أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة يوم أمس أحكاما متفاوتة في حق جماعة أشرار تنحدر من بلدية برحال كان يقودها مساعد محضر قضائي، حيث قضت هيئة المحكمة بتسليط عقوبة السجن النافذ لمدة 14 سنة في حق المتهم الرئيسي ورئيس العصابة، بينما صدر حكم بثلاث سنوات نافذة في حق المتهم الثاني، في الوقت الذي استفاد فيه عنصران من هذه الشبكة من إجراءات التخفيف، فسلطت على كل واحد منهما عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا، بعد ثبوت ضلوعهما في نشاط عصابة خطيرة تقوم باستدراج الضحايا إلى أماكن منعزلة، وإخضاعهم إلى أفعال الشذوذ الجنسي، تحت التهديد باستعمال العنف والترهيب بأسلحة بيضاء، ناهيك عن التقاط صور ومشاهد فيديو يتم استغلالها في تهديد الضحايا لإجبارهم على الخضوع لنزوات أفراد الشبكة. وقائع القضية تعود إلى مطلع السنة الجارية عندما تقدم الضحية (أ.ع) بشكوى رسمية لدى فرقة الدرك الوطني ببلدية برحال ، كشف فيها عن تعرضه إلى اعتداء من طرف مجموعة أشرار يضع عناصرها اللثام على وجوههم ، و ذلك بعدما وافق على مرافقة المسمى (ج.ع) على متن سيارته، حيث كانا متوجهين إلى مدينة عنابة، إلا أن الوجهة تغيرت في منتصف الطريق نحو بلدية وادي العنب، لاسيما أن المتهم تحجج بكونه يريد تسديد ثمن الأجر الذي اشتراه من المصنع. وهي العملية التي قام بها، لكنه وفي طريق العودة عمد إلى تغيير المسلك، وسار عبر أدغال غابة المروانية شمال بلدية برحال، جحته في ذلك السعي لاختصار المسافة وربح الوقت، ليفاجأ في منتصف الطريق بأشخاص ملثمين، قاموا بقطع الطريق وإشهار أسلحة بيضاء، والتظاهر بتهديد المتهم بعدم التحرك، ليقوم أحد أفراد العصابة باقتياد الضحية إلى الغابة، وبعد أن اعتدى عليه ضربا، جرده من هاتفه النقال وثيابه، هذا إلى جانب ابتزازه بعرض الصور الملتقطة على الأنترنت. نفس السيناريو تكرر مع الضحية القاصر (د أ) الذي صرح أثناء التحقيق أنه رافق المتهم الثاني (ب.خ) على متن سيارته من نوع “أتوس” إلى مصنع الآجر بوادي العنب بطلب منه، وعند عودتهما عبر طريق الغابة ، فوجدا المسلك مغلقا بأغصان الأشجار والحجارة، وعند نزولهما من السيارة لإزالة الحواجز، هاجمهما شخص ملثم بقناع أسود ومسلح بسيف من الحجم الكبير، ليقوم بجره إلى الغابة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، والاعتداء عليه جنسيا، هذا قبل أن يكشف المدبر الرئيسي (ج ع) عن هويته للضحية داخل مكتب المحضر القضائي، حيث كان يشتغل كمساعد، في حين أن ثالث ضحية لهذه العصابة فكان شاب تعرض لاعتداء جنسي داخل أحد السكنات في طور الانجاز ببرحال. المتهم الرئيسي الذي اعترف الجرم المنسوب إليه خلال مراحل التحقيق، حاول أمس خلال جلسة المحاكمة التنصل من الأفعال الموجهة إليه، متظاهرا بأنه ضحية ابتزاز من طرف باقي المتهمين الذين أكدوا من جهتهم أنهم كانوا يمارسون الأفعال اللاأخلاقية تحت تأثير الضغط والخوف من طرف زعيمهم الذي كان يرغمهم على الاعتداء على الضحايا، وبعدها يقوم بتصويرهم في وضعيات مخلة بالحياء، لابتزازهم بعرضها على شبكة الأنترنت في حال عدم تقديم مبالغ مالية كبيرة يحددها الزعيم الرئيسي، حيث صرح المتهمان (ب.خ) و(ب.ه) أنهما كانا في وقت سابق ضحايا لاعتداء جنسي من طرف زعيمهم، وهي الحادثة التي ظل المتهم الرئيسي يتخذها كذريعة لتهديدهما في حال عدم الانصياع لأوامره. النيابة العامة التمست تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافدا في حق وزعيم الشبكة، وتوقيع عقوبة 12 سنة في حق ذراعه الأيمن (ب.خ)، مع التماس عقوبة 10 سنوات نافذة في حق كل واحد من المتهمين (ب ه) و(ج.س).