بوتفليقة يترشح للانتخابات الرئاسية أودع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسالة النية للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 17 أفريل القادم، وفق ما أعلنته مصالح رئاسة الجمهورية أمس وأكد ذات المصدر أن بوتفليقة سحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية للمترشحين. وأعلن الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، من جهته، وبصفة رسمية، ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة. وأكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس في رده على سؤال خلال ندوة صحفية أعقبت افتتاحه للندوة الإفريقية للاقتصاد الأخضر التي تحتضنها وهران ، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ترشح رسميا للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه تم سحب استمارات التوقيعات و أنه سيتم ضبط كل الترتيبات اللازمة قبل انتهاء مهلة إيداع الترشيحات. وأوضح سلال أن إعلان ترشح الرئيس بوتفليقة جاء نزولا عند طلبات ومناشدة المواطنين و ممثلي المجتمع المدني الذين التقاهم خلال خرجاته الميدانية عبر 46 ولاية لحد الآن لترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، و قال في هذا الخصوص "كلما التقيت مع المواطنين والمجتمع المدني خلال الخرجات الميدانية للولايات، إلا ويناشدون رئيس الجمهورية للترشح للرئاسيات المقبلة"، وهذا ما دفع بوتفيلقة للترشح نزولا عند رغبة المواطنين وكذا من أجل استكمال مسار الإصلاحات السياسية التي تشرف عليها الحكومة حاليا كما ذكر سلال، مضيفا أن الترشح يأتي كذلك لإتمام مسار الإصلاحات الإقتصادية وكمثال مثلما أشار الوزير الأول لقاء الثلاثية الذي سينعقد هذا الأحد والذي يتطلب تظافر مجهودات جميع الأطراف من أرباب العمل والمنظمات الإقتصادية وكل الفاعلين لحل إشكالية التشغيل، و لأن الاقتصاد الجزائري كما قال ليس ليبراليا بل اجتماعي يعمل على الحفاظ وضمان مناصب الشغل للجزائريين. و أضاف الوزير الأول، أن ترشح رئيس الجمهورية لعهدة رئاسية رابعة، نابع من المكاسب التي حققها،لأنه مكن الجزائر لتكون قوة جهوية وإقليمية، فقضية الساحل لا تزال لم تحل نهائيا ورغم أن الحدود الجزائرية المالية والنيجيرية مغلقة والجيش يقوم بدوره على أحسن وجه لتأمين هذه الحدود على مستوى عالٍ، إلا أن هناك مسائل يجب حلّها وتسويتها ورئيس الجمهورية قادر على ذلك بفضل حنكته السياسية وذكائه حيث أصبح مرجعا للدول، مشيرا إلى أن جميع الجزائريين لاحظوا أن ملوك ورؤساء دول يزورون الجزائر في الآونة الأخيرة من أجل أخذ التجربة. وأضاف سلال أن رئيس الجمهورية ترشح لعهدة رابعة، لأن ضميره أملى عليه ذلك، و أنه لا يمكن نكران النتائج الإيجابية التي عرفتها الجزائر وعودتها للساحة الدولية والإفريقية بقوة، والظروف الجهوية المحيطة بنا. و قال سلال أن هذا الترشح "ليس قضية طموح شخصي من طرف الرئيس، بل هو قضية مواصلة وتثمين تطور الجزائر على جميع الأصعدة، والبلاد بحاجة للنظرة الواسعة وذكاء بوتفليقة وخبرته"، مشيرا إلى أن كل الإنجازات والمكاسب التي تحققت خلال فترات حكم الرئيس بوتفليقة، تحظى باعتراف كل الجزائريين والجزائريات خاصة وأن النية صادقة لخدمة الوطن ورقيه، و أكد أن "بوتفليقة يعرف ما يريده شعبه، ويستجيب له". و في رده على سؤال حول قدرة رئيس الجمهورية الصحية لتنشيط الحملة الانتخابية، أوضح سلال أنه في كل دول العالم ليس بالضرورة أن ينشط المترشح بنفسه حملته الإنتخابية فمديرية الحملة الانتخابية قادرة على أن تتكفل بالمهمة، و قال "وراء بوتفليقة رجال يديرون الحملة وينشطونها وفق البرنامج الذي سيحدد لاحقا". و لفت سلال إلى أن صحة الرئيس في تحسن مستمر، وله كل القدرة الفكرية والقيادية ليقود البلاد لعهدة رابعة ويواصل تجسيد المكاسب الهامة التي تسعى لها الجزائر مثل ترقية الاستثمار، كما توجد أيضا حسب سلال تحديات يجب تخطيها وتذليلها، و أوضح" آخر رسالة وجهها رئيس الجمهورية للشعب يوم عيد الشهيد في 18 فيفري المنصرم، كانت بخط يده" مستدلا بهذا على النظرة المتبصرة للرئيس الذي لازال يتمتع بكامل قدراته القيادية "، مضيفا أن "أكبر دليل على إمكانيات بوتفليقة في تسيير البلاد هو استقرار الجزائر خلال الفترة المرضية للرئيس، فلم يحس الجزائريون بأي خلل في تسيير شؤون البلاد". ومن أجل هذا الاستقرار، يقول سلال يجب على بعض الجزائريين التخلي عن التشاؤم والنظرة السوداوية ووضع الثقة كاملة في رئيس الجمهورية والطاقم الذي يسانده ويدعمه لتبقى الجزائر واقفة ورائدة، و قال "نحن مع الرئيس من أجل الجزائر". كما توعد سلال كل من يسعى للتزوير في الانتخابات الرئاسية المقبلة بأنه سيعاقب، لأن الحكومة تسعى كي تجري هذه الاستحقاقات في ظروف حسنة وبكل شفافية، كما أن المنافسة الشريفة بين كل المترشحين هي التي ستحسم الأمور في النهاية. وختم سلال كلمته بأن بوتفليقة أعطى كل شيء من أجل الجزائر منذ كان شابا لحد الآن، مؤكدا أنه " رجل فيه البركة".