المقبرة المركزية بوسط مدينة قسنطينة تتحول إلى مرتع للمنحرفين يشتكي منذ مدة سكان حي قدور بومدوس بوسط مدينة قسنطينة، من تحول محيط المقبرة المركزية إلى المكان المفضل لمنحرفين اختاروا جهتها المقابلة للساحة المسامة "بيانو" من أجل شرب الكحول و تعاطي المخدرات، بعد أن أصبحت المنطقة شبه مهجورة نتيجة انتشار القمامة و الردوم بشكل كثيف. بمجرد وصولنا صباح أمس إلى ساحة "بيانو" الواقعة أسفل عمارة "النجمة"، اعترض طريقنا أحد السكان و حذرنا من الدخول إليها لاحتمال تعرضنا للاعتداء، قبل أن يؤكد رفقة سكان المنطقة بعد تعرفهم على هويتنا، أن الساحة أصبحت شبه محظورة على المارة خصوصا بعد آذان المغرب، أين يشرع في التوافد إليها شباب منحرف للجلوس أسفلها بمحاذاة السياج الفاصل بالمقبرة المركزية، و ذلك من أجل تعاطي الكحول والمخدرات طيلة الليل دونما أدنى احترام لقدسية المكان، و للعائلات القاطنة في العمارات المجاورة بالتلفظ بعبارات نابية تخدش المشاعر. و قد لاحظنا في استطلاعنا انتشارا كثيفا للقمامة و الردوم و حتى للتجهيزات منزلية التي وجدناها مترامية في كل اتجاه إلى جانب أشجار يبدو أنها لم ترفع منذ الاضطرابات الجوية التي عرفها الشتاء الماضي، و قد أكد لنا السكان أن الوضع على حاله منذ 10 سنوات تقريبا و بات يهدد أبناءهم بالإصابة بالأمراض، ما جعل الكثير منهم يتجنب المرور على المسلك الذي يقطع الساحة و يربط بين حي بن جليط بمنطقة "سان جان" و حي قدور بومدوس، فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة من مكان تفصله أمتار قليلة عن المقابر. مصدر مسؤول بالقطاع الحضري المنظر الجميلن أكد أن المتسبب في الوضع الذي آلت إليه ساحة "بيانو" المحاذية للمقبرة، هم أشخاص استغلوا فتح منفذ بجهة حي "سان جان" من أجل رمي الردوم في المكان، مقابل صمت السكان عن هذه التصرفات، على حد تعبيره، لكنه أكد أن مصالح النظافة رفقة شركة خاصة للتنظيف ترفع يوميا النفايات حسب طاقتها، خصوصا و أن الساحة تقع في مكان منحدر له منافذ ضيقة ما يصعب دخول الشاحنات إليه. و فيما يتعلق بمظاهر الانحراف التي انتشرت في محيط المقبرة و الساحة، أوضح أن مصالحه على اتصال مع الأمن في هذا الشأن، و بأن هذه الأخيرة تنظم من حين إلى آخر مداهمات، كانت قد أسفرت عن توقيف عدد من الأشخاص، قبل أن يؤكد أنه قد تم اقتراح تهيئة المسلك الذي يعبر الساحة لتكون فيه حركية أكبر تمنع رمي القمامة أو القيام بأفعال مشبوهة في محيطه. ياسمين بوالجدري / تصوير:ع.عمور