تعرف عدة مناطق ريفية بولاية عين الدفلى عودة مطردة لسكانها النازحين منها خلال العشرية السوداء، وذلك بعد استتباب الأمن والسكينة وتزامن بعث السلطات العمومية لبرامج تنموية لإعادة إعمار وإحياء هذه المناطق وتسهيل عودة ما يربو عن 10 آلاف عائلة نازحة. وقد شكلت سنوات الأزمة التي عاشتها أرياف عين الدفلى صورا عديدة من النزوح تبقى شاهدة على مرارة المعاناة التي عرفتها آلاف العائلات في هذه المناطق والتي اضطرتها إلى ترك منازلها وبيع ما تملك من حيوانات وعتاد واختيار البيوت القصديرية على أطراف المدن هروبا من آلة الموت الهمجية التي اجتاحت وقتها كل القرى والمداشر دون استثناء دافعة إياها إلى الهجرة المرغمة إلى أطراف المدن وحتى خارج تراب الولاية. الجدير بالذكر أن مشكل النزوح الريفي طرح تحديا كبيرا بالنسبة للسلطات العمومية على العديد من الأصعدة الاجتماعية والتربوية والصحية، حيث أحصت مع نهاية التسعينيات أكثر من 15 ألف سكن غير لائق حديث في محيطات المدن الكبرى وعبر مختلف بلديات الولاية، كما هو الحال بحي الزيتون بالعبادية والطابية بالعطاف وقامبووبني نغلان بعين الدفلى.اها ودواويرها التي نزحت منها، مشيرة إلى أن العائلات المذكورة التحقت بمناطقها الأصلية الموزعة على أزيد من 60 دوارا وقرية وهي منغمسة حاليا في نشاطاتها الفلاحية المختلفة. وقد سمحت العودة المتواصلة لسكان المناطق النائية بعد استرجاع السلم والأمن من الاستفادة من مختلف البرامج التنموية العادية وبرامج التنمية الريفية التي دخلت حيز التنفيذ المرحلي خلال نفس العام 2003، وذلك بعد إحصاء الاحتياجات العاجلة لمواطني أزيد من 330 دوارا من دواوير الولاية. وحسب المصالح فقد بلغت الإعانات الخاصة بالسكن الريفي التي قدمتها الدولة على مستوى هذه المناطق بهدف عودة وتثبيت السكان في مناطقهم الأصلية وتسهيل استقرارهم واندماجهم في الحياة اليومية نحو 15500 إعانة من بينها 7550 إعانة منحت خلال الفترة الممتدة بين 1999 و2004 و6500 إعانة خلال البرنامج الخماسي الجاري 2005-2009، كما خصصت في هذا الصدد اعتمادات مالية ضخمة خلال هذه الفترة لفك العزلة عن هذه المناطق من خلال شق الطرق وفتح المسالك الريفية وإنجاز وترميم المدارس والأقسام التعليمية والمطاعم المدرسية وإعادة فتح 56 مدرسة ابتدائية ظلت مغلقة بهذه المناطق إلى غاية عام 2000 بالإضافة إلى إيصال الكهرباء والغاز الطبيعي والهاتف وبعث برامج التشغيل الريفي. ومن بين المناطق التي شهدت عودة قوية للسكان النازحين إلى قراهم التي هجروها بفضل هذه البرامج التنموية إلى جانب عودة السلم قرى ودواوير تابعة لكل من بلديات عين السلطان، وادي الجمعة، تاشتة الماين، عين بويحيى، عريب، العامرة، تيبركانين، حمام ريغة وعين التركي. كما عبرت أزيد من 1500 عائلة أخرى متواجدة عبر العديد من البلديات عن استعدادها للعودة إلى مناطقها الأصلية، لاسيما مع بعث 220 مشروعا فلاحيا استثماريا جديدا من خلال البرامج التنموية الريفية المندمجة والتي سوف يتركز معظمها بهذه المناطق خصص لها مبلغا يقدر ب 150 مليار سنتيم.