النسر السطايفي يصر على المطاردة والسلاحف يطلقون الصف الأخير وفت قمة الجولة السابعة عشر بوعودها كاملة من حيث الندية والإثارة و التهديف، حيث شهدت اهتزاز الشباك في خمس مناسبات، قبل ان تعود نقاطها لفائدة اتحاد الجزائر الذي ضرب سربا من العصافير بحجر واحد، فحافظ على كرسي الريادة وعمق الفارق عن ضيفه ومنافسه على اللقب إلى ثماني نقاط ، ويعود الفضل في فوز أمس إلى المخضرم زياية الذي قاد فريقه إلى قلب الطاولة على الكناري الذي كان سباقا إلى التهديف في مباراة كانت غنية بالتقلبات. ورغم فوز سوسطارة تمكن الوصيف وفاق سطيف من تحقيق أهم نتيجة في الجولة من خلال تمريره الإسفنجة على إقصائه من منافسة الكأس في عقر داره، و استعادته نشوة الانتصار خارج الديار، حيث تمرد على العوامل الكلاسيكية وهزم المولودية الوهرانية بملعبها، ورغم أن النسر الأسود اكتفى بهدف مبكر للمتألق ناجي، و جانب فوزا عريضا، بالنظر لسيطرته على مجريات اللعب، إلا أن نقاط أمس من ذهب كونها أبقت الوفاق على بعد نقطتين وفي أفضل رواق للدفاع عن لقبه، في الوقت الذي تعقدت أكثر أوضاع الحمراوة الذين عادوا بالمناسبة إلى منطقة الخطر، بتلقيهم ثاني خسارة على التوالي. وعلى النقيض من الوفاق سجل شباب قسنطينة تعثرا مفاجئا في عقر الدار أمام الضيف اتحاد الحراش، الذي خطف نقطة التعادل في الأنفاس الأخيرة من مباراة ميزها غياب الأنصار بداعي العقوبة، والغريب أن رفقاء بولمدايس لم يستثمروا في نتائج منافسيهم المباشرين، رغم دخولهم لقاء أمس بمعنويات مرتفعة بعد فوزين خارج الديار وتأهل في منافسة السيدة الكأس، وفي أول ظهور للمدرب سيموندي في حملاوي، حيث فرط السنافر في فوز بحثوا عنه منذ ثلاثة أشهر (آخر فوز في قسنطينة كان يوم 2 نوفمبر الماضي أمام بلوزداد)، ومعه الاقتراب أكثر من سدة الترتيب العام. وكما السنافر ذهب الملاحقان مولودية الجزائر وجمعية الشلف ضحية استفاقة السلاحف وأبناء العقيبة على التوالي، فأشبال بوعلي وفي ثاني تنقل لهم إلى الولاية الرابعة في ظرف أسبوع، عجزوا عن تكرار سيناريو الكأس ووقفوا شاهدين على انتفاضة رفقاء قريش الذين أدوا مباراة بطولية وانتزعوا نقاط الأمان، حيث سمح فوز أمس للسلاحف من تطليق الصف الأخير وإحداث قفزة نوعية في منعرج جد خطير وهام من مشوارهم في حظيرة الكبار، تماما كما هو حال بلوزداد الذي استفاق تحت قيادة يعيش وهزم الشلف ما سمح له بمد خطوة نحو بر الأمان، بعد سبعة أسابيع عجاف. ولن نغادر منطقة الخطر دون التوقف عند انهيار شبيبة بجاية في عقر دارها، أين أطلق عليها هداف الأربعاء بوقروة رصاصة الرحمة، وألحق بها هزيمة تسببت في إحداث ثورة عارمة وسط الأنصار الغاضبين، الذين امتد شغبهم إلى خارج أسوار الملعب، خسارة رمت بالشبيبة إلى الصف الأخير وقربتها أكثر من أي وقت مضى من الرابطة الثانية، ولم تكن الجارة مولودية بجاية أحسن حالا، حيث عادت من بشار بخسارة قاسية أعادتها خطوات إلى الوراء، على اعتبار أن هزيمة أمس هي الثالثة على التوالي لتشكيلة عمراني المتواجدة على بعد أربع نقاط من ثالث المهددين بمغادرة الحظيرة.