أفادت أمس مصادر مسؤولة بولاية الطارف أن وزارة السكن أعطت موافقتها على تخصيص عملية كبرى لإعادة ترميم وإعادة الاعتبار للأحياء العتيقة بالمدينة القديمة بالقالة التي تضم إجماليا حوالي 300بناية . و كانت السلطات الولائية قد رفعت الملف للوصاية بخصوص الوضعية التي آلت إليها أحياء القالة العريقة بوسط المدينة والأخرى بواجهة البحر أمام تدهور حالتها في العمق ما شوه الوجه العام للمدينة، حيث بات هذه الأحياء تشكل خطرا محدقا على قاطنيها بعد أن أصبحت مهددة بالانهيار. فالأحياء العتيقة لعروس المرجان التي يعود انجازها إلى ما قبل القرن الثامن عشر على غرار نهج غاندي –الحاج مرجان – نهج ايفيان – نهج الصحراء وعيسات أيدير ،أصبحت في الأصل غير صالحة للإقامة فيها بعد تصدعها وتسجيل انهيارات جزئية بها في كل مرة طالت الجدران والأسقف والسلالم فضلا عن تسرب المياه إلى داخلها خاصة خلال فترة الشتاء –حيث عادة ما تعرف هذه الأحياء خلال هذه الفترة تدخلات يومية لمصالح الحماية المدنية لإجلاء العائلات المنكوبة . ورغم قيام البلدية بإعادة ترحيل بعض قاطني الأحياء القديمة والعتيقة نحو سكنات اجتماعية جديدة بغرض غلقها وإخضاعها لعملية الصيانة إلا أن الأحياء العتيقة تم اقتحامها بالقوة من قبل مواطنين وغرباء ممن يعانون أزمة سكن ما حال في التحكم في هذه المشكلة. وأشارت مصادرنا بأن الوضعية تنذر بوقوع الكارثة في ظل تأكيد الخبرة التي أعدتها هيئة المراقبة التقنية/سي تي سي/ بان الأحياء القديمة والعتيقة لمدينة القالة آيلة للانهيار، وهي بذلك غير قابلة للإقامة فيها،ناهيك أنها باتت بؤرة للأمراض والأوبئة أمام افتقارها لشبكات الصرف وانبعاث الروائح الكريهة والطرح العشوائي للمياه المستعملة وانتشار الزواحف والجرذان وأكدت مصادر مسؤولة بأن الأحياء العتيقة للمدينة القديمة تبقى في الأصل عبارة عن معالم تاريخية من شأن ترميمها أن تكون عاملا مشجعا في تطوير السياحة المحلية خاصة منهم الذين عاشوا بهذه الأحياء . وكان وزير السكن والعمران قد عاين خلال زيارة سابقة للولاية بمعية الوالي وضعية أحياء المدينة القديمة عن قرب أمام تدهور حالتها في العمق بغية اتخاذ الإجراءات المناسبة ما من شأنه إعادة الاعتبار للمدينة باعتبارها وجهة سياحية وبوابة البلاد الشرقية خصوصا وان الأحياء العتيقة للقالة الشاهدة على تعقب الأزمنة من شانها أن تلعب دورا في الترويج للفعل وللموروث السياحيين للمنطقة . وعلمنا أن عملية ترميم وإعادة الاعتبار للأحياء العتيقة سوف يضفي لمسة جمالية على عروس المرجان . وهي العملية التي ستسند لمؤسسات مختصة في هذا الميدان بعد إتمام الإجراءات الإدارية والتقنية المعمول بها بالنظر لضخامة المشروع الذي تقدر تكلفته بالملايير.