انطلاق مهرجان "العروبي" في طبعته الثالثة بالبليدة ينطلق مساء اليوم الأربعاء بقاعة المؤتمرات بولاية البليدة مهرجان العروبي في طبعته الثالثة وذلك بمشاركة 12 جمعية مختصة في هذا النوع من الفن و 08 فنانين ، وحسب مدير الثقافة لولاية البليدة أحمد عياش الذي عقد ندوة صحفية صباح أمس، فإن هذه التظاهرة تهدف لإحياء الفن العروبي الأصيل الذي يرمز للتاريخ الفني للولاية. انطلاقة هذا الفن كانت بولايات الوسط في القرنين 18 و 19 عشر خاصة العاصمة والبليدة ، أوضح مدير الثقافة، مشيرا إلى أن مهرجان العروبي تم إحياؤه لأول مرة في سنة 2009 في حين كانت انطلاقته الرسمية في سنة 2011 في طبعته الأولى التي حملت اسم المرحوم الفنان محمد ولد سيدي سعيد والطبعة الثانية حملت اسم الفنان محي الدين محفوظ .أما الطبعة الثالثة فتحمل اسم الفنان القدير المرحوم دحمان بن عاشور ، وسيدوم هذا المهرجان 07 أيام تتعاقب خلالها عدة جمعيات فنية وفنانين على سهراته الفنية. مدير الثقافة شرح بأن هذا المهرجان أصبح وطنيا، بحيث أن المشاركين في فعالياته من كل جهات الوطن و جميعهم يؤدون الطابع العروبي،فرغم ارتباط هذا الفن بولايات الوسط خاصة العاصمة والبليدة، إلا أن كل جهات الوطن أصبحت تضم فنانين في هذا النوع من الموسيقى،مضيفا بأنه في البداية كان متخوفا من عدم وجود جمعيات وفنانين يحسنون أداء العروبي ، لكن بعد انطلاقته تبين أن هناك الكثيرين الذين يهتمون بهذا الفن. حسب نفس المتحدث ،فإنه سيتم على هامش المهرجان تكريم بعض الفنانين ويتقدمهم الفنان خزناجي ، ويحي برازي الذي يعد من الأوائل الذين أدوا الغناء العروبي، بالإضافة إلى تكريم عائلة الفنان القدير المرحوم دحمان بن عاشور،كما أن تزامن تنظيم المهرجان مع العطلة الشتوية يمكن عائلات البليدة من الحضور مع أبنائها لهذه السهرات في الطرب الأصيل. من الفنانين الذين سينشطون هذه السهرات الفنية فريد خوجة ، سيدعلي بن قرقورة ، الفنانة غادة حاج أعراب ، والفنانة نادية ولد موسى وغيرهم ، وحسب نفس المتحدث فإن الافتتاح يكون بالجوق النسوي لبجاية والاختتام يكون بالطرب القسنطيني. وفي ذات السياق أوضح المكلف بالإعلام في المهرجان محمد بلعربي أن فن العروبي هو نوع من الموسيقى الأندلسية، لكن يختلف عنها من ناحية النصوص. أول شاعر في العروبي هو الشاعر أمحمد بلخضر من العاصمة وكان يتناول في أشعاره الجانب الديني بالرمزية الصوفية وحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والبقاع المقدسة ، كما ظهر لاحقا أئمة، كتبوا شعرا في هذا الفن منهم محمد بن شاهد و مصطفى بن بنارطي،بالإضافة إلى شعراء من الأندلس ويتقدمهم المعتمد بن شعاع ،مضيفا بأن هذا الفن يختلف عن الموسيقى الأندلسية من ناحية الإيقاع كما أنه يشبه كثيرا الحوزي ولا يستطيع سوى المختصون التفريق بينهما. الجدير بالذكر أن أول من أدخل العروبي إلى مدينة البليدة هو محمد ولد سيدي سعيد الذي توفي سنة 1931 و كان هذا الفنان من أحسن العازفين، ينتمي إلى عائلة عريقة ذات جاه وعلم بالعاصمة وانتقل إلى البليدة بهدف العلاج بعد أن نصحه الأطباء بالابتعاد عن رطوبة البحر. وأوضح رابح بن صاردي ،عضو بمحافظة المهرجان بأن هدف المحافظة أن تتوسع التظاهرة الفنية الثقافية لتشمل كل الولايات، مشيرا إلى أن أغلب المشاركين في هذه الطبعة يشاركون لأول مرة .