يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم بزيارةعمل وتفقد إلى سكيكدة لتجسيد برنامج رئيس الجمهورية، يعاين سلال ويدشن العديد من المشاريع المسجلة في البرنامج الخماسي خصوصا في قطاع السكن التي يعاني سكان المدينة منه بسبب الطلبات المتزايدة، وبطء المشاريع التي هي في طور الانجاز. وتكون أول محطة لزيارة سلال، الحروش 30 كلم جنوب مدينة سكيكدة، حيث يتوقف عند مؤسسة «قدماني» الرائدة في إنتاج شتائل بذور البطاطا على المستوى الوطني ب 6 آلاف طن سنويا، وتشرف على تطوير هذه الزراعة بالعديد من الولايات بالوطن، وقد دخلت المؤسسة مجال التسويق العصري، حيث أنّ عملية بيع وشراء المنتوج تتم على مستوى الإدارة بخلاف السنوات السابقة، أين كانت تتم على مستوى الحقول والمزارع. وتعتمد هذه المؤسسة في تطوير منتوجها على العنصر البشري والأساليب الحديثة والمكننة، والاحتكاك مع المؤسسات الأجنبية المختصة في هذا المجال. وأصبحت ولاية سكيكدة في السنوات الأخيرة تشتهر بإنتاج بذور البطاطا، حيث توجد بها 12 مؤسسة متخصصة إنتاج بذور البطاطا، وإنتاج البطاطا بنوعيها البيضاء والحمراء الموجهة للاستهلاك، وزراعة البطاطا بسكيكدة ممركزة في بلديات الحروش وصالح بوالشعور ورمضان جمال وتمالوس وكذا بن عزوز، وتزود العديد من الولايات ببذور البطاطا من بينها ولايات الشرق والجنوب وحتى الغرب أيضا. ويعاين الوزير الأول بمعية الوفد الهام من الوزراء في المحطة الثانية المبرمجة، المنطقة البتروكيمائية، بالأخص مشروع توسعة مركب تكرير البترول الذي تشرف شركة ‘'سامسونغ'' الكورية على انجازه، يهدف لرفع القدرات الإنتاجية لتصل إلى 17مليون طن في السنة، ثم يعرج على مركب تمييع الغازالطبيعي (GL2K)، الذي عرف مؤخرا عملية التشغيل على مستوى المنطقة البتروكيماوية، وذلك بضخه على مرحلتين بشحنات من الغاز الطبيعي في انتظار انطلاق عملية الإنتاج التجريبية. المركب الذي انطلقت أشغال إنجازه بصفة رسمية سنة 2007، وحددت مدة تسليمه ب 50 شهرا، حيث كان من المفروض أن يدخل الخدمة في فيفري 2011، ويعد من بين أكبر المركبات بالجزائر، وتم إنجازه لتعويض الوحدات الإنتاجية الثلاث التي تضررت إثر انفجار 19 جانفي 2004، والذي أودى بحياة 27 عاملا. وتم الإنجاز في إطار صفقة فازت بها الشركة الأمريكية (كا بي آر) بمبلغ مالي يقدر ب2.851 مليار دولار أمريكي، بتمويل كلي من مجمع سوناطراك وبطاقة إنتاجية تقدر ب 5.4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، منها 4.5 مليون طن/سنة من الغاز غير المميع و207.600 طن/سنة من غاز البروبان و171.400 طن/ سنة من غاز البوتان، إضافة إلى 108.700 طن/سنة من غازولين و170.000 طن/سنة من غاز الايثان و163 مليون متر مكعب/ سنة من الهيليوم. وأنجز المركب بأحدث المواصفات التكنولوجية والتجهيزات الجد متطورة، وهو ما سيمكن من رفع القدرات الإنتاجية لسوناطراك من 20.6 مليون طن حاليا إلى 32 مليون طن مستقبلا، بما يعزز مكانة الجزائر سواء على السوق الوطنية أو في الأسواق العالمية للغاز، كما سيساهم المركب في تغطية العجز الناتج عن التوقف الجزئي للإنتاج في مركب تيڤنتورين، بعد حادثة الاعتداء الإرهابية الأخيرة التي تعرض لها. ومن المنتظر أن يقوم الوزير الأول والوفد المرافق له، بمعاينة منطقة بوزعرورة الواقعة بين منطقة العربي بن مهيدي وبلدية فلفلة الساحلية، والتي تم اختيارها مؤخرا وبصفة رسمية لتكون مدينة سكيكدة الجديدة، استفادت من مخطط جديد للتهيئة العمرانية، سيخصص كمرحلة أولى لإنجاز حوالي 11 ألف وحدة سكنية،من مختلف الصيغ، للتخفيف على طلبات مدينة سكيكدة في هدا الشأن، والقضاء على معاناة سكان مدينة 20 اوث، بالإضافة لإقامة مستشفى وطني للحروق من الدرجة الثالثة «120 سرير» المقرر إنشاؤه بنفس المكان، الذي حددت أجال انجازه ب22 شهرا، مع الإشارة إلى أن هذه المنطقة تتوفر على مساحات ووعاءات عقارية تقدر بأكثر من 200 هكتار مع إمكانية توسيعها عند الضرورة. وفي ما يتعلق بتجهيز هذه المدينة الجديدة ستحتضن فندقا ومركزا ثقافيا ومسرحا ودار بلدية ومركز أمن حضري ومحكمة ومسجدا وملعبا ومركبا أولمبيا، كما ستحتضن المدينة الجديدة مدارس للهندسة المعمارية وللفنون الجميلة والرسم، فضلا عن معهد وطني للمحروقات وقطب جامعي ب 4 آلاف مقعد بيداغوجي وألفين سرير. وتختتم زيارة سلال بإشرافه على اجتماع موسع لمنتخبي وممثلي المجتمع المدني، بقصر الثقافة والفنون وسط مدينة سكيكدة، لبحث التنمية في هده الولاية في مختلف جوانبها.