تسلّم معتقلين أفرجت عنهما واشنطن من غوانتانامو وافقت السلطات الجزائرية على إعادة اثنين من المعتقلين الجزائريين في قاعدة غوانتانامو البحرية وهما جمال أمزيان وبن صياح بلقاسم. وذلك بعد الطلب الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة، وردت الجزائر بالموافقة، بموجب الالتزامات المتفق عليها مع الطرف الأمريكي منذ 2007، واعتبر رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان، أن مخاوف السجينين من العودة إلى الجزائر غير مبررة أصدرت السلطات الجزائرية رأيا بدون اعتراض للطلب الأمريكي المتعلق بإعادة الرعيتين الجزائريتين جمال امزيان وبن سايح بلقاسم المعتقلين بقاعدة غوانتنامو البحرية إلى الجزائر يوم 4 ديسمبر 2013 حسبما كشفه مصدر مقرب من الملف. لوكالة الأنباء الجزائرية، مضيفا أنه يتم التكفل بالرعيتين من قبل المصالح المختصة و الهيئات القضائية المؤهلة تطبيقا للإجراءات القانونية السارية المفعول في هذا الشأن و ذلك على أساس الالتزامات المتفق عليها مع الطرف الأمريكي منذ 2007 وطبقا للممارسة المعمول بها خلال عمليات التحويل السابقة. وبلغ عدد المعتقلين المفرج عنهم من غوانتانامو الذين تسلمتهم الجزائر 17 معتقلا، من مجموع 27 معتقلا جزائريا كان يضمهم المعتقل، أغلبهم اعتقلوا في باكستان وأفغانستان والبوسنة. وتسلمت الجزائر قبل هذه العملية 15 معتقلا سابقا في غوانتانامو، آخرهم المعتقلين المفرج عنهما حاج أعراب نبيل ومواتي سعيد الذين تم تسلمهم في بداية سبتمبر الماضي. وأحيل كل المعتقلين السابقين إلى القضاء، وتمت تبرئة 13 معتقلا سابقا، ووضع معتقلين تحت الرقابة القضائية في انتظار محاكمتهما، فيما أدين معتقل واحد بثلاث سنوات سجنا، بعدما ثبتت عليه تهمة الانتماء إلى مجموعة إرهابية تنشط في الخارج. واختار عدد من المعتقلين الجزائريين السابقين في غوانتانامو الترحيل إلى بلدان أخرى غير الجزائر، ككندا وفرنسا، لأسباب مختلفة. من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعرب عن «امتنانها» للجزائر على قبولها استقبال الرعيتين الجزائريتين اللتين تم ترحيلهما من قاعدة غوانتانامو. و أفاد بيان لوزارة الدفاع الأمريكية صدر عقب ترحيل السجينين الجزائريين أن «الولاياتالمتحدة تعرب عن امتنانها للحكومة الجزائرية على رغبتها في دعم جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية الرامية إلى إغلاق مركز الاحتجاز بغوانتانامو باي». و أوضحت وزارة الدفاع الأمريكية أن «الولاياتالمتحدة نسقت مع الحكومة الجزائرية للتأكد من القيام بعملية الترحيل بالشكل المناسب». قسنطيني «السجينين غير متهمين بالجزائر ومخاوفهم غير مبررة» من جهته، أكد رئيس اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان المحامي فاروق قسنطيني، أن السجينين الجزائريين بغوانتنامو التي عبرت السلطات الجزائرية عن عدم اعتراضها على الطلب الأمريكي بترحيلهما «لا يخشيان شيئا» في الجزائر. وأوضح قسنطيني لوكالة الأنباء الجزائرية أن «السجينين الجزائريين في غوانتنامو لا يخشيان شيئا في الجزائر لأنهما غير متهمان بشيء» مضيفا انه لا يوجد «أي مشكل» في استقبالهما بالجزائر بما «أنهما يحملان الجنسية الجزائرية». واعتبر قسنطيني انه «من الطبيعي أن يتم ترحيلهما إلى الجزائر كما كان الأمر بالنسبة للآخرين الذين أطلق سراحهم من غوانتنامو و الذين لم توجه لهم أي تهمة». و عن سؤال حول رفض السجينين لترحيلهما إلى الجزائر خشية «التعرض لسوء المعاملة» مفضلين وجهات أخرى سيما البوسنة و كندا أكد قسنطيني أن خوفهما «غير مبرر» و «في غير محله». و أوضح في هذا السياق أن «لديهما مخاوف غير مبررة و في غير محلها ولن يتعرضا لأي خطر فهم أشخاص منقطعين عن بلدهم و عن الواقع (في الجزائر) منذ وقت طويل كما أنهما يجهلان بان بلدهما يعيش في كنف المصالحة الوطنية منذ سنة 2005». وبحسب قسنطيني، فان عدد السجناء الجزائريين الذين أطلق سراحهم من غوانتنامو يتجاوز 10 أشخاص. مشيرا بأن العدالة الجزائرية قد «نظرت» في حالات أولئك السجناء المطلق سراحهم بكل «سيادة» و تم تبرئتهم مؤكدا انه «لا يوجد شيء في ملفاتهم». موضحا أن «تسليم جزائريين متهمين في بلدان أخرى بالإرهاب إلى العدالة الجزائرية من اجل السماح لها بالاطلاع على ملفاتهم يعتبر مسالة سيادة» مضيفا بالقول «بما انه لا يوجد شيء في ملفاتهم فإنهم سيلتحقون بعائلاتهم بسلام».