انتقل الأستاذ مصطفى سرايدي إلى رحمة الله أول أمس السبت بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة عن عمر يناهز 81 سنة بعد أن ألم به مرض لم يمهله طويلا. و قد شيعت جنازته بمقبرة قالمة مساء نفس اليوم بحضور السلطات المحلية و جمع غفير من المواطنين و المثقفين. و يعد الحاج مصطفى سرايدي قامة أدبية كبيرة تزعمت المشهد الثقافي و الأدبي المحلي سنوات طويلة و هو أول رئيس مجلس شعبي ولائي بقالمة بعد ترقيتها إلى مصاف ولاية سنة 1974 و ظل حاضرا بقوة بالندوات الفكرية و العلمية و التاريخية و الأدبية و في مقدمتها الملتقى الدولي حول حياة و مؤلفات الأديب العالمي كاتب ياسين و الملتقى الدولي حول مجازر 8 ماي 45 . و بدأ مصطفى سرايدي مسيرته التعليمية في مدرسة "آلامبار" بمدينة قالمة (محمد عبدة حاليا) أين درس الرئيس الراحل هواري بومدين ثم انتقل إلى قسنطينة و درس بالثانوية الفرانكو إسلامية بين سنتي 1950 و 1958 و منها إلى معهد للعلوم الإسلامية بالعاصمة أين درس بقسم البيداغوجيا و حصل على شهادة سمحت له بدخول مجال التعليم و كان أول مدرس للأدب العربي بثانوية محمود بن محمود عندما فتحت أبوابها أول مرة سنة 1963 و تعلم على يده جيل من الأدباء و المثقفين حتى سنة 1973 حيث رقي إلى رتبة مفتش وطني في اللغة العربية و ظل يوجه و يحث على تعلم اللغة العربية و إتقانها إلى غاية تقاعده سنة 1993 و تفرغه للبحث و التأليف و تقديم الدروس و المحاضرات القيمة بالمنتديات و الملتقيات الدولية الكبيرة. و يتقن مصطفى سرايدي اللغة الفرنسية كتابة و نطقا و أبرز قدراته في ملتقيات كاتب ياسين حيث فاجأ الجميع بطرح أكاديمي راق أثار إعجاب الباحثين و الأدباء القادمين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في الملتقى و غير الصورة النمطية للمثقف باللغة العربية. و ظل مصطفي سرايدي يدافع بقوة عن فكر كاتب ياسين و يتحدث أمام كبار الباحثين و الأكاديميين عن روائع نجمة و الجثة المطوقة و محمد خذ حقيبتك و غيرها من إبداعات ياسين. و قد فقدت الساحة الأدبية و الثقافية بقالمة أحد رجالاتها الكبار و كان آخر ظهور له في ذكرى رحيل هواري بومدين منذ أيام قليلة و كان من المقرر أن يترأس لجنة تنظيم الملتقى الدولي الخامس حول كاتب ياسين الذي سينطلق هذا الأربعاء و مصطفي سرايدي غائبا غيابا أبديا بعد مسيرة طويلة و شاقة. فريد.غ