جناح كشيشي يعلن عن إضراب بداية من الإثنين هدّد عمال مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة بشلّ مركب الحجار و توقيف النشاط على مستوى جميع الورشات و الوحدات الإنتاجية بداية من يوم الإثنين القادم، و ذلك على خلفية الفشل في إنهاء الصراع القائم بين جناحي منادي و كشيشي بخصوص زعامة الفرع النقابي، و تمسك العمال بمطلب الانسحاب من تحت وصاية المركزية النقابية، و التحضير لتنصيب نقابة الفولاذ الحرة، مع تزكية الأمين العام السابق للنقابة داود كشيشي في منصب الناطق الرسمي باسم العمال في هذه الفترة الإنتقالية. لكن إلتزام المديرية الصمت إزاء هذا الصراع دفع بجناح كشيشي إلى اللجوء إلى الإضراب الشامل في محاولة للضغط على الإدارة من أجل الكشف عن موقفها بخصوص هذه الأزمة، سيما و أن الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين قرر تنظيم إنتخابات فرعية في غضون الأسبوع المقبل تحسبا لتنصيب أمين عام جديد للفرع النقابي. و أكد الناطق الرسمي باسم العمال داود كشيشي في بيان أصدره أمس الجمعة، تحصلت النصر على نسخة منه، بأن الرؤية أصبحت واضحة بالنسبة للفرع النقابي لمؤسسة أرسيلور ميطال مادام العمال قد كشفوا عن موقفهم من خلال عزوفهم الكلي عن المشاركة في الانتخابات الفرعية التي كان الإتحاد الولائي قد بادر إلى تنظيمها قبل أسبوعين، مقابل تزكيتهم بالأغلبية الساحقة لقرار الانسحاب من تحت وصاية الإتحاد العام للعمال الجزائريين، و الإعلان عن تأسيس نقابة حرة و مستقلة تتكفل بقطاع الفولاذ و التعدين بولاية عنابة، و هذا للتخلص من القرارات التي ما فتئ يصدرها الطيب حمارنية على مستوى الأمانة الولائية، و ينفذها منادي و أتباعه على المقاس باستغلال المناصب التي يشغلونها في الإتحاد المحلي بسيدي عمار، لأن الناطق الرسمي باسم العمال جدد في بيانه الصادر أمس توجيه أصابع الاتهام إلى كل من منادي و حمارنية بالسعي لضرب استقرار المؤسسة سعيا لخدمة مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة للعمال، مقابل تأكيده على أن المدير العام لمجمع " سيدار " حسناوي شيبوب يعد حسبه المتسبب الرئيسي في الأزمة النقابية التي يعيش على وقعها مركب الحجار، لأن المديرية عبدت الطريق لجناح منادي بالعودة للمؤسسة عبر بوابة الفرع النقابي، و ذلك بالتزامها الصمت إزاء المناورات التي يقوم بها أشخاص لم تعد تربطهم أي علاقة بالمؤسسة، مسعاهم الأساسي خدمة مصالحهم الشخصية بالمركب بعد الإعلان عن تخصيص غلاف مالي بقيمة مليون دولار لتجسيد برنامج الاستثمار، و هي وضعية دفعت بالناطق الرسمي باسم العمال إلى الرمي بالكرة في معسكر الإدارة و مطالبتها بإتخاذ موقفها تجاه المناورات التي تستهدف استقرار المركب، و إلا فإن الكتلة العمالية سترد بأسلوب الإضراب الشامل و المفتوح للتصدي للتحركات التي يقوم بها نقابيون سابقون، كون العمال قرروا الانسحاب من تحت مظلة المركزية النقابية، لكن الإدارة مازالت تعترف بممثلي هذه الهيئة على مستوى الإتحاد الولائي. و استدل في ذلك بالترخيص للجنة التي أوفدها حمارنية بالدخول إلى المركب، رغم التحفظات الكثيرة التي قدمها العمال، مع ضبط رزنامة أولية تتعلق بتنظيم انتخابات تجديد الفرع النقابي ردا على المراسلة التي كانت قد تلقتها من الطيب حمارنية. إلى ذلك، طالب جناح كشيشي المديرية بفسخ عقود العمل المبرمة مع شركات المناولة التابعة لنقابيين سابقين في المركب، و التحقيق في الكثير من الصفقات التي وصفت بالمشبوهة، مع الإلحاح على ضرورة حماية مخطط الاستثمار من أطماع شخصيات تحاول إحكام سيطرتها على الشؤون الداخلية للمركب، رغم أنها لم تعد على علاقة بالمؤسسة، و كانت قد تورطت في قضايا الفساد التي طفت على السطح في مركب الحجار، و التي سجلت طيلة الفترة الممتدة من 2001 إلى 2009، لأن كشيشي أبدى إصرارا كبيرا على كسب الشرعية، و تنصيب نقابة الفولاذ المستقلة، و توعد المديرية باستنفار العمال و تسخير الآلاف منهم لشل جميع الورشات الإنتاجية بداية من هذا الإثنين. في الجهة المقابلة، أودع الناطق الرسمي باسم العمال داود كشيشي أول أمس شكوى رسمية في القسم الاستعجالي بمحكمة الحجار الابتدائية ضد الأمين الولائي للإتحاد العام للعمال الجزائريين الطيب حمارنية و كذا البرلماني السابق عيسى منادي بصفته المسؤول على تسيير الشؤون الإدارية لإتحاد سيدي عمار، و هي الشكوى التي حمل فيها هذا الثنائي كامل المسؤولية في الأزمة التي تعيشها نقابة المركب منذ أزيد من 3 أشهر، مع التخطيط لسحب البساط من تحت قدمي الأمين العام لنقابة زكتها الأغلبية العمالية، و الإقدام على تنصيب نقابة موازية بطريقة غير شرعية دون اللجوء إلى تنظيم جمعية عامة للعمال. ص / فرطاس