تشهد حديقة بيروت المعروفة ب "سكوار" بحي سيدي مبروك بقسنطينة، وضعا متدهورا للغاية، بحيث تحولت إلى مكان مهجور اتخذه بعض المنحرفين كمرتع لتعاطي الكحول، بعدما كانت في السابق القبلة الأولى لعائلات المنطقة. من يزور حديقة "سكوار" الواقعة بحي سيدي مبروك العلوي، يتفاجأ للوهلة الأولى بتراكم القاذورات في أسوارها التي امتلأت بالكتابات الحائطية، قبل أن يصطدم بأن بوابة الحديقة موصدة بالأقفال، و هو ما حرم العائلات و الأطفال من دخولها طيلة العامين الماضيين، اللذين كانا من المفترض أن يعرفا عملية تهيئة توقفت في بدايتها، حسبما أكده لنا سكان وجدناهم بالقرب من المكان، حيث تأسفوا على الوضع الذي آلت إليه الحديقة و تحولها، كما قالوا، إلى مرتع للمنحرفين الذين حولوها إلى مكان لتعاطي الخمور و المخدرات بل و القيام باعتداءات على المارة، حسبهم، و هو ما كان سببا في إرسال شكاوي إلى السلطات المحلية. و قد لاحظنا لدى زيارتنا المكان بأن الحديقة مهجورة تماما بسبب غلق بوابتها، كما يظهر من الخارج تراكم أكوام من الردوم التي بقيت شاهدة على أشغال لم تكتمل، في حين اختفت النافورة التي كانت متواجدة بوسط الحديقة و طغى اللون الأصفر على أشجار و نباتات بدا أنها لم تُسقى أو تُقلّم منذ مدة طويلة، حيث ذكر عدد من المواطنين بأن البلدية سخرت في السابق حراسا للمكان غير أنهم ذهبوا و تركوه مهملا و عرضة للتخريب، ليطالبوا مصالح بلدية قسنطينة بالتدخل من أجل صيانة الحديقة و تهيئتها من جديد، لكي تعود، كما قالوا، متنفسا للعائلات القسنطينية مثلما كانت منذ عقود. و لقد حاولنا الاتصال برئيس بلدية قسنطينة لمعرفة رده حول الموضوع تعذر علينا ذلك، علما أن مصالحه كانت قد باشرت منذ مدة عمليات لتهيئة الحدائق العمومية يبدو أنها توقفت بمقاضاة نائبه السابق المكلف بالنظافة.