خصصت وزارة السكن والعمران والمدينة غلافا ماليا يناهز 188مليار سنتيم موجه لإعادة ترميم الأحياء القديمة لمدينة القالة الساحلية التي تعد معلما سياحيا بالنظر لهندستها العمرانية المميزة ، خاصة تلك المتواجدة بقلب المدينة العتيقة على واجهة البحر ،حيث يعود بناؤها إلى القرن السابع عشر . والتي تدهورت حالتها في العمق من جميع النواحي بعضها باتت آيلة للإنهيار فوق رؤوس قاطنيها في غياب عمليات الصيانة الدورية وهو ما ينذر بوقوع الكارثة في أية لحظة خاصة أمام تزايد حدة الإنهيارات الجزئية بين الحين و الآخر التي طالت هذه المباني في المدة الأخيرة وتسببت في تشريد عدة عائلات وبقائهم دون مأوى في الشارع لاسيما تلك التي توجد في وضعية كارثية يرثى لها على غرار أحياء الحاج مرجان ،نهج ايفيان ،نهج 5 جويلية ، نهج الصحراء ، نهج باجي مختار ونهج عيسات ايدير. ما دفع مصالح وكالة المراقبة التقنية إلى تصنفيها في الخانة الحمراء بعد الخبرة التي قامت بها مع دعوتها السكان إخلاء هذه المباني المهددة بالإنهيار حفاظا على حياتهم . وحسب المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية الطارف السيد تاكليت حسين ،فإن عملية ترميم المدينة القديمة جاء على خلفية الملف المرفوع للوصاية من قبل السلطات المحلية بعد الوضعية المزرية التي بلغتها الأحياء القديمة من تدهور وهو ما لقي الإستجابة للتكفل العاجل بالمشكلة ،مشيرا بأنه سيشرع في غضون الأيام القليلة القادمة في الأشغال وهذا بعد إتمام كل الإجراءات اللازمة . وتمس العملية ترميم 330بناية قديمة وهذا بعد أن أنهت وكالة المراقبة التقنية(سي .تي .سي ) لولاية قسنطينة إعداد خبرتها ودراستها التقنية على كل الأحياء والمباني القديمة المعنية بالترميمات التي ستسند إلى شركة أجنبية مختصة في هذا المجال مع مراعاة خصوصيات المنطقة، بغية الإسراع في إنهاء العملية في آجالها المحددة لها ،ما من شأنه أن يعيد البريق لهذه المدينة الساحلية الساحرة "عروس المرجان "،ويجعل من المباني القديمة العريقة أداة هام لتفعيل النشاط السياحي المحلي خاصة وأن الأحياء القديمة ونمطها العمراني المميز تبقى تستقطب كل سنة أعداد هائلة من السياح من داخل الوطن وخارجه . وأضافت مصادرنا بأن العملية ستتواصل لتشمل لاحقا ترميم الأحياء القديمة الأخرى عبر مختلف بلديات الولاية خاصة بالذرعان و إبن مهيدي على مراحل وفق البرنامج المسطر. من جهة أخرى أعلن نفس المصدر عن تخصيص الوصاية لحصة إضافية من السكن الاجتماعي الإيجاري العمومي للولاية قوامها1500وحدة سكنية والتي ستوزع عبر كل البلديات حسب عدد الطلبات بها ،حيث شرع في إختيار الأرضيات وإجراء الدراسات التقنية للإنطلاق في الأشغال هذه الأيام ،لتضاف إلى 23600وحدة سكنية الأخرى التي توجد في مرحلة متقدمة من الإنجار والتي أوكلت لمؤسسات وطنية ، فضلا عن تخصيص مبلغ 4 ملايير سنتيم لترميم الحظيرة السكنية التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري على مستوى الولاية وهذا بعد أن تم الإنتهاء مؤخرا من صيانة أزيد من 8 آلاف وحدة سكنية عبر 17 بلدية في إطار البرنامج الإستعجالي. ق.باديس