مئات السكنات الريفية تبقى مغلقة تواجه البرامج التنموية الموجهة لإعادة إعمار المناطق الجبلية المهجورة تحديات ميدانية معقدة عبر العديد من مناطق ولاية قالمة. وتعد العزلة وانقطاع الطرقات من أكبر التحديات التي أصبحت تهدد تلك البرامج في السنوات الأخيرة، حيث يرفض السكان العودة الى الأقاليم النائية التي غادروها منذ نحو 15 سنة عقب تردي الأوضاع الأمنية، وبالرغم من المجهودات المبذولة لتشجيع النازحين على العودة وبعث الاقتصاد الريفي من جديد، الا أن تلك الجهود لم تثمر حتى الآن حيث يطالب السكان بتعبيد الطرقات البلدية وفتح مسالك جديدة كشرط أساسي للعودة والاستقرار هناك. وتعد مئات السكنات الريفية المغلقة منذ سنوات أولى المؤشرات التي تبين بوضوح حجم التحديات التي تواجه برامج اعادة الإعمار وخاصة بالبلديات الجبلية النائية التي تعاني من تردي وضعية الطرقات البلدية وانهيار المسالك الريفية وقد عجزت المخططات البلدية السنوية عن اصلاح الطرقات وأصبحت تلك المخططات مقتصرة على الصرف الصحي وتعبيد الأرصفة بالتجمعات السكنية الكبرى، وتعد الطرقات من آخر اهتمامات البلديات الفقيرة التي تعاني من عجز دائم في الميزانية، وتعمل مصالح الزراعة والغابات والطاقم والمناجم على انجاز برامج هامة بالمناطق المعزولة من خلال مد شبكات الكهرباء وتهيئة منابع المياه ودعم السكان بالمواشي وخلايا النحل والأشجار المثمرة، الا أن العزلة حالت دون تحقيق النتائج والأهداف المسطرة حتى الآن.