سكان مشاتي القرار بالركنية ينتظرون إعادة الكهرباء و إصلاح الشبكة المنهارة بدأت الحياة تعود من جديد إلى مشاتي القرار و الكاف و المعاطلة و عين نشمة ببلدية الركنية الواقعة بأقصى غرب ولاية قالمة بعد سنوات أزمة أمنية طاحنة حولت المنطقة إلى أطلال توقفت الحياة و غادر السكان بلا رجعة و صار الإقليم الجبلي الشهير أشبه بالمنطقة المحرمة و ظل هكذا إلى غاية انفراج الوضع و عودة الأمن الحذر إلى ربوع المنطقة المتاخمة لحدود ولاية سكيكدة ، حيث بدا السكان يعودون إلى حقول الزيتون و المنازل المهجورة لكنهم وجدوا كل شيء قد انهار،الطرقات ، شبكة الكهرباء المدارس و منازل الصفيح و القرميد لم يعد هناك ما يشجع على البقاء وسط إقليم منكوب باستثناء وحدة للجيش الوطني مازلت صامدة هناك تحرس بقايا السكان و تبعث الأمل في مستقبل جديد قد يعيد المنطقة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة الأمنية المدمرة. كهرباء مقطوعة و أعمدة توشك على الانهيار بمشاتي القرار و قد قررت السلطات الولائية إطلاق برامج تنموية واعدة من شأنها مساعدة السكان على العودة و إعادة إعمار المناطق المهجورة ،حيث تم تعبيد مسافة معتبرة من الطريق البلدي المؤدي إلى المنطقة و بناء جسر جديد على وادي موجار و منح سكنات ريفية للأهالي النازحين و تشجيعهم على العودة إلى جانب عمليات دعم للاقتصاد الريفي من خلال برامج الغابات و الفلاحة و الري. لكن التحدي الكبير الذي يواجه سكان مشاتي القرار بالركنية هو الكهرباء المقطوعة و الأعمدة المهددة بالانهيار تحت تأثير الأنزلاقات الأرضية ،حيث توشك نقطة المحول على السقوط كما وقفنا عليه خلال زيارة قامت بها السلطات الولائية للمنطقة مؤخرا. و حسب السكان فإن سونالغاز قد نزعت المحول المغذي للإقليم خلال مرحلة تردي الوضع الأمني منتصف التسعينات و قطعت الكهرباء عن الإقليم الغارق في الظلام إلى اليوم ، مؤكدين بأن شبكة التوزيع توشك على الانهيار بعدة نقاط بينها نقطة تركيب المحول قرب عين نشمة ،مناشدين سونالغاز بالعودة إلى الإقليم لتركيب المحول و تثبيت الأعمدة المنهارة و إيصال الكهرباء إلى المساكن الريفية الجديدة و إعادة العدادات إلى المنازل التي عمرها أهلها في السنوات الأخيرة. و يأمل سكان المنطقة في تسجيل عملية أخرى لتعبيد ما تبقى من الطريق البلدي الذي يربطهم بالركنية و قالوا بأن ما لا يقل عن 200 عائلة كانت تعمر إحدى مشاتي الإقليم لكنها هجرته بسبب العزلة و أضافوا بأن بعض الأهالي مازالوا صامدين هناك بين الشعاب و الأودية و الجبال يعملون بحقول الزيتون و يزرعون القمح و الخضر و الفواكه لكن ظروف الحياة الصعبة و العزلة و انقطاع الكهرباء تعد من أكبر التحديات التي تواجه الأهالي هناك و هم ينتظرون ما وصفوه بالقرارات الشجاعة لإعادة إعمار المنطقة من جديد. و تشترط سونالغاز عودة السكان إلى منازلهم أولا قبل تشغيل الشبكة من جديد و قال مسؤول من شركة الكهرباء و الغاز بأن قرار نزع المحول أتخذ عقب الهجرة الجماعية للسكان منتصف التسعينات مبديا استعداد الشركة لتركيب المحول و إصلاح الأضرار التي لحقت بشبكة التوزيع و مرافقة السكان العائدين إلى منازلهم المهجورة. و يعد إقليم القرار بالركنية إحدى أهم الأقاليم المنتجة للزيتون ،كما أنه يشتهر أيضا بتربية المواشي و زارعة الأشجار المثمرة و الخضر و الفواكه على نطاق واسع و كان يضم كثافة سكانية كبيرة حتى منتصف للتسعينات حيث عصفت به أزمة أمنية طاحنة مازالت آثارها قائمة حتى اليوم. فريد.غ