضبط بعضهم وبحوزتهم رخص سياقة وبطاقات تعريف مزورة ، و ذلك بأحياء الزعفرانية ، سيدي سالم وغيرها ، و ذلك بناء على أقوال و تصريحات الضحايا، حيث تم توقيف 23 شخصا ممن إشتبه في ضلوهم في نشاط هذه الشبكة، ليتم التحقيق و الذي أفضى إلى إيداع 12 منهم رهن الجبس المؤقت ، و عند مثولهم أول أمس الثلاثاء أمام هيئة المحكمة تمت إدانة 7 أشخاص بالأفعال المنسوبة إليهم، و صدرت في حقهم أحكام بالسجن النافذ لمدة تتراوح ما بين 10 و 20 سنة، مقابل إستفادة خمسة آخرين من البراءة.