تجمعات سكانية تعاني من العزلة و نقص الكهرباء و التغطية الهاتفية مازال سكان مشاتي عين خروبة الواقعة ببلدية عين احساينية بقالمة ينتظرون إطلاق مشروع إصلاح المسلك الريفي الذي يربطهم بمدينة حمام دباغ عبر مشتة قطيطيني على مسافة تفوق ال4 كلم ، مسلك ريفي أنجز قبل 20 سنة تقريبا و لم تبق منه إلا أجزاء قليلة صالحة للاستعمال، حيث أتت عليه عوامل الطبيعة و الزمن التي زادت الوضع تعقيدا إلى جانب المسار الصعب الذي اختاره المهندسون عند شق الطريق بداية التسعينات. إحدى مشاتي عين خروبة بقالمة و يضطر سكان مشاتي عين خروبة اليوم إلى عبور مسافة طويلة عبر طريق عين احساينية للوصول إلى مدينة حمام دباغ أقرب المدن إليهم بعد أن انقطعت حركة السير بشكل شبه كامل عبر المسلك الريفي ،الذي يختصر المسافة و الزمن و يسمح للسكان الذين يعمرون المنطقة منذ سنوات طويلة من التواصل مع المدن و القرى المجاورة ،أين تتركز المرافق أغلب المرافق الخدماتية كالتعليم والصحة و التجارة، و بالرغم من انتمائهم إلى بلدية عين احساينية من الناحية الإدارية ،إلا أن سكان المنطقة يفضلون التوجه إلى حمام دباغ أقرب مدينة إليهم إلا أن وضعية المسلك الريفي عمقت معاناتهم ،حيث لم يتوقفوا عن المطالبة بإصلاحه في إطار برنامج تعبيد الطرقات البلدية بولاية قالمة . و تشير بعض المصادر بأن الطريق المذكور يكون قد أدرج ضمن عمليات الترميم و الإصلاح و هو ما يتمناه السكان الذين يعانون أيضا من غياب التغطية الهاتفية بسبب بعد هوائيات الهواتف النقالة و انعدام شبكة الهاتف الثابت و خاصة العامل بالنظام اللاسلكي(دوبل.في.ال.ال) مما جعل تواصلهم في غاية الصعوبة و التعقيد و خاصة خلال الحالات الطارئة كالمرض و غيرها من الحالات التي تتطلب تواصلا سريعا. و قال أحد سكان المنطقة بأن مشتة الميدية مازالت بدون كهرباء ،إلا أن أغلب مشاتي المنطقة قد تم ربطها منذ سنوات و ربما بقيت بعض المنازل الريفية الجديدة بدون ربط في انتظار البرنامج الجديد الذي ستطلقه مصالح سونالغاز التي تولي أهمية كبيرة للإنارة الريفية بولاية قالمة. و تتميز مشاتي عين خروبة بكثافة سكانية كبيرة و هي المنطقة الوحيدة التي لم تتعرض لموجة النزوح الريفي خلال مرحلة تردي الوضع الأمني منتصف التسعينات ،حيث صمد السكان فوق الأرض ،معتمدين على تربية المواشي و الزراعات البسيطة كمصدر أساسي للمعيشة و يسعى الكثير من سكان المشاتي إلى توسيع الأنشطة الزراعية و الرعوية من خلال الإقبال على برامج التجديد الريفي كزارعة الأشجار المثمرة و خلايا النحل و بناء إسطبلات تربية المواشي ،إلا أن مشاكل العزلة تبقى بمثابة التحدي الكبير الذي يواجه سكان المنطقة منذ سنوات طويلة بالرغم من تعبيد الطريق الذي يربطهم بمركز البلدية التي لا يقصدونها إلا قليلا لاستخراج الوثائق الإدارية و الدراسة بالإكماليات و الثانوية المتواجدة هناك. و كانت السلطات الولائية قد زارت عين خروبة مرات عديدة و وقفت على انشغالات السكان في انتظار إطلاق المشاريع التنموية القادرة على تغيير وجه المنطقة و إنهاء معاناة السكان و ضمان استقرارهم هناك لدعم الاقتصاد الريفي و تخفيف الضغط عن المدن المجاورة ،التي لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من النازحين الهاربين من العزلة و نقص المرافق الخدماتية.