هوس الندرة يطيل عمر أزمة حليب الأكياس بقسنطينة عادت ملبنة نوميديا بقسنطينة للإنتاج بمعدلها العادي بداية من أمس الأول، إلا أن أزمة الحليب دخلت أسبوعها الثاني رغم تكثيف الخواص لعملية توزيع حليب الأكياس. الملبنة، وحسب مدير التجارة، استعادت معدلها المعتاد في الإنتاج بسقف 170 ألف كيس يوميا، وأكد المسؤول أن السوق مزودة بكميات كافية، مفسرا استمرار الأزمة بظاهرة التخزين التي خلفها هاجس الندرة، لكن المسؤول قال أن الأزمة لم تكن بالحدة التي كانت عليها نهاية شهر ديسمبر بدخول إنتاج القطاع الخاص بقوة وتغطية العجز بنسب كبيرة جعلت المواطن لا يتأثر كثيرا، سيما ضعيفي الدخل الذين لا تتحمل ظروفهم مصاريف استبدال الحليب المدعم بأنواع أخرى أسعارها ليست في متناولهم. وفيما فضلت إدارة الملبنة التزام الصمت وعدم التصريح بشأن المادة الأولية، قال لنا المسؤول أن المشكل قد تم التحكم فيه بوصول المخزون الكافي، رغم أن نفس الكلام قد قيل عند بداية الأزمة نهاية السنة لتعود الندرة نهاية شهر جانفي وبحدة أكبر ، حيث تراجع الإنتاج إلى الربع ما جعل الحليب يختفي تماما من محلات معظم الأحياء ويقتصر التوزيع على دائرة ضيقة. وقد ندد موزعو الحليب بالمشكل الذي أوقعهم كما يقولون في ضائقة مالية لشهرين متتاليين نتيجة تراجع التوزيع إلى النصف ثم الربع بمعدل لا يقل عن 15 يوما في ظرف شهر، وهو ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر ويطرحون مطلب رفع هامش الربح لتغطية التكاليف، كما تحدث أصحاب الشاحنات عن تعرضهم لاعتداءات بسبب الأزمة بعد أن حملوا مسؤولية اختفاء المادة واسعة الاستهلاك، حيث شهد الأسبوع الماضي مناوشات وعمليات رشق بالحجارة للشاحنات، بينما وجد التجار صعوبة في بيع المادة التي يتم خطفها من الشاحنة مباشرة من طرف الزبائن، ورغم استغلال مصانع الخواص للفرصة ورفع الإنتاج إلا أن الأزمة لم تنفرج كون حليب ملبنة نوميديا يغطي أكثر من 60 بالمائة من السوق ويعرف إقبالا كبيرا نتيجة نوعيته. وتواجه ملبنة نوميديا صعوبات في دمج حليب الأبقار ضمن الإنتاج بسبب تخلي 50 من جامعي الحليب عنها وتوجههم إلى مصانع التحويل التي تمنحهم أسعارا أكثر ارتفاعا ،ما جعل النقص في المادة الأولية تكون له تأثيرات كبيرة أدخلت الولاية في ندرتين متتاليتين في ظرف شهر واحد.