جناح كشيشي يطالب بالتحقيق في عقود التعامل مع " جماعة منادي " تحت غطاء شركات المناولة منادي : النقابة فاشلة و تحاول تغطية عجزها بإفتعال هذه الأزمة استنفر الفرع النقابي لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة الكتلة العمالية لمركب الحجار تحسبا للمرحلة الموالية من الصراع القائم بخصوص شرعية النقابة الحالية، حيث تقرر عقد جمعية عامة طارئة صبيحة يوم الأحد القادم، يتضمن جدول أعمالها نقطة وحيدة تتمثل في تشريح الوضعية الراهنة للمركب، و محل الفرع النقابي من الإعراب في مخطط الإستثمار الذي تعتزم المديرية الشروع في تطبيقه، مع السعي لقطع الطريق أمام البرلماني السابق عيسى منادي، لأن جناح كشيشي ما فتئ يتهم منادي بالتخطيط للعودة إلى مؤسسة أرسيلور ميطال عبر بوابة الإتحاد المحلي للعمال الجزائريين بسيدي عمار، من أجل خدمة مصالحه الشخصية، كونه يمتلك بعض شركات المناولة التي تزاول نشاطها على مستوى المركب. النقابة و في بيان رسمي أصدرته مساء أمس تحصلت النصر على نسخة منه أكدت بأن المناورات التي يقوم بها منادي على مستوى الإتحاد المحلي في محاولة لزعزعة إستقرار الفرع النقابي، و إحداث تكتلات بين أعضائه إستدعت إعلان حالة طوارئ قصوى في أوساط العمال، على أمل التجند للمرحلة الموالية، لأن النقابة مصرة على عدم التنازل عن " الشرعية " التي كانت قد كسبتها من ثقة أكثر من 4 آلاف عامل، و ذلك خلال الجمعية الإستثنائية المنعقدة منتصف شهر جويلية المنصرم.و أشارت النقابة في بيانها إلى أن تحرك منادي في هذه الفترة و ظهوره من جديد إلى الواجهة بعد غياب دام أزيد من سنة كان على خلفية عقد " الصلح الإجتماعي " الذي أبرمته الإدارة مع الفرع النقابي، و الذي قابله تحقيق بعض المكاسب العمالية، من أبرزها إعتماد زيادة في الأجور بنسبة 16 بالمئة على دفعتين، و كذا الرفع من بعض المنح و العلاوات، و هي مكاسب لم يحققها منادي طيلة العهدة التي كان يقود فيها النقابة، كما أن شروع الشريك الأجنبي في تطبيق مخطط الإستثمار المسطر زاد من أطماع الكثير من النقابيين السابقين الذين يمتلكون شركات مناولة تزاول نشاطها بصفة منتظمة على مستوى المركب، لأن تجسيد الإستثمار على المديين القصير و المتوسط كفيل بتفعيل وتيرة الإنتاج، الأمر الذي سيجعل المديريات تعرض العديد من الصفقات، و منادي بحسب ما جاء في البيان " يحاول فرض وجوده كطرف بارز في المعادلة، بالعودة إلى الأمانة العامة للفرع النقابي لإحكام سيطرته على الصفقات، على غرار ما كان معمولا به في منتصف العشرية المنصرمة، لما إستغل منصبه في النقابة لإحكام قبضته على جميع الصفقات، و إرغام المقاولين الخواص من أصحاب شركات المناولة، سواء الجزائرية و حتى الأجنبية على منح إعانات مالية في شكل " سبونسور " لفريق إتحاد عنابة".هذا و قد واصل أمس العشرات من العمال المحسوبين على جناح كشيشي إعتصامهم أمام البوابة الرئيسية لمقر الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين بضاحية " البلاص دارم " بالمدينة القديمة لليوم الرابع على التوالي، مطالبين بضرورة تدخل الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد للحسم في هذه الإشكالية، حيث إستغل كشيشي تجمع الأمين لقراءة مراسلة رسمية تم توجيهها إلى المركزية النقابية، تم فيها التنديد بالتصرفات التي يقوم بها البرلماني السابق عيسى منادي من أجل المناور للعودة إلى مركب أرسيلور ميطال، إلى درجة أن مراسلة النقابة تضمنت بعض التفاصيل المتعلقة بالخطوات التي قام بها أعضاء من الإتحاد المحلي بسيدي عمار لإرغام بعض النقابيين التوقيع على عريضة سحب الثقة من الأمين العام الحالي لنقابة مركب الحجار، هذا فضلا عن لجوء منادي بحسب محتوى البيان إلى إعتماد أساليب التهديد تجاه النقابيين الذين رفضوا الإنصياع لتعليماته، و هي الأمور التي إعتبرتها النقابة بالتجاوزات الخطيرة، و طالبت بضرورة إيفاد لجنة تحقيق في الإتحاد المحلي بسيدي عمار، الذي يحوز على ورقة بيضاء من الأمين الولائي الطيب حمارنية. إلى ذلك فقد تقدم المحتجون من جناح كشيشي أمس بلائحة مطالب تمحورت بالأساس حول مطلب فسخ عقود العمل المبرمة مع شركات المناولة التابعة لنقابيين سابقين في المركب، و التحقيق في الكثير من الصفقات التي وصفت بالمشبوهة، مع الإلحاح على ضرورة حماية مخطط الإستثمار من أطماع شخصيات تحاول إحكام سيطرتها على الشؤون الداخلية للمركب، رغم أنها لم تعد على علاقة بالمؤسسة، في إشارة واضحة إلى منادي،و لو أن كشيشي أكد بأنه يزاول نشاطه بصفة عادية كأمين عام للفرع النقابي، معتبرا حديث عيسى منادي عن إقدام مجموعة معارضة على جمع توقيعات لسحب الثقة من النقابة الحالية مجرد مناورة فاشلة، لأن عدد الموقعين على العريضة لا يتجاوز حسبه " 50 عاملا فعليا، و البقية من مستخدمي شركات المناولة، كما أن إلتحاق أعضاء الفرع النقابي بمكان الإعتصام دليل على تلاحم أعضاء النقابة دون حدوث أي إنقسام بينهم". كشيشي خلص إلى القول بان إسم منادي أصبح مرتبطا بقضايا الفساد التي طفت على السطح في مركب الحجار، و التي سجلت طيلة الفترة الممتدة من 2001 إلى 2009، لأن الفرع النقابي الحالي مصر على عدم التنحي، و قرر تسخير آلاف العمال لقطع الطريق أمام منادي و المحسوبين على جناحه، من الساعين للعودة إلى مركب الحجار للظفر بإمتيازات شخصية تزامنا مع مخطط الإستثمار. هذه التهم فندها منادي في إتصال مع " النصر، حيث جزم بأنه لم يتدخل إطلاقا في شؤون نقابة أرسيلور ميطال، و الأزمة التي يعيش على وقعها الفرع النقابي هذه الأيام ناتجة عن إنقسام داخلي، سببه إنشطار العمال و النقابيين بين مؤيد و معارض لعقد " الصلح الإجتماعي " الذي وقعته النقابة مع الإدارة، مضيفا بأنه لم يبادر إطلاقا إلى تهديد أي عامل أو نقابي يرفض التوقيع على عريضة سحب الثقة من النقابة الحالية، و الإتحاد المحلي بسيدي عمار لا يمكنه التدخل في صراع النقابة إلا بعد إستكمال شروط سحب الثقة، لأن النزاع النقابي يستوجب عقد جمعية عامة طارئة، و المرحلة الراهنة تبقي الكرة في معسكر العمال و المجلس النقابي لتقرير مصير الأمين العام الحالي للنقابة، ليختم حديثه بالقول بأنه يبقى بعيدا عن أمور أرسيلور ميطال، لكن فشل النقابة في مواجهة غضب العمال و عدم رضاهم بالعقد المبرم مع المديرية جعلها تفتعل تدخل أطراف من الإتحاد المحلي في شؤون المركب. صالح فرطاس