عمال أرسيلور ميطال يتراجعون عن الإضراب المفتوح تراجع عمال مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة عن خيار الإضراب الشامل و المفتوح الذي كان مقررا بداية من فجر هذا الإثنين، و ذلك بعد كشف المديرية العامة أمس عن جملة من القرارات التي خدمت جناح كشيشي في صراعه على زعامة نقابة مركب الحجار، خاصة منها إعلان الإدارة عن قرار إنهاء مهام اللجنة التي كان الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين قد نصبها من أجل التحضير لانتخابات تجديد الفرع النقابي. مع الكشف عن اعترافها باللجنة التي شكلها العمال لتعويض النقابة التي تم حلها، في انتظار الحسم بصفة نهائية في مصير الفرع النقابي، لأن أزيد من 4 آلاف عامل أيدوا مطلب انتخاب نقابة حرة و مستقلة للفولاذ، بعد تزكية اقتراح الانسحاب من تحت مظلة المركزية النقابية للابتعاد نهائيا عن الإتحاد المحلي بسيدي عمار الذي يشرف البرلماني السابق عيسى منادي على تسيير شؤونه، لأن جناح كشيشي يتهم كلا من منادي و الطيب حمارنية بالكثير من قضايا الفساد في مركب أرسيلور ميطال. العدول عن قرار الإضراب كان موضوع بيان رسمي أصدره الناطق الرسمي باسم العمال مساء أمس وتحصلت " النصر" على نسخة منه، و هو البيان الذي تم فيه التأكيد على احتواء المديرية الأزمة باتخاذها جملة من الإجراءات الميدانية التي أنهت الصمت الذي التزمته الوصاية إزاء الصراع النقابي الذي كان قائما بين جناحي كشيشي و منادي لأزيد من شهر، على اعتبار أن العمال كانوا قد رموا بالكرة في معسكر الإدارة و طالبوها بضرورة الكشف عن موقفها الرسمي تجاه الأزمة النقابية القائمة. سيما و أن نهاية الأسبوع الماضي كانت قد عرفت تنصيب لجنة تابعة للإتحاد الولائي للعمال الجزائريين، بغرض التحضير لانتخابات فرعية على مستوى الورشات و الوحدات الإنتاجية. الأمر الذي فجر موجة من الغليان في أوساط العمال المؤيدين لجناح كشيشي، و الذين اتهموا المديرية بالتواطؤ مع منادي و جماعته لتسهيل مهمتهم في سحب البساط من تحت قدمي الناطق الرسمي باسم العمال. و بالتالي تنصيب جمعيات عامة انتخابية، رغم أن الأغلبية الساحقة من العمال زكت مقترح الانسحاب نهائيا من تحت لواء المركزية النقابية، و تنصيب نقابة مستقلة، و التلويح بالإضراب الشامل و المفتوح جعل صفارات الإنذار تدق داخل المركب، مما أجبر المديرية على الكشف عن موقفها الرسمي، و تزكية كشيشي كممثل رسمي للعمال. إلى ذلك، قرر الناطق الرسمي باسم العمال تنظيم جمعية عامة طارئة صبيحة اليوم تخصص لتشريح الوضعية الراهنة للمركب، سيما بعد الصراع الذي طفى إلى السطح بشأن شرعية النقابة، و هي الجمعية التي سيحاول فيها كشيشي ترسيم كسب الشرعية، و بالتالي إحباط ما يعتبره مخططا انقلابيا وجهت فيه أصابع الاتهام إلى أعضاء الاتحاد المحلي بسيدي عمار، و لو أن كشيشي وعد بكشف التجاوزات الخطيرة التي تورط فيها نقابيون سابقون، استغلوا مناصبهم لإحكام سيطرتهم على الصفقات و المشاريع التي تمنح لشركات المناولة التي تزاول نشاطها على مستوى مركب أرسيلور ميطال. في سياق متصل، جدد كشيشي اتهام كل من الطيب حمارنية، وعيسى منادي، بخلق الفوضى داخل المركب الذي تم تأميمه مؤخرا، والقيام بتجاوزات خطيرة بسبب أطماعهما الشخصية، حيث أكد بأن الأزمة التي عاشها المركب مباشرة بعد تأميمه زادت من مخاوف العمال على مناصب عملهم، معتبرا المناورة التي قاما بها لتنصيب فرع نقابي موازٍ ليست سوى محاولة لزعزعة استقرار المركب. و السعي للعودة إلى المؤسسة عبر بوابة الفرع النقابي، و ذلك بتعيين أشخاص لا تهمهم مصلحة العمال، و يحصرون انشغالاتهم في الصفقات المبرمة مع شركات المناولة. و ذهب الناطق الرسمي باسم العمال إلى حد تسمية منادي و حمارنية ب " مافيا الفساد" التي سعت حسبه إلى عرقلة مخطط الاستثمار، وتعدت على الأملاك العمومية، و عطلت مسار الإنتاج، في محاولة لتمرير مصالحها الشخصية عن طريق القوة، وتجاهل الشرعية العمالية والقانون، مع السعي لاستغلال نفوذها على مستوى الأمانة الولائية للإتحاد العام للعمال الجزائريين لنهب أموال الاستثمار. في الجهة المقابلة، أكد مصدر من داخل الإتحاد المحلي بسيدي عمار للنصر أمس، أن هذه الهيئة لم تتلق أي رد رسمي من المديرية بخصوص اللجنة التي تم تنصيبها للإشراف على عملية تجديد الفروع النقابية لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة، مشيرا إلى أن هذه اللجنة تزاول نشاطها بصفة عادية، و لو أنه اعتبر غيابها عن المركب في هذه الفترة أمرا ظرفيا سببه التحركات التي يقوم بها أعضاء الفرع النقابي السابق لعرقلة عملية تجديد النقابة، رغم أن كل الإجراءات التنظيمية قد تم اتخاذها، و هذا بعد طرح الملف للدراسة على مستوى المركزية النقابية.