"بئر أسطل" تغرق في الأوحال و البرك كلّما سقطت الأمطار يناشد سكان قرية «بئر أسطل» التابعة لبلدية الحروش بولاية سكيكدة السلطات الولائية التدخل لحل المشاكل العويصة التي يتخبطون فيها منذ سنوات طويلة وعلى رأسها فساد الطرقات الداخلية التي فرضت عليهم عزلة خانقة، فضلا عن نقص التموين بالطاقة الكهربائية ومياه الشروب وانعدام التهيئة والبناء الريفي. وذكر السكان للنصر التي زارت المنطقة، أن التقلبات الجوية الأخيرة كشفت عن عمق المعاناة التي يواجهونها بعدما تسببت الأمطار في غلق الطرقات وتوقف الحركة، حيث لم يتمكنوا من مغادرة المنازل وظلوا محبوسين لساعات طويلة والقليل منهم من تمكن من عبور الطريق . كما أن هناك الكثير من التلاميذ من لم يتمكنوا من الالتحاق بمقاعد الدراسة، مشيرين أن الوضعية أجبرتهم على سلك طريق المقبرة بوسط القبور من أجل الوصول إلى الطريق الرئيسي ومن ثم التنقل إلى الحروش.وذكرت مجموعة من المواطنين للنصر ،أنهم استبشروا خيرا بإنطلاق الأشغال بالمدينة الجديدة ،التي تقرر إنجازها بالقرب من القرية على أمل أن تساهم في تحسين الإطار المعيشي للسكان ،غير أن الواقع أثبت العكس ،حيث تسببت أشغال فتح المسالك المؤدية إلى المنطقة في وضع كارثي، يضاف إلى ذلك ترك المقاولين المكلفين بمشاريع التهيئة ورشات الأشغال مهجورة خاصة على مستوى مشروع جدار المقبرة ،ما تسبب في انزلاق للتربة على حواف المقبرة . وحذروا في ذات السياق من خطورة الوضعية والأضرار التي يمكن أن تلحق بالقبور التي أصبحت مهددة بالتعرية، مضيفين بأن تدخل البلدية لوضع «التوفنة» بالطرقات ما هي إلا حلول ترقيعية من أجل احتواء غضب السكان. وكشفت زيارتنا للقرية عن مفارقات عجيبة تمثلت في اختلاف مشاكل السكان وتنوعها في المنطقة الواحدة إذ هناك الجزء العلوي من الجهة الشمالية الغربية، الذي يعاني من المشاكل السالفة الذكر ،في حين لا يشترك سكان الجزء السفلي في أي من تلك المشاكل عدا الطرقات وهي صورة حسبهم تعبر عن الفوضى التي تتخبط فيها هذه القرية. ويطرح السكان كذلك مشكلة الكهرباء ،التي دفعت المئات من العائلات إلى جلب أسلاك فوضوية على بعد مئات الأمتار كلفت أحدهم 3ملايين سنتيم وهناك أكثر من 5عائلات تشترك في عداد واحد، أما الماء فيتم شراءه من الصهاريج أو جلبه بواسطة الأحمرة ،كما هو الحال بالنسبة لقارورات غاز البوتان رغم أن الأنبوب يمر بجانب القرية. و اشتكى بعض المواطنين من تماطل السلطات المحلية في توزيع البناء الريفي رغم حصولهم على قرارات الاستفادة منذ مدة طويلة في وقت يقيمون في ظروف مزرية داخل أكواخ قصديرية لم تعد صالحة للسكن. من جهتها أعربت العائلات المتضررة من الإنزلاقات ،التي تعرضت لها قبل عامين والتي استفادت من سكنات ريفية مؤخرا عن بالغ استيائها وتذمرها من التهميش، الذي يتعرضون له من طرف المنتخبين المحليين ،حيث تفتقر سكناتهم الواقعة بمرتفع لأبسط الضروريات كالماء والكهرباء وأرجعوا سبب الانتقال إليها قبل اكتمال الأشغال إلى الوضعية الصعبة التي كانوا يعيشونها داخل الخيم، إلى جانب هذا يعاني السكان من ضعف الخدمات الصحية بقاعة العلاج الوحيدة التي يزورها الطبيب ساعة واحدة وتظل مغلقة في طوال اليوم وهذا ما وقفنا عليه بعين المكان، حيث تدفع السكان هذه المشكلة إلى التنقل إلى الحروش. هذا بالإضافة إلى انعدام قنوات الصرف الصحي ،وهي المعضلة التي سببت متاعب كبيرة لسكان القرية ،علاوة على انعدام المواصلات. وفي رده على انشغالات السكان ،أوضح عضو المجلس الشعبي البلدي أحمد بودراية ،أن البلدية قامت بتنظيم اجتماع مع ممثلين عن جمعية القرية لدراسة مختلف الانشغالات والمشاكل التي يعاني منها السكان، وقد شرعنا يضيف في تنفيذ بعض الأشغال ،التي تشكل أولوية غير أن التقلبات الجوية الأخيرة كانت عائقا مما أدى إلى توقف الأشغال، ومن المنتظر أن تستأنف مجددا ريثما يتحسن الطقس. وبشأن الإنزلاقات التي شهدتها حواف المقبرة، أكد ذات المسؤول أن ذلك ناتج عن عمليات الحفر، التي باشرها المقاول لإنجاز الجدار الواقي والبلدية ليست لها أية مسؤولية في ذلك بحكم أن المشروع تابع لمديرية التعمير والبناء وقد تم توجيه مراسلة للجهات المعنية من أجل التدخل.