قطار الجزائر يسير بثبات نحو التقدم ولن نسمح لأحد بإيقافه قال الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، بأن عمل الحكومة يرتكز على صد الفتنة والعاملين عليها بكل قوة وصدق من أجل أن يعيش الجزائريون في ظروف أحسن من التي عاشوها بالأمس، ولكي تكون حياة أبنائنا كما قال أحسن من حياتنا. وثمن سلال في لقاء جمعه بممثلي المجتمع المدني والمنتخبين المحليين في ختام زيارته إلى ولاية سكيكدة، الانجازات و المكتسبات التي حققتها الجزائر في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من حيث الأمن والاستقرار والإنعاش الاقتصادي بعد أن نجح في استرجاع مكانتها وموقعها الطبيعي في المحافل الدولية لتتطلع اليوم نحو المستقبل والحداثة والعصرنة مع ضرورة التمسك والمحافظة على أصالتنا وهويتنا العربية والإسلامية، مؤكدا على أن صناعة المستقبل تتطلب أن يشارك كل الجزائريين بدون إقصاء بالاعتماد على مبادئ عامة تمكنهم من توحيد قدراتهم ووضعها في خدمة الوطن وازدهاره، وذلك كما أضاف هو الحكم الراشد الذي نسعى إلى تحقيقه والذي يرتكز حسبه في ثلاث نقاط أساسية هي الديمقراطية، العدالة، وضمان الخدمة العمومية. وعاد سلال مرة أخرى، ليشير إلى أنه ومنذ حمّل الشعب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمانة قيادة البلاد وهو يعمل لجعل الديمقراطية خيارا أساسيا بعد أن تمكن من تجاوز الأزمة الأمنية التي كادت أن تعصف بالبلاد، وذلك بحرصه على جعل الأمازيغية لغة وطنية، تحسين الأمن الوطني، تثبيت مسؤولية الدولة و إرجاع مكانة المرأة في المجتمع، بالإضافة إلى اطلاقه للحزمة الأخيرة من الاصلاحات بإثراء القوانين المتعلقة بالجمعيات، البلديات وكذا الاعلام الذي كرس حرية التعبير وفسح مجال السمعي البصري للخواص. وبالموازاة مع الجانب السياسي يضيف سلال شرع الرئيس بوتفليقة في اصلاح قطاع العدالة و تكريس استقلاليتها وزيادة في امكانياتها المادية والبشرية لتعزيز الحريات والعلاقات العامة ومحاربة الجريمة بكل أشكالها والفساد والبيروقراطية كما هو الحال للخدمة العمومية وهو الدليل على خيار الدولة في مسعاها لاسترجاع ثقة المواطن وتخليصه من شبح "ديكتاتورية" البيروقراطية وعليه يتوجب على الأعوان والموظفين العموميين مثلما أكد توخي الجدية في الاستماع إلى انشغالات المواطنين وقضاء مصالحهم الادارية وفق الشفافية، مشددا على أهمية الاتصال والمعلومات في هذا المجال وهي الثقافة التي نسعى الى ترسيخها في الدولة الجديدة، و تابع" سنتغلب على الذهنية القديمة مهما كلفنا الأمر". من جهة أخرى، قال سلال بأن الجزائر سائرة بثقة وثبات نحو التقدم والازدهار ولن يستطيع أحد إيقافها ونحن عازمون على أن لا نترك أي فرد من أبناء الوطن على حافة الطريق، وتابع يقول "سنعمل جميعا للاستفادة من جهودنا وخيرات البلاد لنصنع الجزائر القرن الواحد والعشرين، و نعيش في الجزائر مطمئنين على الحقوق و الواجبات". كما دعا الشباب إلى الافتخار بالانتماء إلى هذا الوطن وأن لا يفقدوا الأمل في المستقبل. على صعيد آخر، رد سلال على الرافضين للاهتمام الذي توليه الدولة لمشروع استخراج واستغلال الغاز الصخري، و أكد بأن ذلك يعد من المشاريع الاستراتيجية التي تراهن عليها البلاد من أجل تأميم مستقبل أبنائها، مشددا على وجوب الاعتماد في هذا المجال على العمل والمعرفة وليس على العشوائية كما يعتقد الكثير. وأعطى مثالا على ذلك بالولايات المتحدةالأمريكية التي حققت تقدما كبيرا في استغلال الغاز الصخري. وقد أعلن سلال خلال هذا اللقاء عن فتح شطر طريق السيار على مسافة16 كلم انطلاقا من الغدير إلى غاية الكنتور في غضون هذا الأسبوع في انتظار فتح شطر من الطريق من الكنتور إلى غاية برحال بولاية عنابة في فصل الصيف المقبل. وأشار سلال إلى أن الانهيار الذي وقع مؤخرا في نفق جبل الوحش يعود إلى صعوبة وتعقيدات في الجانب الجيولوجي للمنطقة وستنتهي المشكلة بصفة نهائية في فصل الصيف بعد الانتهاء من معالجة هذه النقطة. وفي قطاع الفلاحة عاد سلال ليبدي اعجابه بالمنطقة الفلاحية بالحروش والنتائج التي حققتها مؤسسة قدماني لإنتاج شتائل بذور البطاطا، حيث أكد بأن المنطقة يعرفها جيدا بمقوماتها الفلاحية ليعلن عن استعداد الدولة ممثلة في وزارة الفلاحة لتقديم كل المساعدات لتمكين الفلاحين من تصدير الثوم والبصل إلى الخارج وأعطى تعليمات في هذا الشأن لوزير الفلاحة بإعطاء الاهتمام والأولوية لهذا القضية. ووجه عبد المالك سلال انتقادات شديدة للمنتخبين المحليين ببلديتين لم يشأ ذكر اسمهما تعدان من أغنى البلديات في الوطن لكن لسوء الحظ تعرف التنمية بهما وتيرة بطيئة مقارنة ببلدية فلفلة التي حققت تقدما ملحوظا رغم نقص الامكانيات، حيث دعا المنتخبين المحليين بهاتين البلديتين إلى العمل وفتح مجال الاستثمار لتحريك عجلة التنمية، وتحسين الاطار المعيشي للمواطن وترك الخوف جانبا، مؤكدا بأن الدولة تقف مع كل الاطارات والمسؤولين والأعوان وتدافع عنهم لأقصى حد وكل واحد سيتحمل المسؤولية طبقا للقانون، ليعلن في الأخير عن استفادة الولاية من برنامج تكميلي بغلاف مالي ب 3203 مليار سنتيم لانجاز مشاريع تنموية في مختلف القطاعات عبر بلديات ومناطق الولاية. كمال واسطة أعلن عن مشروع لإنجاز وحدة انتاج للمواد البلاستيكية سلال يأمر بتهديم المباني الهشة بحومة الطليان في سكيكدة أمر الوزير الأول عبد المالك سلال أمس السبت بسكيكدة، بتهديم المباني والسكنات الهشة بحي حومة الطليان العتيق وترحيل العائلات إلى مساكن جديدة. كما أعطى تعليمات للقائمين على قطاع السكن بالولاية بالإسراع في إيجاد حل جذري لسكنات الأقواس بحي ديدوش مراد بوسط المدينة الذي تعرف حسبه وضعية جد مزرية باتت تشكل خطرا محدقا بحياة قاطنيها. وجاءت توجيهات سلال خلال الشروحات المقدمة له من طرف مدير التعمير حول مشروع القطب العمراني الجديد الممتد على مساحة تزيد عن 200 هكتار بمنطقة "بوزعرورة" الذي من المنتظر أن يحتضن17 ألف سكن من مختلف الأنماط، حيث أكد الوزير الأول أن الدولة وفرت أموالا باهظة لإعادة تأهيل المباني القديمة عبر الوطن، غير أن ملف الأحياء السكنية القديمة بهذه المدينة عرف تأخرا كبيرا في معالجته، وعليه طالب بإيجاد الحلول الكفيلة للمشكلة وقدم في هذا الاطار اقتراحا يقضي بتهديم حي الأقواس وإعادة تأهيل المنطقة من جديد ببرامج سكنية لأن سكيكدة كما قال تستحق أكثر، و أنه تم تضييع الكثير من الوقت دون إيجاد الحلول الصائبة للقضية. وفي هذا السياق، توجه الوزير الأول بسؤال إلى مدير التعمير والبناء حول الحل الأنجع لهذه المشكلة فكان رده باستحالة إعادة تعمير حي الأقواس بسكنات ومبانٍ جديدة بسبب عدم صلاحية الأرضية التي تتناسب أكثر لإنجاز حدائق عمومية ومساحات خضراء ليتخذ الوالي في هذا الاطار قرارا بتخصيص يومين دراسيين لمناقشة هذه القضية باشراك جمعيات المجتمع المدني والمنتخبين المحليين ومكاتب دراسات مؤهلة، ودعا الوالي إلى تنفيذ النتائج المتوصل إليها بخصوص هذه القضية. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال، قد استهل زيارة العمل والتفقد إلى هذه الولاية البتروكيميائية التي تندرج في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمعاينة مؤسسة قدماني لتخزين شتائل بذور البطاطا بمدينة الحروش، حيث استمع إلى الشروحات التي قدمها له مدير الفلاحة عن واقع قطاع الفلاحي بالولاية قبل أن يقدم مدير المؤسسة أحسن قدماني لمحة عن المؤسسة التي تنتج6آلاف طن سنويا من شتائل بذور البطاطا وتزود 18 ولاية بالوطن. و أبدى الوزير الأول اعجابه بالنتائج الباهرة التي حققتها المؤسسة قبل أن يطلب من المدير العمل على توسيع زراعة الثوم التي تشتهر بها المنطقة القادرة كما قال على تغطية السوق الوطنية والتخفيف من فاتورة الاستيراد، حيث أمر وزير الفلاحة بتقديم المساعدة والتسهيلات اللازمة لهذه المؤسسة من أجل التغلب على المشاكل التي تعترضها والمتعلقة أساسا بالعقار الفلاحي. وكانت المنطقة الصناعية الكبرى بعاصمة الولاية المحطة الثانية لزيارة سلال، أين قام بجولة عبر وحدات مركب تكرير البترول الذي يخضع لعملية إعادة تجديد وتأهيل من طرف شركة سامسونغ "الكورية" لرفع طاقة إنتاجه إلى 17 مليون طن عوض15 مليون طن سابقا. وأكد المدير العام لمجمع سوناطراك خلال عرضه، بأن المركب ينتج البنزين و الغازوال لتزويد السوق الوطنية. كما عرج بعدها لزيارة مركب تمييع الغاز "جي. آن. آل" الذي أعيد تجديده مؤخرا بأحدث الطرق التكنولوجية من طرف شركة "كا.بي. آر" الأمريكية بتكلفة مالية قدرها312 مليار دج، حيث تبلغ طاقة انتاجه4.5 مليون متر مكعب بمعدل 34ألف متر مكعب يوميا يوجه للتصدير إلى اسبانيا، ايطاليا وفرنسا. وفي تدخله أعلن مدير مجمع سوناطراك عبد الحميد زرقين عن مشروع لدراسة تقنية لتطوير إنتاج الفيول، ودراسة أخرى لمشروع هام يتعلق بتجديد وحدة المواد البلاستيكية .