مقاطعة لانتخابات تجديد الفرع النقابي تهديد بانسحاب نهائي من مظلة المركزية النقابية وتأسيس تنظيم مستقل وجّه أمس، عمال مركب الحجار صفعة موجعة لجناح حمارنية من خلال أقدامهم على مقاطعة عملية تجديد الفروع النقابية التي بادر الاتحاد الولائي للعمال الجزائريين بعنابة إلى تنظيمها تحضيرا لعقد جمعية عامة استثنائية، حيث قابل العمال اللجنة التي أوفدها الأمين الولائي الطيب حمارنية إلى مركب الحجار للإشراف على العملية بالتجمهر أمام مقر الفرع النقابي، ورفع شعارات عبروا فيها عن موقفهم المؤيد لجناح داود كشيشي، مع توجيه أصابع الاتهام إلى كل من منادي وحمارنية بالسعي لضرب استقرار المؤسسة سعيا لخدمة مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة للعمال. موقف العمال تجسد أكثر من خلال عزوفهم الكلي عن المشاركة في عملية تجديد ممثليهم في الفرع النقابي للمؤسسة، لأن اللجنة التي شكلها الإتحاد الولائي بادرت إلى تنظيم انتخابات على مستوى الورشات والوحدات الانتاجية، لكن من دون تسجيل أي مشارك في جميع الوحدات، الأمر الذي دفع بالمديرية العامة إلى تكليف محضر قضائي لمرافقة اللجنة في عمليتها، وبالتالي إعداد محاضر رسمية بخصوص الانتخابات الفرعية التي ستسبق عملية تجديد الفرع النقابي للمؤسسة، وهي الخطوة التي تحفظ بشأنها ممثلو الإتحاد الولائي، وقرروا توقيف الانتخابات الفرعية على مستوى الورشات، مما تسبب في حالة من الغليان والفوضى، كادت أن تتطور إلى مناوشات بين جناحي كشيشي ومنادي، لولا تدخل أعوان الأمن الداخلي، لأن مجموعة من العمال أصرت على إخراج أعضاء اللجنة من المركب بحجة أن العمال كانوا قد ردوا على هذا الاقتراح من خلال قرار الانسحاب من تحت مظلة المركزية النقابية، والإعلان عن حل الفرع النقابي بصفة نهائية، والتخطيط لإنشاء نقابة حرة ومستقلة، للتخلص من القرارات التي ما فتئ يصدرها الطيب حمارنية على مستوى الأمانة الولائية، وينفذها منادي وأتباعه على المقاس باستغلال المناصب التي يشغلونها في الاتحاد المحلي بسيدي عمار. بالمقابل، أودع الناطق الرسمي باسم العمال داود كشيشي أمس شكوى رسمية في القسم الاستعجالي بمحكمة الحجار الابتدائية ضد الأمين الولائي للإتحاد العام للعمال الجزائريين الطيب حمارنية وكذا البرلماني السابق عيسى منادي بصفته المسؤول على تسيير الشؤون الإدارية لإتحاد سيدي عمار، وهي الشكوى التي حمل فيها هذا الثنائي كامل المسؤولية في الأزمة التي تعيش على وقعها نقابة المركب منذ أزيد من 3 أشهر، مع التخطيط لسحب البساط من تحت قدمي الأمين العام لنقابة زكتها الأغلبية العمالية، والإقدام على تنصيب نقابة موازية بطريقة غير شرعية، دون اللجوء إلى تنظيم جمعية عامة للعمال. إلى ذلك، فقد طالب الناطق الرسمي باسم العمال في بيان صادر مساء أمس تحصلت "الصقر" على نسخة منه المديرية العامة للمؤسسة بضرورة التحرك واتخاذ موقف رسمي بخصوص الوضعية الراهنة للفرع النقابي، مؤكدا بأن العمال قرروا الانسحاب من تحت مظلة المركزية النقابية، لكن الإدارة مازالت تعترف بممثلي هذه الهيئة على مستوى الاتحاد الولائي، واستدل في ذلك بالترخيص للجنة التي أوفدها حمارنية بالدخول إلى المركب، رغم التحفظات الكثيرة التي قدمها العمال، ليخلص كشيشي في بيانه إلى التأكيد على أن تواصل حالة الانسداد سببها الرئيسي التزام المديرية الصمت إزاء المناورات التي يقوم بها أشخاص لم تعد تربطهم أي علاقة بالمؤسسة، مسعاهم الأساسي العودة إلى مركب الحجار عبر بوابة الفرع النقابي لخدمة مصالحهم الشخصية بعد الإعلان عن تخصيص غلاف مالي بقيمة مليار دولار لتجسيد برنامج الإستثمار.